الأربعاء 1 سبتمبر 2021 - 13:01
صباح محمد الحسن: عدم الدمج وخطر الدعم السريع

من الواضح أن إمكانية توفيق أوضاع قوات الدعم السريع، غير موجودة الآن وشبه مفقودة ، بالرغم من نصوص الإتفاقيات الموقعة ، ومطالبة الشارع و ماتقتضيه المرحلة الآنية لمصلحة وأمن البلاد، بجانب الرغبة الدولية، وجميعها تؤكد ان ليس هناك بديلاً وخياراً إلا أن يكون الجيش السوداني جيش واحد.
ويمثل توفيق أوضاع قوات الدعم السريع بأمر الوثيقة الدستورية واتفاقية السلام تحدياً كبيراً للحكومة بصفة عامة و للمبادرة اللتي اطلقتها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لإصلاح المناخ السياسي بصفة خاصة.
فالمبادرة دعت بجانب اصلاح المكون المدني ، لإصلاح المكون العسكري الذي أخطأ رئيس مجلس السيادة ورئيس قوات الدعم السريع في فهمه وسارعوا بتنظيم احتفاليه مفادها أن لاخلاف بينهما بيد أن المبادرة ، تعني ان يتم الإتفاق على دمج الدعم السريع مع الجيش، ونصت مبادرة رئيس الوزراء على ضرورة توافق قيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والحكومة للوصول إلى خارطة طريق متفق عليها، تخاطب مصير قوات الدعم السريع.
لكن تقول المصادر أن حميدتي جدد رفضه وأبدى تحفظه مع الضجر من البنود الخاصة بالقطاع العسكري في المبادرة، مع العلم ان المبادرة حظيت بمباركة داخلية من عدد من المكونات، ومن المجتمع الدولي وعلى رأسه الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية.
وبالرغم من أن المكون العسكري أول من تسلم وثيقة المبادرة، لكنه لم يرد عليها و)عمل رائح( كعادته وأسلوبه في كثير من القضايا التي يتعامل معها برمادية
لذلك ان قضية دمج قوات الدعم السريع ربما تكون أكبر حجر عثرة يواجه المبادرة ، ويكشف للعيان تراخي رئيس مجلس السيادة في إعلانه دمج قوات الدعم السريع ، او حتى الخوض والحديث في إمكانية ذلك، وفضل )السكوت( عن الدمج حتى في خطاباته السياسية.
والسؤال الذي يقفز على طاولة الأذهان هل الهروب من الدمج او الحديث حوله يمكن ان يكون نافذة تفكير لقوات الدعم السريع في أن تبحث عن حلاً آخر، بنظرة ضيقة جداً، على شاكلة )لا يهمنا الا نفسي( وتتحول الى خطر حقيقي يهدد مستقبل البلاد ، فتمرد حميدتي السياسي على الاتفاقيات وعلى الوثيقة الدستورية نفسها ، هل يعني انه سيتحول الى تمرد قواته، او حتى دمجها مع احدى قوات الحركات الموقعة على السلام، فتصبح خطراً يهدد القوات المسلحة وعلى البلاد، وتابعت البرهان وجيشه في غفلتهم؟
وبالأمس صرح القيادي في الحرية والتغيير، ساطع الحاج بأن كل الأسباب التي أدت لتكوين قوات الدعم السريع ووجودها انتفت، ولم يعد هناك أي مبرر لبقائه، ويجب دمجه مع القوات المسلحة ، وأضاف ساطع في لقاء أجرته قناة الجزيرة، بأن الدعم السريع يمكن أن يضعف الدولة المدنية في المستقبل، والوقت مناسب لسحبه من الساحة العسكرية والسياسية والاقتصادية وانتفت الحاجة إليه.
كما انتقد ساطع تمثيل الدعم السريع في لجنة إزالة التمكين، قائلاً )مافي سبب يخلي الدعم السريع موجودا في اللجنة( ، ولفت إلى أن الدولة المدنية تقوي نفسها كل يوم، وعليها ان تزيل جهات الضعف التي يمكن أن تضعفها ومنها الدعم السريع(.
وحقيقة ان وجود قوات الدعم السريع في لجنة ازالة التمكين يعد تهوراً ، ولا يتماشى مع مبادئ ثورة ديسمبر واهدافها ، ويعطي اللجنة صبغة جديدة وربما يعيق ملاحقة اللجنة لفساد الدعم السريع إن ثبت لهم تورطها في عمليات فساد مع فلول النظام المخلوع او حتى لها من تحميهم من الفاسدين بدافع المصالح الاقتصادية المشتركة.
فتنفيذ الاتفاقيات وإنزالها على ارض الواقع أحياناً لا يكون بسبب قوة طرف على الآخر ولكن ربما برغبة طرف انه يريد ان يعيش في دائرة الضعف بقصد او بدونه.
طيف أخير :
الصفعة التي لا نتعلم منها نستحقها مجددًا
الجريدة