السبت 25 سبتمبر 2021 - 21:15
أسماء جمعة تكتب: المحاولة الانقلابية وحيل برهان الدفاعية


الأسبوع الماضي أعلنتْ القوات المسلحة أنها أحبطت محاولة انقلابية قام بها عدد من )ضباطها( وهذه ليست المرة الأولى منذ أن سقط النظام المخلوع.وفي كل مرة يخرج علينا السيد القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة عبد الفتاح البرهان محاولاً إلقاء اللوم على المكون المدني الفاشل،ثم يتحدث عن مكانة الجيش ودوره ويتهم الجميع بعدم تقدير ما يقوم به، وفي الحقيقة هو غير أمين في طرح المشكلة وحديثه حسب تفسير علم النفس، عبارة عن حيل دفاعية للهروب من مواجهة الحقيقة،فهو يمارس الإنكار والإسقاط والتبرير ليلوي عنق الحقيقية.
المدهش أن المحاولة الانقلابية الغريبة والعجيبة أثارت غضب السيد البرهان، وبدلاً من مواجهة نفسه بشجاعة تجعله أكثر قدرة على رؤية الخلل الذي يجعل مجموعة تحت إمرته تقوم بهذه الجريمة، لجأ لنفس تلك الحيل الدفاعية التي استخدمها من قبل،بل هذه المرة زاد العيار مرتين.
البرهان قال موجهاً حديثه للمدنيين، قواتنا هي من أجهضت المحاولة الانقلابية، وأن لا رغبة لديهم في الاستيلاء على السلطة، ولن تستطيع أية جهة إبعاد القوات النظامية من المشهد خلال المرحلة الانتقالية، ولا توجد حكومة منتخبة في البلاد، ولذا فإن القوات المسلحة هي الوصية على أمن السودان ووحدته رغم أنف الجميع، ولن تستطيع أية جهة إبعاد القوات النظامية من المشهد خلال المرحلة الانتقالية.
الحق يقال لم نسمع أحداً من المدنيين طالب بإبعاد الجيش عن المشهد، بل العكس دائماً يطالبونه بالقيام بدوره الكامل في حماية البلد والحفاظ على وحدتها وإجراء الترتيبات الأمنية ولم الجيوش الكثيرة في جيش واحد قومي عظيم ومستقل،والجميع رضيان بوصاية الجيش الأمنية وليس السياسية لأنها هي مهنته، حتى وإن كانت هناك حكومة منتخبة،وحقيقة هذا كلام لا يجب أن يخرج من قائد الجيش.
الغريبة البرهان لم يتحدث عن زملائه الذين نفذوا الانقلاب ووضعوه في هذا الموقف المحرج، لأنَّ الأمر يرتبط بحقيقة أنه ما زال يحافظ على جيش النظام المخلوع كما هو.
بصراحة، السيد البرهان لا يشعر بأنه هو مشكلة هذه البلد وأزمتها الحقيقية وما لم يعِ هذا فإن الأمور لن تنصلح، فببساطة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، أي أن الجيش تحت إمرته وبيده أن يجعله جيشاً مثالياً لا يتورط في الانقلابات، ولا يتدخل في السياسة والاقتصاد وغيرها من مهام مدنية،وهذا ما يطلبه منه المدنيون منذ أن استلم هو قيادة الجيش وحتى الآن، ولكن يبدو أنه هو نفسه غير قادر على تغيير عقليته،ولذلك كلما وقعت مشكلة يجب أن يتحمل الجيش مسؤوليتها ينبري سيادته يستخدم تلك الحيل النفسية الدفاعية، ليحسم المعركة على طريقة خير وسيلة للدفاع الهجوم.
طبعاً نحن لا نبرىء المكون المدني فهو فاشل وضعيف ومتصارع،ولكن دائماً في أية دولة الجيش هو الكبير لا يخوض المعارك مع الشعب ولا مع الأحزاب السياسية، وإنما يتدخل في الأوقات الحرجة لإعادة الأمور إلى طبيعتها،وهذا ما يريده الشعب.
خلاصة القول نقول للسيد القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة،واجه المشكلة مواجهة حقيقية، الجيش السوداني يجب أن يصبح الجيش الذي يحلم به الشعب، قبل أن يسعى هو إلى تحقيق أحلام الشعب ففاقد الشيء لا يعطيه.