السبت 27 يونيو 2020 - 6:37
وزير الطاقة والتعدين : وضع صعب في عملية الامداد الكهربائي خلال هذا الاسبوع!!
موظف : استخدام الطاقة المتجددة هو المخرج الوحيد من ازمة الكهرباء!!
استطلاع : شهلاء عثمان بخاري
ما ان يطرق الصيف ابوابنا حتى تلوح في الافق سياسة القطوعات المبرمجة للكهرباء والتي يعاني منها المواطن بدرجة كبيرة ، وذلك مع اننا في بلاد توصف شمسها بالمحرقة والتي ان تم الانتباه اليها واستثمارها في توليد الطاقة من خلال الخلايا او المجمعات الشمسية لاخرجتنا من مربع الازمة المتكررة في الكهرباء ، وكما الاعوام السابقة يعيش المواطنون هذه الايام حالة من الاستياء بسبب القطوعات المستمرة للكهرباء والتي قد تصل احيانآ لاكثر من سبع ساعات متوصلة ، والاسوأ من ذلك تلك التصريحات التي اطلقها وزير الطاقة عن صعوبة وضع الامداد الكهربائي هذه الايام ، مما أثار سخط المواطنين والذين تحدثنا الى بعض منهم واستطعنا الخروج بالحصيلة التالية ….
دفع مقدم!!
استبشر المواطنون خيرآ بعد ان أنشئت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة بتاريخ 28 يونيو )2010(م بموجب القرار رقم )169/ لسنة 2010م( الصادر من مجلس الوزراء في العهد السابق ، والذي قضى بإلغاء أمر تأسيس الهيئة القومية للكهرباء وأيلولة كل عقارات ومنقولات وحقوق والتزامات الهيئة القومية للكهرباء للشركات المنشأة في مجال الكهرباء، وتم تسجيلها وفقا لقانون الشركات تحت الرقم )37108 ( . وهذا يعني ان الكهرباء تقدم للمواطن من خلال شركة تقوم بتحصيل رسومها مقدمآ من خلال برنامج الدفع المقدم ، ويتضح جليآ ان الكهرباء لم تعد كما كانت في السابق خدمة تقدم للمواطن بل اصبحت سلعة يدفع ثمنها من اجل الحصول عليها وحال انتهائها يعاود تغذية العداد مرة اخرى ، لذا فان المواطن لا يجد من المنطق ان يقوم بشراء الكهرباء ويحرم منها مع العلم ان الحوجة للكهرباء في السودان تكون في قمتها في فصل الصيف سواء للتهوية او تشغيل الثلاجات او غيرها . ولما كان رضا الزبائن يشكل حجر الزاوية فقد عمدت الشركة إلى إنشاء مركز مختص لخدمات الزبائن، حيث تقدم الشركة الخدمة لزبائنها بالقطاعات المختلفة )الصناعي- الزراعي- السكني- الحكومي- الموحد(، كما عملت على تقنين عمل مركز التحكم الآلي وتطوير آلياته وتوسيع قاعدة انتشاره لتشمل كل السودان ، الا انه مشاكل الامداد الكهربائي تجددت مرة اخرى شهدت ليجد المواطن نفسه امام سيناريو اكثر قتامة من الاعوام الماضية لانقطاع الكهرباء وهي واحدة من الخدمات البسيطة والمهمة التي يجب ان يتمتع بها المواطن طالما انه يقوم بدفع قيمتها قبل الحصول عليها ، وهذه المشكلة ليست وليدة اللحظة بل يعاني المواطن على مر السنوات من سياسة برمجة القطوعات التي تؤدي الى توقف عدد من الانشطة وتؤثر على المواطن سلبآ في كثير من نواحي الحياة .
عدم رضا!!
مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة هذه الايام بدأ تنفيذ برنامج القطوعات والذي قد يكون منفذآ في احدى المناطق مساء وتستيقظ صباحآ لتتفاجأ بانقطاع الكهرباء . مما ادى الى استياء وتذمر الكثير من المواطنين الذين ابدوا عدم رضا بهذه السياسة المجحفة في حقهم ، وقد اشار المواطن المبارك حامد الى ضرورة الوقوف عند هذه المشكلة وإيجاد الحلول الجذرية لها خا صة ان الحوجة للكهرباء تكون في فصل الصيف ولا يعقل ان يتم قطعها طيلة النهار واستنكر عدم وضع المواطن في الصورة حال حدوث هذه القطوعات بان يتم مثلآ ارسل رسائل تنبيه عبر الاذاعة للمواطنين او حتى اعتذار نتيجة القطع المفاجئ والذي غالبآ ما يؤدي لخسائر فادحة من خلال تلف او حريق بعض الاجهزه الكهربائية . اما عماد الطاهر ) صاحب بقالة ( فقد استنكر القطوعات المتكررة للكهرباء في هذا الصيف الذي تفوق درجة حرارته تحمل البشر وقال متسائلآ : هل يمكن ان تكون هذه القطوعات حلآ جذريآ لازمة الكهرباء؟ من جانب آخر فقد تحدث عماد عن الخسائر التي يجنيها جراء انقطاع الكهرباء مشيرآ الى ان كثير من بضائعه كادت ان تتعرض للتلف خاصة اللحوم والفراخ ويجب قبل تنفيذ مثل هذه السياسات دراسة الخسائر التي يمكن ان يتعرض لها المواطن والتي تعود سلبآ على الدولة .
زيادة القيمة!!
اعتاد المواطنون على سوء الخدمات المقدمة في العهد البائد ، لكن مع الانتقال إلى العهد الجديد كان الامل ان تتحسن الاوضاع ولو قليلآ … هذا الكلمات ابتدرت بها انتصار احمد )موظفة( حديثها )للوطن( حول القطوعات المبرمجة والمتكررة للكهرباء وقالت ان مثل هذه الازمة لم يمر بها المواطن حتى في العهد السابق فاين الاصلاحات التي كنا نحلم بها؟ واضافت انتصار ان كثير من المواطنين اصبحوا يعتمدون علي الشموع والفوانيس في المنزل لانها علي حد قولها مضمونة اكثر من الكهرباء والتي تفاجئك بالقطع من دون سابق انذار. كما انها قد تتسبب بتلف بعض المعدات الكهربائية .
اما نسيبة موسي )ربة منزل( فكانت وجهة نظرها ان العالم في الألفية الثالثة وباتت كثير من الاسر تعتمد اعتمادآ كليآ علي الادوات الكهربائية المنزلية من ثلاجة وخلاط وغيرها الا اننا تضررنا كثيرآ من القطوعات المفاجئة للتيار وذلك بتلف بعض من الادوات الكهربائية واهمها الثلاجه التي تم احتراق )الماكينة( الخاصة بها تماما فكانت صدمه كبيرة بالنسبة لنا في هذه الايام شديدة الحرارة ولحوجتنا لشرب الماء البارد نضطر لشراء الثلج يوميآ .
فيما ابتدر بشير ابراهيم )موظف( حديثه ل)الوطن ( مستنكرآ عدم قيام الجهات المختصة بمسئوليتها كاملة تجاه المواطنين وذلك بتوفير الامداد الكهربائي في دولة تقع علي خط الاستواء وتزداد فيها الاجواء سخونة مما يجعل الكثيرين يعتمدون على الكهرباء لتلطيف الاجواء نهارآ وليلآ . كما ان الفترة الزمنية للقطع طويلة جدآ ويمكن ان يتم استبدال ذلك بقطع الكهرباء لمدة ساعتين في وقت ملائم وليس اثناء ساعات النهار شديدة الحرارة .
طاقة متجددة!!
مصطفى عبدالقادر )موظف( قال ان انقطاع التيار الكهربائي بات يشكل هاجسآ للمواطن واشار الى نقطة مهمة وهي عدم جدوى الاعتماد الكلي على هذا النوع من الطاقة القابلة للنفاد خاصة انه تم افتتاح عدد من السدود ومحطات توليد الكهرباء لكن واقع الحال لم يتغير ، واوضح مصطفى ان معظم الدول المتقدمة بدأت في الاتجاه لاستخدام الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الكهرباء منها ، مع العلم ان هذا النوع من الطاقة غير مكلف مقارنة ببناء السدود والصيانة الدورية ، و السودان يمتاز بوجود شمس محرقة منذ الصباح ولا نحتاج سوى مجمعات شمسية تلتقط هذه الطاقة ويتم تخزينها والاستفادة منها ، لذا يمكن القول ان الخروج من ازمة الكهرباء في السودان والحلول الجذرية لها تكمن في الاتجاه للاستفادة من الطاقة المتجددة .
برمجة قطوعات!!
اعتذارآ انيقآ قدمه وزير الطاقة والتعدين عادل ابراهيم للشعب السوداني الاثنين الماضي خلال منبر وكالة السودان للانباء ، ومعلنآ في نفس الوقت عن وضع صعب في عملية الامداد الكهربائي خلال هذا الاسبوع حيث ستكون هناك قطوعات مبرمجة تمتد من)5_7( ساعات ، وابان إبراهيم أن الإغلاق العام الذي يشهده العالم تسبب في عدم جلب مهندسين من دولة الهند لإجراء عمليات صيانة في بعض المحطات وتوربينات السدود.في نفس الاطار وفي تصريحات سابقة، قال وكيل قطاع الكهرباء في الوزارة خيري عبد الرحمن ان الوزارة ورثت قطاع خضع للتخريب لسنوات طويلة ونفذت فيه نفس سياسات العهد البائد التي تفتقر للمهنية والأمانة، مما نتج عنه أهمال شديد في صيانة المحطات وتوفير الوقود بالمواصفات الصحيحة وتوفير قطع الغيار المطلوبة وتخزينها بالطرق العلمية لتكون جاهزة سواءً للطوارئ او قبل الصيانات الشتوية ، وأوضح خيري أن هذا الوضع ينسحب حتى على شبكات النقل والتوزيع ، بالإضافة إلى عدم الإيفاء بالإلتزامات التعاقدية مع المصنعين العالميين أو وكلاءهم سواء بشروط التعاقد او الالتزامات المالية مما افقد البلاد العديد من هذه الشركات .