الجمعة 1 أكتوبر 2021 - 11:06

لأول مرة يخرج الثوار وهم يحملون رايات موحدة ولا فتات شعاراتها متسقة ويهتفون هتاف واحد جسد الرفض لعودة الحكم العسكري، وشدد على التمسك بدعم الحكم المدني.
هذه )الفسيفساء( بمختلف ألوانها ومنظوماتها ترسخت لديها قناعة واحدة هي دعم الحكم المدني ، وظهر ذلك في المشاركة الشاملة التي شملت حتى الولايات المتاخمة للخرطوم )قطر عطبرة – قطر مدني – باصات النيل الأبيض(.
صحيح هناك من يرى أن الحكومة الانتقالية حادت عن طريقها وأتبعت سياسات اقتصادية أفقرت وجوعت الشعب السوداني وأن الحاضنة السياسية )قحت( ارتمت في أحضان العسكر ولم تنفض يدها عن الشراكة بعد ، رغم محاولات تهشيمها المستمرة ، ومع ذلك دعا الحزب الشيوعي السوداني الذي يتبنى هذا الرأي وكان احد أسباب انسحابه من قوى الحرية والتغيير نفسها ، دعا كل جماهيره للمشاركة في المسيرة التي يدرك ويعلم جيداً أنها تاتي لصالح )التحشيد( الذي يخدم حلفاءه السابقين في معركتهم مع العسكر.
لجان المقاومة أيضاً كانوا في المقدمة بل هم من أعلن الموكب ووقف على تنفيذه لحظة بلحظة، وهبوا لدعم الحكم المدني رغم رأيهم القاطع بأن مطلوبات الثورة لم تتحقق والفشل ضارب بأطنابه وأصبح عنوان الاداء لحكومة الثورة ، فما زال المجلس التشريعي مجرد حلم ، وما زالت الأهداف التي خرجوا لتحقيقها مكشوفي الصدور وواجهوا جحافل العسكر وآلياتهم ورصاصهم بالسلمية التي كتبوا فيها في جدران التأريخ العالمي أن السودان متفرد وانسانه مختلف ما زالت هذه الأهداف بعيدة المنال ، ومع ذلك وبالرغم من كل هذه المرارات والاحباطات وغيرها من النقاط السالبة التي يرونها في الحكومة المدنية جاءوا من كل فج عميق لدعمها ولم تهمهم حر الشمس ، لأن الإلهاب الثورى عندهم حاضراً وقلوبهم تنبض به.
أسر الشهداء أيضاً كانوا حضوراً رغم تحفظاتهم على ملف العدالة وجأرهم بالشكوى بشكل مستمر عن بطء سيرها وفشلها في الوصول الى الجناة الذين قتلوا ابناء الوطن في بيض سنيهم وغض صباهم ، لتضاف جريمة فض الاعتصام لجرائم الابادة الجماعية ولا أحد يحاسب بالرغم من )الفيديوهات( المنتشرة والاقرارات التي وردت مسامع السودانيين والعالم أجمع )حدس ما حدس(.
هكذا وبالرغم من الخلافات وتباين وجهات النظر بين الثوار إلا أنهم هبوا زرافات ووحدانا لنصرة ودعم الحكم المدني ، وهذا هو الدرس المستفاد من الأزمة الحالية ، والرد الحاسم بأن الانقلابات انتهى عهدها ولن يحكم السودان بها مرة أخرى.
الجريدة