الثلاثاء 24 أغسطس 2021 - 21:02
“محجوب عروة / قولوا حسنا”
يجب ألا يفوت التعليق على زيارة رئيس الوزراء د. حمدوك مؤخرا لعاصمة دولة الجنوب وما رشح من أخبار عن نتائج تلك الزيارة المهمة الناجحة التى أرى أنها زيارة يجب أن تؤرخ لتكون ذات معنى ومغزى لترسم لمستقبل أفضل لبلدين كانا دولة واحدة خاصة بعد أن اختار الجنوبيون حكمة الوحدة فى مؤتمر جوبا عام 1947 متجاوزين سياسة المستعمر البريطانى الذى كرس للخلافات وعدم الثقة بسياسة المناطق المغلقة فى الجنوب وعدم تنميته كالشمال ثم محاولة فاشلة لضم الجنوب لدول شرق افريقيا أجهضها الحكماء من قادة الجنوب آنذاك فى مؤتمر جوبا. ولولا سياسات وتصرفات سيئة وخرقاء فى غاية الغباء والضرر من نظام الانقاذ عبر الاستعلاء العرقى والثقافى من أجل التمكين دفعنا بسببها الاخوة الجنوبيين لخيار الانفصال لكانت الأوضاع أفضل. وقبلها منذ خطأ الأحزاب الشمالية عقب الاستقلال حين بذرت بذور الثقة بعدم الالتزام بالنظام الفيدرالى الذى وعدوا الجنوبيين به ليقفوا مع خيار الاستقلال بديلا للوحدة مع مصر فى اتفاقية الحكم الذاتى. ثم سياسة نظام 17 نوفمبر العسكرى باتخاذ سياسة العصا law & order تجاه التمرد فى الجنوب بديلا لحلول سلمية سياسية اقتصادية اجتماعية وعلمية.
فى بواكير نظام مايو اعلن حل سلمى لمشكلة الجنوب فيما أطلق عليه بيان التاسع من أغسطس الشهير معترفا بالفوارق بين الشمال والجنوب وجد قبولا من الجنوبيين ثم كرس سلاما واستقرارا عشر سنوات عقب اتفاقية اديس أبابا 1972 كانت كافية لوحدة منتجة ووقف الحروب الأهلية بل لمعالجة قضايا كل الهامش عبر انموذج مناسب للحكم اللامركزى ولكن بسبب خرق النميرى لها باعادة تقسيم الجنوب ثم اعلان قوانين الشريعة بطريقة عشوائية عام 1983 وتدخلات خارجية عاد التمرد عبر الحركة الشعبية بقيادة د. قرنق الذى رفض الانخراط فى نظام انتفاضة أبريل 1985 تحت دعوى أنها )مايو تو( وكان خطأ جسيما أدى لتعقيدات ضارة باستمرار الحرب الأهلية حيث كان الأوفق للسلام واستقرار الجنوب وحفظ الأرواح والثروات الانخراط فى الديمقراطية التى أرستها الانتفاضة.. ثم عادت الحرب الأهلية أشد ضراوة فى نظام الانقاذ الذى اتخذ سياسات خاطئة وغبية من أجل التمكين متخذا من الادعاء الغبي بالتعالى الاجتماعى والعرقى والثقافى وسيلة حتى اتفاقية نيفاشا ظنا خاطئا بأن ذلك سيمكنه أكثر فانتهى الى انفصال الجنوب عام 2011.
فى تقديرى أن زيارة د. حمدوك قد نجحت نجاحا باهرا وفتحت فرصا عظيمة لصالح الدولتين وشعبيهما صاحبي المصلحة الحقيقية ربما – اذا أحسنا الالتزام والتنفيذ – ربما تساعد مستقبلا فى تحقيق فكرة الكونفيدرالية التى كانت مقترحا جيدا وعظيما وبديلا للانفصال أو الفيدرالية بين الشمال والجنوب فما يجمع الشمال والجنوب الكثير جدا يجب أن يستغل لصالح ليس للشعبين بل لسائر شعوب أفريقيا التى تتوق للتطور والسلام والحرية بل وحدة افريقيا مثل الدول الكبرى فالشعوب هى الباقية ما بقيت الحياة الدنيا وتذهب الأنظمة والحكومات والأفراد لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
“محجوب عروة / قولوا حسنا”
يجب ألا يفوت التعليق على زيارة رئيس الوزراء د. حمدوك مؤخرا لعاصمة دولة الجنوب وما رشح من أخبار عن نتائج تلك الزيارة المهمة الناجحة التى أرى أنها زيارة يجب أن تؤرخ لتكون ذات معنى ومغزى لترسم لمستقبل أفضل لبلدين كانا دولة واحدة خاصة بعد أن اختار الجنوبيون حكمة الوحدة فى مؤتمر جوبا عام 1947 متجاوزين سياسة المستعمر البريطانى الذى كرس للخلافات وعدم الثقة بسياسة المناطق المغلقة فى الجنوب وعدم تنميته كالشمال ثم محاولة فاشلة لضم الجنوب لدول شرق افريقيا أجهضها الحكماء من قادة الجنوب آنذاك فى مؤتمر جوبا. ولولا سياسات وتصرفات سيئة وخرقاء فى غاية الغباء والضرر من نظام الانقاذ عبر الاستعلاء العرقى والثقافى من أجل التمكين دفعنا بسببها الاخوة الجنوبيين لخيار الانفصال لكانت الأوضاع أفضل. وقبلها منذ خطأ الأحزاب الشمالية عقب الاستقلال حين بذرت بذور الثقة بعدم الالتزام بالنظام الفيدرالى الذى وعدوا الجنوبيين به ليقفوا مع خيار الاستقلال بديلا للوحدة مع مصر فى اتفاقية الحكم الذاتى. ثم سياسة نظام 17 نوفمبر العسكرى باتخاذ سياسة العصا law & order تجاه التمرد فى الجنوب بديلا لحلول سلمية سياسية اقتصادية اجتماعية وعلمية.
فى بواكير نظام مايو اعلن حل سلمى لمشكلة الجنوب فيما أطلق عليه بيان التاسع من أغسطس الشهير معترفا بالفوارق بين الشمال والجنوب وجد قبولا من الجنوبيين ثم كرس سلاما واستقرارا عشر سنوات عقب اتفاقية اديس أبابا 1972 كانت كافية لوحدة منتجة ووقف الحروب الأهلية بل لمعالجة قضايا كل الهامش عبر انموذج مناسب للحكم اللامركزى ولكن بسبب خرق النميرى لها باعادة تقسيم الجنوب ثم اعلان قوانين الشريعة بطريقة عشوائية عام 1983 وتدخلات خارجية عاد التمرد عبر الحركة الشعبية بقيادة د. قرنق الذى رفض الانخراط فى نظام انتفاضة أبريل 1985 تحت دعوى أنها )مايو تو( وكان خطأ جسيما أدى لتعقيدات ضارة باستمرار الحرب الأهلية حيث كان الأوفق للسلام واستقرار الجنوب وحفظ الأرواح والثروات الانخراط فى الديمقراطية التى أرستها الانتفاضة.. ثم عادت الحرب الأهلية أشد ضراوة فى نظام الانقاذ الذى اتخذ سياسات خاطئة وغبية من أجل التمكين متخذا من الادعاء الغبي بالتعالى الاجتماعى والعرقى والثقافى وسيلة حتى اتفاقية نيفاشا ظنا خاطئا بأن ذلك سيمكنه أكثر فانتهى الى انفصال الجنوب عام 2011.
فى تقديرى أن زيارة د. حمدوك قد نجحت نجاحا باهرا وفتحت فرصا عظيمة لصالح الدولتين وشعبيهما صاحبي المصلحة الحقيقية ربما – اذا أحسنا الالتزام والتنفيذ – ربما تساعد مستقبلا فى تحقيق فكرة الكونفيدرالية التى كانت مقترحا جيدا وعظيما وبديلا للانفصال أو الفيدرالية بين الشمال والجنوب فما يجمع الشمال والجنوب الكثير جدا يجب أن يستغل لصالح ليس للشعبين بل لسائر شعوب أفريقيا التى تتوق للتطور والسلام والحرية بل وحدة افريقيا مثل الدول الكبرى فالشعوب هى الباقية ما بقيت الحياة الدنيا وتذهب الأنظمة والحكومات والأفراد لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.