السبت 25 سبتمبر 2021 - 21:20

من الواضح أن فلول الإخوان المسلمين لم يعوا الدرس الأول للثورة بعد، بأن الردة لعهود الظلام مستحيلة، وأن الشعب يقوده شهداء ثورة ديسمبر حتى أعتاب الديمقراطية، وان تعثر وشق الطريق! وما قام به الناظر القبلي محمد الأمين ترك في شرق البلاد من قطع للطرق البرية، ومطالب انفصالية، يرفد في مكائد ومعارك الفلول، في حين بلغت الخسائر المادية الفادحة نتيجة تعطيل موانئ بورتسودان وسواكن، وقفل الطرق البرية، خلال 4 أيام فقط 2.9 مليون جنيه سوداني، بحسب تصريح وزارة النقل السودانية )الأربعاء 22 سبتمبر 2021(.. جمع ترك حشود المواطنين في الشرق، يخاطبهم بتقعر الإسلاموي الأجوف، الذي لا يوفي الوعود، وخبرته الشعوب كجوع البطون، مخصصاً خطابه إلى د. عمر القراي.. وبالطبع فإن الناظر خبير بدروب الفتنة وأدواتها، لذلك تحرى الكذب للوقيعة بين القراي وأهل الشرق الذين كتب القراي منافحاً عن مظالمهم، حين كان ترك يوادد أهل الحكم ويترشح للانتخابات الزائفة باسم تنظيمهم الحاكم.. فهو من نفر يتحرون الكذب ثلاثين عاماً، حتى كتبوا عند الله والشعب كذابين، أسمعه وهو يقول: )يا قراي القال ترك كوز لاقي ليهو مجموعة بتاعة جهلاء مستغلهم.. لذلك هؤلاء الذين وصفتهم بالجهلاء ردوا عليك باللغة الإنجليزية وغداً بالفرنسية وبعد غدٍ بالروسية.. كل يوم يقوم متحدث من اللغات الأجنبية رداً للقراي الذي لا يستحق هذا الرد( انتهى.. من فيديو قناة )طيبة(.
الشاهد أنه حين فشل ترك في دحض ما أورده القراي في مقاله )المكون العسكري.. ماذا يريد؟!( 19 سبتمبر 2021 من خيانة ترك للوطن، والشرق، والثورة، وأورد شواهد انتمائه للسلطة المبادة، ذهب ترك للفتنة بين القراي وأهل الشرق، بقوله إنه نعتهم )بالجهلاء(! ومن باب التذكير بكيف تدير الحركة الإسلامية معاركها مع خصومها، نورد ما كتب القراي: )ترك.. لا يمثل أهل الشرق الشرفاء( )اختيار أحد أبناء البجا الشرفاء( )رغم احترامنا لمجالس البجا، وتعاطفنا مع إقليم الشرق وما لحق به من تهميش، وضرورة إصلاح وضعه، وعلماً بأن )أهلنا في الشرق( قد شاركوا في الثورة إلا أن مجالس البجا )ومواطني الشرق( لم يحدثوا الثورة وحدهم حتى يقرروا وحدهم ذهاب حكومتها( )مؤامرة.. يستغل فيها أهلنا البسطاء في الشرق( انتهى.
ولأن ترك رضع لبان المكر من تنظيم لديه الحرب خدعة، كانت أول مطالبه إعمال الوقيعة بين المكون العسكري والمدني، حين استجدى البرهان ليكون رئيساً للبلاد )على البرهان إما أن يحل الحكومة ويشكل مجلساً انتقالياً عسكرياً يهيئ الساحة السياسية لانتخابات حرة، نزيهة، وإما أن يسمح لنا بتكوين حكومتنا في الإقليم الشرقي( انتهى.. وفي حق القراي يستخدم أساليب الإرهاب الديني، قائلاً إن السيد رئيس الوزراء دكتور حمدوك قد أفلح حين ركن لنصح الجماعات الدينية و)أهل الحل والعقد( ويصف ذلك بالإنجاز الوحيد لرئيس الوزراء بقوله )وإذا في حسنة عملها رئيس الوزراء في الفترة دي أنه رفده للقراي ولأفكاره الهدامة( .. بالطبع فإن ترك يعلم يقيناًأن د. القراي لم يتم رفده، بل استقال من منصبه كمدير للمناهج من أجل أبناء الفقراء وخوف زيادة الأمية التي بلغت 57 في المائة، حين لم يتم تنفيذ برامج وزارة التربية والتعليم، ومطالب مجانية الكتاب والتعليم ووجبة إفطار للتلاميذ، وتغيير المناهج التي وضعها الإخوان المسلمون لخدمة الإسلام السياسي والدعاية للعنصرية ولإعلاء شأن القبلية والجهوية التي ينادي بها الناظر ترك اليوم.
وما أحوج الشرق وأبنائه لذلك التغيير في التعليم والمناهج، إذ أن من شكاوى ترك مظالم التعليم )كان في صندوق تعليم يسمى مؤتمر البجا يجيب من الموانئ من القاش من وين، اتخرج فيهو عدد كبير من أولادنا، لماذا دمر هذا الصندوق؟ ودمرت المؤسسات ال الكان ح نشيل منو الرسوم؟( فيديو 13 سبتمبر 2021 إذن من الذي دمر الشرق وتعليم أبنائه غير الإخوان المسلمين؟ فإن نسي ترك فإن أهل الشرق لا ينسون كيف كان يخرج فيهم المخلوع البشير مهيناًأهل الشرق الكرام )الناس حين يذكروا شرق السودان والبحر الأحمر يعني شنو معناها يا جماعة؟ معناها جهل، معناتها جوع، معناتها مرض، وفقر وتخلف(! المصدر فيديو 23 ديسمبر 2015.. ومن المخزي حقاً أن هذا هو نفس العام الذي كان فيه الناظر ترك مرشحاً عن المؤتمر الوطني عن الدائرة )15(.. فعلام يتباكى ترك اليوم وباسم قبيلة البجا ويتاجر بمظالم الشرق؟! كان وقتها وقبيلته من الإسلاميين يقولون للشعب: نشرب إن وردنا الماء صفواً، ويشرب غيرنا كدراً وطيناً.
كذلك الصلف الإسلاموي لم يمنع ترك عن الاستهزاء بثورة ديسمبر! )أقول ليك يا القراي أنا ترليون كوز.. مش كوز واحد، أقول ليك ترليون كوز، زي ما قال هذا الشاب وكت قبضوه ناس الشرطة الشعبية أنا سكران وشيوعي وحلايب مصرية، أقول ليك يا القراي أنا ترليون كوز، والشرق دولة عشان ما يعيش فيهو الزيك(.. المصدر السابق.
حين أشهد ترك على نفسه الله والشعب في اعترافه مكرراً أنه )ترليون كوز(! لم يضر القراي شيئاً، فقد وهب الأخير كل عمره لكشف باطل الإخوان المسلمين والمتاجرة باسم الدين، وكان دأبه المناداة بحقوق المواطنة المتساوية في هذا الوطن، وناله ما نال كل الأحرار من صلف وتعنت، بينما أهدر ترك كرامة جميع الشعب، فهو خائن لثوار الشرق، وخائن لدماء الشهداء ولثوار ديسمبر، الذين واجهوا الموت شجعاناً بصدور عارية وهم يهتفون )أي كوز ندوسه دوس وما بنخاف( وقد كان! فقد داسوا تاريخ وحاضر ومستقبل تنظيم الإخوان المسلمين العالمي برمته، وزلزلوا بذات الهتاف كيان آمال الحركة الإسلامية داخل وخارج البلاد.
أما )طرفة( الشاب الشيوعي الذي يتندر بحكايته ترك، فالرواية تدلل أنه أشجع من )ترليون كوز(! فالذي قاده للسجن قيم أن الدين لله والوطن شراكة الجميع، وترك لا يبالي بتمزيق الوطن، إذ أن جل همه أن يبني دولة في الشرق لا يسمح للقراي وأمثاله العيش فيها! فقط فليتذكر أن من شعارات هذه الثورة المجيدة )سلمية.. سلمية.. ضد الحرامية( )والكوز كائن متحول فاحذروه(.