الأحد 28 يونيو 2020 - 6:11
“محجوب عروة / قولوا حسنا “


ثلاثة نصائح أريد توجيهها الى الحركة الاسلامية أولا وعلى رأسهم قناة طيبة التى علمت أنها تبث من دولة تركيا بعد أن غادرت السودان عقب حجزها بواسطة لجنة التمكين.ثم المناصحة الثانية الى الرئيس التركى السيد رجب طيب أردوغان ثم الى الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة..وذلك من منطلق المصلحة العامة لكل منهم..فقد دفعنى للكتابة ما سمعته وشاهدته أمس فى قناة طيبة من حوار تحت عنوان ) المشهد السودانى( اضافة الى ما ورد من تصريحات وكتابات لبعض قيادات الحركة الاسلامية السودانية فى مواقع التواصل الاجتماعى وصلت خطورته ما كتبه احدهم يهدد ويتوعد بالويل والثبور ويدعو ما أطلق عليهم المجاهدين للتحرك العسكرى ثم ما شاهدت أحدهم فى فيديو يرمى باحد أصابعه بعض الرصاص مهددا بقتل مخالفيه فى مظاهرة 30 يونيو القادمة.
النصيحة الثانية لدولة تركيا العظيمة وبصفة خاصة للرئيس أردوغان الذى ظللت أحترمه منذ صعوده بسبب احترامي لمنهجه فى نظامه السياسي الذى جاء عبر النظام الديمقراطى وصندوق الانتخابات وليس عبر انقلاب عسكرى وصندوق الذخيرة ولم يمارس احتكار السلطة بل يسمح بالنقد والنصح رغم أن حزبه يصنف فى دائرة الاسلام السياسى الا أنه فى تقديرى وباعتراف مراقبين قدم تجربة ومنهج أفضل من حركات الاسلام السياسى فى العالم ومن الحركات الاسلامية المتطرفة التى تدعى الجهاد والتى تقتل ألمسلمين أكثر من غيرهم )وأستثنى تجربة حركة النهضة التونسية التى اختارت النظام الديمقراطى(.
أما النصيحة الثالثة فاقدمها للفريق أول حميدتى الذى أنحاز لثورة ديسمبر أهلته ليكون فى قمة السلطة نائبا لرئيس مجلس السيادة ثم رئيسا للجنة الطوارئ الاقتصادية ذات الأهمية البالغة والتى هى محل اهتمامى و نصائحى له من اجل الوطن و انعاش وعافية اقتصاده ونجاح الفترة الانتقالية فلا يقع حميدتى فى نفس خطأ ومنهج السياسات الاقتصادية السابقة الفاشلة و التى تابعتها منذ انظام مايو الاشتراكى ثم نظام الانقاذ الاسلامى حكموا وأداروا الاقتصاد ما يقرب من نصف قرن كانت النتيجة الحتمية تدهور اقتصادى ومعيشى مريع.. ولولا أننى سمعت عن حميدتى انه رجل يقبل الرأى الآخر ليس مثل من سبقه من رؤساء لما اهتممت بنصيحته له.
أبدأ بالحركة الاسلامية وقناتها )طيبة( من تركيا واقول لهم أن ما استمعت اليه من نقد جارح وبعيد عن الموضوعية عن الوضع الحالى فى السودان عبر لقاء مع أحد المتحدثين فى قناة طيبة وصف الوضع السياسى والاقتصادى بالمأزوم و قال بفشله، ثم ما ظللت أسمعه وأقرأه من هجوم ثابت عبر وسائل التواصل الاجتماعى يتضح لى أنهم لم يستفيدوا مما حدث لهم من سقوط مدوى عبر ثورة عارمة من الجيل الجديد الذى نشأ وترعرع خلال الثلاثة عقود من حكم الاسلاميين اذين لا زالوا لم يقيموا ما حدث التقييم الصحيح. وأقول لهم صحيح ان التيار الا سلامى الحديث لا زال موجودا لدى شباب كثر لا يمكن تجاوزه كما قال لى المرحوم فاروق أبو عيسى ولكن المشكلة أن فكرة ومنهج ) حركة اسلامية( قوامها الاسلام ااحزبى السياسى الضيق المتطرف كل همه السلطة وينافح عن اخطاء وفساد قادته وجرائمهم ابان فترة سلطتهم لم يعد هو الأمر والمنهج الصحيح. وأنه اذا دعت ضرورات فكرية وسياسية فى الماضى الى تغليب العمل السياسى و)البزنس( لدرجة الفساد المالى فان الأوفق اليوم ومستقبلا بعد التجربة الفاشلة فى فترة الانقاذ هو ) حركة الاسلام( وليس )حركة اسلامية حزبية ضيقة( تحتكر التحدث باسم الدين..فهل يقبل الاسلاميون النصيحة حتى يكونوا عاملا ايجابيا وبنأءا” أم سيستخدمهم من يريد الهدم والفوضى وانهاك بلادهم حتى لا يقوم للاسلام الصحيح مكان؟؟
أوصل غداً النصح لأردوغان وحميدتى