الخميس 7 أكتوبر 2021 - 20:46
هاجر سليمان تكتب: خيار وفقوس


فى اجتماع مجلس الوزراء رقم )٣٤( ترحم رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك على شهيد القوات المسلحة الذى استشهد فى معركة الخلايا الارهابية بجبرة الاثنين الماضى، وثمن دور القوات النظامية فى وقت اغفل فيه رئيس الوزراء الدور الرئيس لجهاز المخابرات وتجاهل شهداءهم الخمسة الذين قدموا ارواحهم رخيصة فداءً للوطن والمواطن، وهذا الأمر يدعو للحيرة بسبب التفرقة بين مؤسسات الدولة، ويصبح مدعاة للغبن والاحتقان خاصة فى وقت بات فيه حمدوك ورفاقه هم الاحوج لجهاز المخابرات والاحوج للشرطة، وهذان الجهازان كثيراً ما يجدان التجاهل من قبل المؤسس وهو امر مثير للغرابة.
فالمدنية التى يسعى الجميع لتحقيقها لن تتأتى الا بجهاز مخابرات قوى وباطش، بجانب شرطة قوية قادرة على احكام قبضتها على مفاصل العملية الامنية وحفظ الامن ومحاربة الجرائم بشتى انواعها، وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين بشتى انواعها. والآن تابعنا الدور الكبير الذى تلعبه الشرطة ولكنها لا تقابل بالثناء بل بالاساءة اليها رغم انها مؤسسة كبيرة، والسبب فى ذلك انها لا تجد الاحترام والمهابة المطلوبة من اعلى رأس الدولة الذى من المفترض ان يصبح قدوة يهتدي بها طالبو المدنية والحرية والتغيير.
جهاز المخابرات السودانى من اقوى اجهزة المخابرات عالمياً، وقادر على حفظ امن البلاد وكسر شوكة الاعداء والمتربصين، وكان من المفترض منذ البداية ان يتم الاهتمام به وتكييفه على حماية مكتسبات البلاد وحماية اهداف الثورة والحكومة المدنية، بدلاً عن محاربته والاساءة اليه والسعى لتفكيكه، فالبلاد الآن بحاجة ماسة للمخابرات، خاصة انها انتهكت من قبل الاجانب والعصابات والجواسيس والعناصر الاستخباراتية التى تغزو البلاد بصفة يومية، وتدخل بمسميات مختلفة وتحت غطاء انشطة عادية، ولكن فى الحقيقة هم السوس الذى ينخر فى مفاصل الوطن الآن ولن يتركونه حتى يفككوه )صامولة صامولة(، على مرأى ومسمع من الاغبياء وادعياء النضال ودون حتى ان يحرك ساكن، فلله درك يا وطن.
جلسات مجلس الوزراء تنعقد كثيراً ولا تخرج بقرارات صارمة من شأنها اصلاح البلاد، ونجدها غالباً تخرج بتوجيهات ليست صارمة ولا قاطعة، مما يجعل السادة المسؤولين يتهاونون فى انفاذ موجهات المؤسس، وكثيراً ما يضربون بها عرض الحائط، ولدينا الكثير من القرارات التى اصدرها رئيس الوزراء ولم تنفذ بإيعاز ممن لا يحترمون قائد البلد ورئيس مجلس وزرائه.
وكان الاجدى بحمدوك واعضاء حكومته ــ ولو اننا عبنا عليهم كثيراً انهم لم يحاولوا الوصول الى ارض المعركة لرفع الروح المعنوية للمضحين بارواحهم ــ كان الاجدى بهم ان يتخذوا قراراً صارماً باعادة صلاحيات جهاز المخابرات واعادة هيئة العمليات المحلولة لمباشرة مهامها، مع رفع رواتب القوات النظامية ممثلة فى قوات المخابرات وقوات الشرطة وتحفيزهم على العمل، ولكن هذا لم يحدث، وانفتحت علينا جبهة من الحرب يصعب على الجيش والشرطة سدها الآن، فكونوا اكثر عقلانيةً واهتموا بالبلاد.