الأربعاء 6 أكتوبر 2021 - 12:18

مرة أخرى يظهر الارهابيون في قلب الخرطوم ويتبادلون إطلاق النار مع القوات الامنية، معظم المتشددين دخلوا الى السودان إبان هوس الاسلاميين منذ المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي عقده نظام الانقاذ في ١٩٩١ ثم ١٩٩٣ ثم ١٩٩٥، المؤتمر ضم غلاة الجهاديين والتكفيريين، ضم أشهر المطلوبين عالميا في جرائم الإرهاب وأشهر الجماعات الارهابية، على سبيل المثال ضم المؤتمر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري قادة تنظيم القاعدة وكارلوس الثعلب، كما ضم مثلا تنظيم الحرس الثوري الإيراني وحركة الجهاد المصرية.
تعاملت أمريكا بجدية مع الخطر الارهابي الذي يرعاه نظام الانقاذ، وأعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون فرض الحصار الاقتصادي على الإنقاذ في عام ١٩٩٧ ولاحقا تصنيفه دولة راعية للارهاب. بعد هجمات ١١ سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة الذي عاش زعيمه بن لادن في كنف الكيزان زمنا طويلا، أثبتت صحة ذلك.
سلمت الإنقاذ الإرهابي كارلوس الثعلب لفرنسا، الا انه كان تسليما تكتيكيا لكسب الوقت وتحسين السجل الامني ولم يكن تحولا جذريا حقيقيا في أهداف وبنية النظام المتطرفة.
رعى نظام الانقاذ جماعات إسلامية متشددة كجماعة عبدالحي يوسف وجماعة محمد علي الجزولي، عبدالحي يوسف قام بتنظيم مظاهرة دعما لداعش أيام ظهورها، وصلى صلاة الغائب على بن لادن بعد مقتله مباركا ما فعله ببرجي التجارة العالميين، تمت مبايعة عبدالحي بواسطة مجموعة من الشباب في أيام حكم المجلس العسكري أميرا للمؤمنين، وهي بيعة شبيهة ببيعة امير داعش البغدادي، أمس الاثنين وقبل ايام شهدت منطقة جبرة وسط الخرطوم مداهمات لخلايا ارهابية، وهو الحي الذي يقع فيه مسجد الشيخ المتشدد عبدالحي يوسف، وليس مستبعدا ان يكون لهذا الشيخ دورا او صلة بهذه الخلايا. اما محمد علي الجزولي فقد بايع داعش علنا ورفع علمها، رغم انه تراجع لاحقا عن ذلك.
استقبل نظام الانقاذ المجاهدين العرب العائدين من افغانستان بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي منها، وهذا ما حول السودان إلى بؤرة إرهابية خطيرة، ورغم ما قيل عن تبادل معلومات بين رئيس جهاز أمن الإنقاذ صلاح قوش والمخابرات الأمريكية حول قضايا الإرهاب الا ان كل ذلك لم يغير أبدا في توجه الإنقاذ المتطرف.
قوات الأمن السودانية امام تحدي بالغ الصعوبة وهو تفكيك خلايا الإرهاب الكيزاني، ومحاصرة المتشددين الذين وفدوا إلى السودان في ظل نظام الانقاذ وكونوا خلايا ارهابية خطيرة، وهو ما يستوجب عملية تفتيش وبحث واسعة تستهدف جميع الاجانب الموجودين في منطقة جبرة خاصة وفي الخرطوم بصورة عامة.
محاربة الإرهاب أصبحت هدفا عالميا، وقد طورت البلدان من طرقها وأساليبها لمواجهة الإرهاب وخلاياه، التعاون مع الامم المتحدة ومجلس الامن ودول العالم من أجل تحسين تدريب القوات الأمنية السودانية في كيفية مواجهة الخلايا الإرهابية، وتزويد قوات مكافحة الارهاب بالوسائل التكنولوجية والقتالية اللازمة لمواجهة هذا الخطر، ضرورة قصوى.
المكون العسكري عليه أن يخفف من الانشغال بالصراع السياسي و) الحردان( وان يتجه نحو تقوية الجوانب الأمنية وحماية البلاد والعباد من خطر الارهاب، كلما خاطب البرهان وحميدتي جمعا تحدثوا عن فشل الحكومة الانتقالية في معالجة الأزمات، الآن عليهما ان ينتقدوا فشلهما في ضبط الانفلاتات الأمنية وضبط الخلايا الإرهابية بصورة استباقية ) والبابه من قزاز ما بيرمي الناس بالحجارة(.
الرحمة والمغفرة لشهداء القوات الأمنية وعاجل الشفاء للمصابين، ورغم الصعاب سيعبر السودانيون كل العقبات وصولا إلى المدنية والامن والسلام.