الخميس 2 يوليو 2020 - 11:23
بقلم: عواطف عبداللطيف
رن هاتف مكتبي بدار الصحافة للطباعة والنشر المتحدث من لندن طيب الله ثراه موسى المبارك أمين الفكر والدعوة للاتحاد الاشتراكي رئيس مجلس ادارة دار الصحافة للطباعة والنشر ” يا عواطف ” ستصل أختنا د. بخيتة أمين أفتحي لها مكتبي تستعمله هي وطاقمها وقدمي لها كل مساعدة ممكنة عشان ستصدر مجلة مريود للاطفال ..
كانت من أنضر الفترات حيوية ونشاطا كيف لا وصناعة مجلة للأطفال شرحبيل أحمد وعصام حسون وعوض أحمد وغيرهم وقبلهم وبعدهم الدكتور ابراهيم دقش وفي أحد الايام دست بخيتة بدرج مكتبي بن حبشي معتق للمبروكة الحاجة امنة كانور إيذانا بأن دقش جاء من اديس ابابا وبسيارتها الفيات فيروزية اللون نعبر كوبري بحري للختمية لتصنع لي سانحة مرافقتها لدارهم بود البنا فبضيافتهم سفير من شرق اوروبا او فرنسا وآخر من زنجبار او مدريد وربما الطيب صالح و شيخ ادريس بركات وطلحة الشفيع ربما سلمى عبدالله خليل و نفيسة المليك او كامل ادريس ود. منصور خالد وسعاد ابراهيم عيسى والسفيرة عايدة عبدالمجيد وعلي شمو وبت التاية وهويدا ولبنى وعفاف بت فطوم وسلوي صبحي او المصور كرار ..
إن كان هناك ترجمة حقيقية لمقولة ” ربما أخ لم تلده أمك ” هو هذا الثنائي نقي الروح الذي حفر مسارات لتوطين العمل الاعلامي وأسس للدبلوماسية الشعبية في أبهى صورها ونسج لكل سفراء العالم ونسوان ام در والاعلاميين وعابري السبيل موطئ قدم ببيتهم العامر بحي البنا العتيق .. ومنذ ان هاتفني موسى المبارك في ذلك النهار الموغل في التاريخ الى يومنا هذا ما نزلت الخرطوم إلا وناصفت أيامي بين أهلي وبينهم نفس النبض الاليف والاحتضان الحميم ليغادر د. دقش هذه الفانية مخلفا ارثا أنيقا في مسارات الحياة العلمية والعملية وفي دروب وحواري المدن الافريقية والاوروبية سافر لدار البقاء و جسده نابض بحب الناس والتسفار غربا وشرقا ومشاركا بالرأي والمشورة في الفضاءات كاسرا لجمود الحوارات بطرفة وظرافة وحكمة
غادر د. ابراهيم دقش أبيض القلب نقي السريرة القارئ النهم والمتحدث اللبق يجيد الغزل ما بين متون اللغة العربية والانجليزية واللهجات الافريقية الإعلامي الأكاديمي والدبلوماسي رجل المجتمع اللامع عمل معلما وبدار النشر التربوي يوم التقى هذه البخيتة و ناطقا رسميا لمنظمة الوحدة الإفريقية ، ورئيسا لمجلس الإدارة لوكالة أنباء إفريقيا ” بانا “.
وكأني به اختار بعناية عنوان لمقاله الراتب ” عابر سبيل ” ليحدث متابعيه الكثر عن هذا اليوم الموجع والمر فقد كان سبيلا لمن لا ماء له وغطاء ولحاف لمن لا لحاف له يطرق الكثيرون باب داره في أوقات لا يعرفها إلا هو ذو ذاكرة قوية لا يمل الاطلاع ومتابعة الاخبار وصنع النكتة وخلط الجاد بالهزل فينفض اي رواسب بدواخله كما ينتفض جسده وهو يقهقه غادر دقش ولا نقول إلا اللهم أسكنه الفردوس الأعلى وخفف وجع مغادرته علي رفيقة دربه وصديقته وأم عياله المكلومة في وقت فرضت جائحة كورونا البعاد القسري وإلا لتزاحمت مجالس عزائه كما لم تتزاحم لغيره فارس مجالس العقد والربط والرأي الراكز القاطع قبل سنوات جاءت بخيتة للمشاركة في احدى المؤتمرات بقطر وتم ترتيب أمسية محضورة بمركز اصدقاء البيئة بالدوحة لتوقيع كتابها ” حروف من قرص الشمس ” اصطف بالمنصة د الصادق عوض بشير وبروف أحمد عبدالله له الرحمة بحضور مجموعة من الناشطات القطريات وكان لقاء ماتع فاذا بهاتفي يرن ليلا والمتحدث من لندن د دقش ” يا عواطف دي ما المحرية فيك ” تلمي الناس في قطر عشان صديقتك تقول ليهم تم رفدي من مصنع الدونت بلندن لان الكاميرا كشفت انتفاخ جضومي يعني طلعتوني حرامي … يا دكتور يبدو أن فكيك أقوى منها لان النت جاب بخيتة صورة بدون صوت … فضحك كما لم يضحك قبل.. ذلك .. هو دقش يصنع الفرح لنفسه وللآخرين لذلك عاش صافي الذهن أبيض القلب كنصاع جلبابه جاء رئيس مجلس ادارة المركز العائلي بأم درمان يرغبون في اقامة امسية لتكريم القامة نفيسة أحمد الامين متعها الله بالصحة والعافية لعطائها وكفاحها الوطني المعروف ولاعتذارها عن أي تكريم لنرافقهم ثلاثتنا لدارها بالصافية لاقناعها بأحقيتها للتكريم وقد كان فشهدنا أمسية بطعم الشهد عطرها المبدع ابن البادية والموسيقار عثمان محي الدين سحر الكمان .. نم في أمان الله وستبكيك شوارع الخرطوم ودواوينه وحواري سوق الشجرة وود درو وأهل الجودية والحل والربط وسيفتقدك سفراء دول العالم يا فنار السفن المشرعة لنماء وعمار الوطن ولجسور العلاقات الانسانية .. العزاء متصل لاسرته الكبيرة في شتات الارض ولابنائه د هيثم ووائل ورانيا وسموحة وانا لله وانا اليه راجعون