الخميس 7 أكتوبر 2021 - 14:38

بقلم / صبري محمد علي )العيكورة(
بينما حمدوك يلتقط انفاسه صاعداً عتبات سلم القصر الجمهوري وحيداً كان الناظر )تِرك( يستقبل بسنكات والاستقبال هذه المرة كان مغايراً وترك يتلقى التمام من قدامي محاربيه و الرجل يخطو خطوات متقدمة نحو التصعيد والانشوطة تزداد ضيقاً حول عنق الخرطوم والدولة وصراخ مجلس الوزراء بنفاذ الادوية المنقذة للحياه هذا الاسبوع ذهب مع الريح و الناظر )ترك( يتحدي ان يدلوه عن حاوية ادوية واحدة بالميناء ! لم يرد عليه احد والصيادلة يكذبون ويشيرون باصابعهم نحو مطار الخرطوم وتلف الادوية وعجز الحكومة عن السداد .
لم يكن بالقصر شخص مدني واحد سوي حمدوك وحمدوك يسمعها صريحة عليك حل الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات لا تستثني )البجا( ! وإلا …. و ما بعد )إلا( هذه احتفظ بها العسكر لوقتها . وبينما حمدوك يسمع صامتاً ولا يجيب كانت قحت )١( تخرج من اجتماع مركزيتها وتصرخ فى هستريا من خارج اسوار القصر تطالب برئاسة المجلس السيادي وجهاز الامن ورئاسة الشرطة .هذه المطالب وفى هذا التوقيت فالواقع يقول ان الثمن ربما كان باهظاً ومن دفع ينتظر )حقه( فإما هذه الثلاث او اعادة الثمن فالصراخ لخص الحكاية و ابراهيم الشيخ بعد ان قال ما قال لم يجد بُداً من طلب كوب من الماء البارد برود العساكر تجاه حديثه عن البرهان .
فذهب الرجل يائساً يحدث الناس بالامس عن اهمية الصناعات الصغيرة والحرفية وسبل تطويرها . و ابراهيم يقول لمن يستمع للراديو ويشاهد التلفاز ان بالخرطوم حكومة ما زالت تتنفس و آذان ابراهيم لم يسمعه لا من لا يملك )الموبايل( !
وبينما حمدوك يترحم علي شهيد )جبرة( بعد يومين من الحادثة كانت القوات المُشتركة تقود مثل ذات العملية ومن داخل )جبرة( ايضاً وحركة المركبات العسكرية اصبحت شيئاً معتاداً للمارة يستقبلونها بالبشري والهتاف والتكبير والاكف المقبوضة .
وليلة امس الاول والمحكمة العليا تعيد القضاة و وكلاء النيابة وتدعو كل )مظاليم الهوي( ان هلموا للمحكمة العليا كان القاضي )ابوسبيحة( عائداً من المقابر يحمل معاوله بعد ان قبر قحت )١( وترك ل )سونا( الفجيعة والنواح و التهديد , ليهنأ هو بليلة هادئة بعد ان اعاد للقضاء هيبته.
خرج حمدوك من القصر متثاقلاً وقد سمع ما قد سمع ولعل الرجل قد خرج بقناعة واحده اما ان تبقى قحت )١( او يبقى السودان . ولا اظن ان عاقلاً سيختار الخيار الاول . بعد )بروفة( قاعة الصداقة و تنوير البعثات الدبلوماسية لم يتبق سوي التوقيع النهائي على الوثيقة الجديدة والوثيقة الجديدة تتحرك بها جهات لا تري بالعين المجردة بين من سيوقعون عليها . الكل كان يتحسس قلمه للتوقيع فى الظلام قبل ان تمسك به يد حامل الورقة هامساً )اصبر انها مسودة فقط( فالتوقيع قادم والحفل سيُعلن وبالحفل سيكون هناك بكاء و رقص وعزاء وميلاد عهد جديد
قبل ما انسي : ــــ
إن لم يقبلها حمدوك فعلها العساكر !