الجمعة 1 أكتوبر 2021 - 15:04
الخرطوم : أحمد طه صديق
قبل عدة سنوات قالت الولايات المتحدة إنها تتوقع حرباً طويلة مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ( داعش) ورغم الضربات العديدة التي وجهت له في كل من العراق أو سوريا بيد أن التنظيم ما زالت خلاياه موجودة ومتناسلة وإن كان بقدر أقل من السابق .
حتى في السودان كان لتنظيم داعش أنصار من الشباب إنضموا إليه فيما يبدو عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي وسافر عدد من الشباب المنتمين سراً للإنضمام إلى صفوفه في فترة نظام البشير المخلوع ومعظمهم من الطبقة فوق المتوسطة وربما بعضها ينحدرون من طبقة ثرية ، وقالت المصادر إنه في صيف عام 2015م أعلنت جامعة العلوم الطبية أن (12) طالباً من منسوبيها غادروا مطار الخرطوم للإنضمام إلى تنظيم داعش.
وقال عميد الطلاب بالجامعة الدكتور أحمد بابكر في إتصال مع (العربية.نت) حينها، إن سلطات مطار الخرطوم أكدت لهم سفر الطلاب وعددهم (12) طالباً، (7) منهم يحملون الجواز البريطاني وكنديان وأميركي وسودانيان، وجميع حملة الجوازات الأجنبية من أصول سودانية.
وأكد أن من بين الطلاب ثلاث طالبات، وأن جميع الطلاب الذين فقدوا هم في السنة النهائية من كلية الطب .وتقول الحكومة آنذاك إن عدد السودانيين بداعش لا يتجاوز المئات يتوزعون بين ليبيا والعراق وسوريا.
ضحايا المجندين
وفي عام 2015م تلقت أسرة جراح سوداني كبير نبأ مصرع إبنهم هشام في معارك دارت بين التنظيم والقوات العراقية في مدينة الموصل. و الذي كان يدرس في جامعة العلوم الطبية بالخرطوم و غادر ضمن عشرات الطلاب السودانيين في صيف عام 2015م إلى تركيا للإلتحاق بداعش بالعراق وسوريا بينهم عشرة من حملة الجوازات الغربية.وكانت أسرة الطبيب سوداني آخر قد تلقت خبر مصرعه إبنهم ضمن صفوف داعش خلال معارك بين القوات الحكومية وتنظيم داعش حول مدينة الموصل العراقية.وكانت طبيية الأسنان( ر . ز) البالغة من العمر (22) عاماً أول سودانية ضمن صفوف التنظيم تلقى مصرعها في العراق في يوليو من نفس العام.
كما لقيت الطالبة السودانية تدعو آية وزوجها مصرعهما في معارك داعش بمدينة سرت الليبية بينما نجت طفلتها البالغة (4) أشهر.
عودة
و في عام 2018م استعاد السودان (10) من مواطنيه ، كانوا في صفوف تنظيم (داعش) في ليبيا، وذلك بعد جهود بذلها جهاز الأمن والمخابرات السوداني.
وذكرت وسائل إعلام سودانية أن هذه المجموعة التي تضم (7) نساء شابات وطفلين توأم وشاباً واحداً، قد وصلت إلى مطار الخرطوم على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية.
وأثنى المسؤول السوداني على (جهاز أمن مصراته والهلال الأحمر (الليبي) هناك، لتعاونهم في استعادة السودانيين)، كما شكر أيضاً (قوات البنيان المرصوص التي استعادت المجموعة من مدينة سرت بعد تحريرها).. المجموعة الأخيرة العائدة من ليبيا، هي الثالثة من نوعها التي تنجح السلطات السودانية في استعادتها من ليبيا .
في يونيو 2017م وصل إلى الخرطوم ثمانية أطفال فقدوا آباءهم الذين إنضموا لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وقتلوا هناك. وتم تسليم الأطفال إلى ذويهم عقب إطلاق السلطات الليبية سراحهم بالتنسيق مع نظيرتها السودانية.
عمليات قتل جماعية
وفي عهد حكومة البشير المخلوع حدثت العديد من الإعتداءات الدامية أدت إلى قتل وجرح عشرات من الضحايا نفذها متطرفون اسلاميون بعضهم محسوبين على تنظيم القاعدة
وأسفر هجوم مسلح قاده متطرف يدعى عباس الباقر على مسجد في عام 2000م التابع لأعضاء جماعة أنصار السنة بمنطقة الجرافة، وهي قرية في ضواحي أم درمان، في يوم 8 ديسمبر 2000م حيث كان المسلح الذي يتبع لتنظيم القاعدة قد أطلق النار بـ(كلاشينكوف) بندقية هجومية أثناء صلاة العشاء ، وقتل فيها (22) شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من (30) آخرين قبل أن يقتل برصاص الشرطة.
في 4 فبراير 1994م ، هاجم ثلاثة يقودهم محمد عبد الله الخليفي ، وهو إسلامي ليبي ، إلى جانب سودانيين أثنين، مسجداً لأنصار السنة في الثورة أمد درمان ببنادق هجومية ، مما أسفر عن مقتل (19) شخصاً وإصابة (15). حكم عليه لاحقًا بالإعدام وأعدم في 19 سبتمبر 1994م.
في الفاتح من نوفمبر 1997م، هاجم أثنان من جماعة التكفير والهجرة أشخاصاً يغادرون مسجداً في أركويت بالسكاكين، مما أسفر عن مقتل أثنين وإصابة عشرة آخرين .
وفي ليلة رأس السنة الميلادية عام 2008م نفذ ثلاثة شبان عملية إغتيال لدبلوماس إمريكي يدعى جون غرانفيل وتم الحكم عليهم بالإعدام بيد إنهم فروا من سجن كوبر إثر عملية هروب مثيرة للجدل عبر مجاري الصرف الصحي لكن تم القبض على أحدهم ويدعى عبد الرؤوف وهو نجل الداعية الراحل الشهير بجماعة أنصار السنة الشيخ أبوزيد بينما قيل إن الثلاثة هروبوا خارج البلاد في حين تأكد مصرع عّراب الجماعة الهاربة قصي جيلي في ليبيا الذي إنضم لتنظيم داعش في ملابسات غير واضحة البعض نسبها لغارة شنها الجيش الإمريكي على أفراد التنظيم .
داعش في عهد الثورة
أول أمس شنت قوة جهاز المخابرات هجوماً على خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وقال الجهاز (، إنه نفذ عملية أمنية استهدفت القبض على خلية تابعة لـ«داعش» جنوب الخرطوم. وأثناء العملية، أطلقت المجموعة الرصاص على القوة المداهمة، وقتلت (5) من أفراد المخابرات العامة، هم ضابطان و (3) ضباط صف، إضافة إلى جرح ضابط آخر.
فيما تمكن الجهاز من القبض على على إحدى عشر فرداً من الخلية بينما تمكن أربعة من الفرار .
توقيف إهابيين
وكشف مصدر في المخابرات السودانية لـ(سكاي نيوز عربية)، أمس، أن الجهاز تمكن من توقيف (4) إرهابيين، فروا الثلاثاء بعد عملية مداهمة لخلية في منطقة جبرة جنوبي العاصمة.
ولفت المصدر إلى أن الأربعة الذين فروا من الموقع، قتلوا لاحقاً سائق حافلة استقلوها للهروب تحت التهديد، مشيراً إلى أن متابعة هذه الخلية وفحص المعلومات بشأنها تمت بتنسيق مع أجهزة مخابرات أخرى.
ورجح مصدر أمني أن تكون للمجموعة الإرهابية إمتدادات في عدد من أحياء ومناطق العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى.
وفي يونيو الماضي، أشارت تقارير إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على (9) إرهابيين، بينهم (4) سودانيين و(5) من جنسيات عربية أخرى كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من البلدان العربية بالتنسيق مع تنظيم القاعدة.
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة المخاوف من استغلال الجماعات الإرهابية حالة السيولة الأمنية الحالية في السودان، لعودة عدد من الخلايا النائمة التي تشكلت نواتها في تسعينيات القرن الماضي، عندما فتح نظام المخلوع عمر البشير أراضي البلاد لشخصيات إرهابية من عدد من البلدان العربية من بينهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
شبكات المتطرفين
ويعتبر هذا هو الحدث الدموي الأول في عهد ثورة ديسمبر المحسوب على أحد التنظيمات الاسلامية المتشددة .
بيد أن أحد ضباط الجهاز قال في التلفزيون السودان إن الجهاز تمكن من قبل في تفكيك العديد من شبكات المتطرفيين لكنهم لم يعلنوا عنها .
ويتزامن الحدث المأساوي مع سيولة أمنية شهدتها البلاد من أعمال نهب وسرقة وصراعات أهلية دامية في بعض الولايات فضلاً عن إزمات في شرق البلاد أسفرت عن إغلاق طريق الشرق وميناء بورتسودان وسواكن بواسطة أنصار الناظر محمد الأمين ترك .
وعلى إثر تلك التداعيات الأمنية السالبة بما فيها الحدث الأخير دعا البعض إلى إعادة الصلاحيات السابقة لجهاز الأمن فيما يرى الكثيرون إن كل الأحداث كانت تحتاج إلى إنذار مبكر قبل وقوعها وهي مهمة متاحة لجهاز الأمن وفق الوثيقة الدستورية وليس هناك موانعاً تحول ذلك.
بل يرى المراقبون إن إنشاء جهاز الأمن الداخلي الذي تعثر وتواجهه العديد من المتاريس يمثل الحل الأمثل لمواجهة التحديات الأمنية ، وفي حال قيامه يمكن أن تحول مهام جهاز المخابرات الوطني للعمل في المجال الأمني المتعلق بالخارج مثل مكافحة التجسس في الداخل من قبل الأجهزة الاجنبية المعادية وكذلك العمل في مكافحة أعمال الإرهاب الدولية والداخلية وتهريب البشر والجرائم العابرة بينما يمكن أن يتم إلحاق جهاز الأمن الإقتصادي للأمن الداخلي .
ولاشك إن ما قام به جهاز المخابرات من مواجهات جريئة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وما فقده من شهداء عمل يستحق التقدير والإحترام والثناء .
بيد أن إعادة النظر في المهام كما ذكرنا أمر تتطلبه الواقع الظرفي والتحديات التي تواجهها الحكومة المدنية التي باتت معزولة فيما يجري من حولها لأنها تفتقد العيون الخاصة بها والخارجة من رحم الثورة الشعبية .
الخرطوم : أحمد طه صديق
قبل عدة سنوات قالت الولايات المتحدة إنها تتوقع حرباً طويلة مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ( داعش) ورغم الضربات العديدة التي وجهت له في كل من العراق أو سوريا بيد أن التنظيم ما زالت خلاياه موجودة ومتناسلة وإن كان بقدر أقل من السابق .
حتى في السودان كان لتنظيم داعش أنصار من الشباب إنضموا إليه فيما يبدو عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي وسافر عدد من الشباب المنتمين سراً للإنضمام إلى صفوفه في فترة نظام البشير المخلوع ومعظمهم من الطبقة فوق المتوسطة وربما بعضها ينحدرون من طبقة ثرية ، وقالت المصادر إنه في صيف عام 2015م أعلنت جامعة العلوم الطبية أن (12) طالباً من منسوبيها غادروا مطار الخرطوم للإنضمام إلى تنظيم داعش.
وقال عميد الطلاب بالجامعة الدكتور أحمد بابكر في إتصال مع (العربية.نت) حينها، إن سلطات مطار الخرطوم أكدت لهم سفر الطلاب وعددهم (12) طالباً، (7) منهم يحملون الجواز البريطاني وكنديان وأميركي وسودانيان، وجميع حملة الجوازات الأجنبية من أصول سودانية.
وأكد أن من بين الطلاب ثلاث طالبات، وأن جميع الطلاب الذين فقدوا هم في السنة النهائية من كلية الطب .وتقول الحكومة آنذاك إن عدد السودانيين بداعش لا يتجاوز المئات يتوزعون بين ليبيا والعراق وسوريا.
ضحايا المجندين
وفي عام 2015م تلقت أسرة جراح سوداني كبير نبأ مصرع إبنهم هشام في معارك دارت بين التنظيم والقوات العراقية في مدينة الموصل. و الذي كان يدرس في جامعة العلوم الطبية بالخرطوم و غادر ضمن عشرات الطلاب السودانيين في صيف عام 2015م إلى تركيا للإلتحاق بداعش بالعراق وسوريا بينهم عشرة من حملة الجوازات الغربية.وكانت أسرة الطبيب سوداني آخر قد تلقت خبر مصرعه إبنهم ضمن صفوف داعش خلال معارك بين القوات الحكومية وتنظيم داعش حول مدينة الموصل العراقية.وكانت طبيية الأسنان( ر . ز) البالغة من العمر (22) عاماً أول سودانية ضمن صفوف التنظيم تلقى مصرعها في العراق في يوليو من نفس العام.
كما لقيت الطالبة السودانية تدعو آية وزوجها مصرعهما في معارك داعش بمدينة سرت الليبية بينما نجت طفلتها البالغة (4) أشهر.
عودة
و في عام 2018م استعاد السودان (10) من مواطنيه ، كانوا في صفوف تنظيم (داعش) في ليبيا، وذلك بعد جهود بذلها جهاز الأمن والمخابرات السوداني.
وذكرت وسائل إعلام سودانية أن هذه المجموعة التي تضم (7) نساء شابات وطفلين توأم وشاباً واحداً، قد وصلت إلى مطار الخرطوم على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية.
وأثنى المسؤول السوداني على (جهاز أمن مصراته والهلال الأحمر (الليبي) هناك، لتعاونهم في استعادة السودانيين)، كما شكر أيضاً (قوات البنيان المرصوص التي استعادت المجموعة من مدينة سرت بعد تحريرها).. المجموعة الأخيرة العائدة من ليبيا، هي الثالثة من نوعها التي تنجح السلطات السودانية في استعادتها من ليبيا .
في يونيو 2017م وصل إلى الخرطوم ثمانية أطفال فقدوا آباءهم الذين إنضموا لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وقتلوا هناك. وتم تسليم الأطفال إلى ذويهم عقب إطلاق السلطات الليبية سراحهم بالتنسيق مع نظيرتها السودانية.
عمليات قتل جماعية
وفي عهد حكومة البشير المخلوع حدثت العديد من الإعتداءات الدامية أدت إلى قتل وجرح عشرات من الضحايا نفذها متطرفون اسلاميون بعضهم محسوبين على تنظيم القاعدة
وأسفر هجوم مسلح قاده متطرف يدعى عباس الباقر على مسجد في عام 2000م التابع لأعضاء جماعة أنصار السنة بمنطقة الجرافة، وهي قرية في ضواحي أم درمان، في يوم 8 ديسمبر 2000م حيث كان المسلح الذي يتبع لتنظيم القاعدة قد أطلق النار بـ(كلاشينكوف) بندقية هجومية أثناء صلاة العشاء ، وقتل فيها (22) شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من (30) آخرين قبل أن يقتل برصاص الشرطة.
في 4 فبراير 1994م ، هاجم ثلاثة يقودهم محمد عبد الله الخليفي ، وهو إسلامي ليبي ، إلى جانب سودانيين أثنين، مسجداً لأنصار السنة في الثورة أمد درمان ببنادق هجومية ، مما أسفر عن مقتل (19) شخصاً وإصابة (15). حكم عليه لاحقًا بالإعدام وأعدم في 19 سبتمبر 1994م.
في الفاتح من نوفمبر 1997م، هاجم أثنان من جماعة التكفير والهجرة أشخاصاً يغادرون مسجداً في أركويت بالسكاكين، مما أسفر عن مقتل أثنين وإصابة عشرة آخرين .
وفي ليلة رأس السنة الميلادية عام 2008م نفذ ثلاثة شبان عملية إغتيال لدبلوماس إمريكي يدعى جون غرانفيل وتم الحكم عليهم بالإعدام بيد إنهم فروا من سجن كوبر إثر عملية هروب مثيرة للجدل عبر مجاري الصرف الصحي لكن تم القبض على أحدهم ويدعى عبد الرؤوف وهو نجل الداعية الراحل الشهير بجماعة أنصار السنة الشيخ أبوزيد بينما قيل إن الثلاثة هروبوا خارج البلاد في حين تأكد مصرع عّراب الجماعة الهاربة قصي جيلي في ليبيا الذي إنضم لتنظيم داعش في ملابسات غير واضحة البعض نسبها لغارة شنها الجيش الإمريكي على أفراد التنظيم .
داعش في عهد الثورة
أول أمس شنت قوة جهاز المخابرات هجوماً على خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وقال الجهاز (، إنه نفذ عملية أمنية استهدفت القبض على خلية تابعة لـ«داعش» جنوب الخرطوم. وأثناء العملية، أطلقت المجموعة الرصاص على القوة المداهمة، وقتلت (5) من أفراد المخابرات العامة، هم ضابطان و (3) ضباط صف، إضافة إلى جرح ضابط آخر.
فيما تمكن الجهاز من القبض على على إحدى عشر فرداً من الخلية بينما تمكن أربعة من الفرار .
توقيف إهابيين
وكشف مصدر في المخابرات السودانية لـ(سكاي نيوز عربية)، أمس، أن الجهاز تمكن من توقيف (4) إرهابيين، فروا الثلاثاء بعد عملية مداهمة لخلية في منطقة جبرة جنوبي العاصمة.
ولفت المصدر إلى أن الأربعة الذين فروا من الموقع، قتلوا لاحقاً سائق حافلة استقلوها للهروب تحت التهديد، مشيراً إلى أن متابعة هذه الخلية وفحص المعلومات بشأنها تمت بتنسيق مع أجهزة مخابرات أخرى.
ورجح مصدر أمني أن تكون للمجموعة الإرهابية إمتدادات في عدد من أحياء ومناطق العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى.
وفي يونيو الماضي، أشارت تقارير إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على (9) إرهابيين، بينهم (4) سودانيين و(5) من جنسيات عربية أخرى كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من البلدان العربية بالتنسيق مع تنظيم القاعدة.
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة المخاوف من استغلال الجماعات الإرهابية حالة السيولة الأمنية الحالية في السودان، لعودة عدد من الخلايا النائمة التي تشكلت نواتها في تسعينيات القرن الماضي، عندما فتح نظام المخلوع عمر البشير أراضي البلاد لشخصيات إرهابية من عدد من البلدان العربية من بينهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
شبكات المتطرفين
ويعتبر هذا هو الحدث الدموي الأول في عهد ثورة ديسمبر المحسوب على أحد التنظيمات الاسلامية المتشددة .
بيد أن أحد ضباط الجهاز قال في التلفزيون السودان إن الجهاز تمكن من قبل في تفكيك العديد من شبكات المتطرفيين لكنهم لم يعلنوا عنها .
ويتزامن الحدث المأساوي مع سيولة أمنية شهدتها البلاد من أعمال نهب وسرقة وصراعات أهلية دامية في بعض الولايات فضلاً عن إزمات في شرق البلاد أسفرت عن إغلاق طريق الشرق وميناء بورتسودان وسواكن بواسطة أنصار الناظر محمد الأمين ترك .
وعلى إثر تلك التداعيات الأمنية السالبة بما فيها الحدث الأخير دعا البعض إلى إعادة الصلاحيات السابقة لجهاز الأمن فيما يرى الكثيرون إن كل الأحداث كانت تحتاج إلى إنذار مبكر قبل وقوعها وهي مهمة متاحة لجهاز الأمن وفق الوثيقة الدستورية وليس هناك موانعاً تحول ذلك.
بل يرى المراقبون إن إنشاء جهاز الأمن الداخلي الذي تعثر وتواجهه العديد من المتاريس يمثل الحل الأمثل لمواجهة التحديات الأمنية ، وفي حال قيامه يمكن أن تحول مهام جهاز المخابرات الوطني للعمل في المجال الأمني المتعلق بالخارج مثل مكافحة التجسس في الداخل من قبل الأجهزة الاجنبية المعادية وكذلك العمل في مكافحة أعمال الإرهاب الدولية والداخلية وتهريب البشر والجرائم العابرة بينما يمكن أن يتم إلحاق جهاز الأمن الإقتصادي للأمن الداخلي .
ولاشك إن ما قام به جهاز المخابرات من مواجهات جريئة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وما فقده من شهداء عمل يستحق التقدير والإحترام والثناء .
بيد أن إعادة النظر في المهام كما ذكرنا أمر تتطلبه الواقع الظرفي والتحديات التي تواجهها الحكومة المدنية التي باتت معزولة فيما يجري من حولها لأنها تفتقد العيون الخاصة بها والخارجة من رحم الثورة الشعبية .