السبت 31 يوليو 2021 - 19:23

)1(
ــ قدم تلفزيون السودان القومي في رابع ايام عيد الاضحى المبارك برنامجاً عن الفنان صديق احمد باستضافته في بيته وتقديم اغنيات من تسجيل لصديق احمد للتلفزيون في عام1981م، وتتداول اغنياته هذه الايام عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، وتشهد مشاهدات اغنياته على موقع)اليوتيوب(اعلى معدلات المشاهدة والاستماع.
ــ مثلما كانت اغنيات صديق احمد جميلة وهي تقدم من مكتبة التلفزيون الغنائية، كان صديق احمد بعظمة الكبار وتجلياتهم وهو يتحدث للمشاهدين في العيد ويقدم معايداته لطارق العوض ومحمد النصري وعبد القيوم الشريف والسقيد وعبد الرحيم البركل، ويسمح لهم بترديد اغنياته. ويذهب الى ابعد من ذلك عندما يقدم شكره لهم وتواصلهم معه، وهذا شيء لا نجده عند كثير من الفنانين الذين يرفضون ترديد اغنياتهم من قبل الفنانين الشباب، ويشكون من تنكرهم وعدم احترامهم للرموز الفنية.
ــ صديق احمد الذي عانى من المرض في الفترة الاخيرة يفترض ان تلتفت له الحكومة الانتقالية بالزيارة والدعم. وعلى الحكومة ان تتجمّل بذلك.. ونتمنى ان يسجل حمدوك او البرهان زيارة لمعايدته والوقوف معه، وهو الذي غنى للثورة حتى قبل ان تتفجر.
ــ السيد وزير الاعلام والثقافة حمزة بلول قوموا بهذا الواجب.. ما احوجكم انتم لذلك قبل صديق احمد الذي يستحق ذلك.
ــ احياناً كثيرة تبقى كل طموحاتنا في الحكومة الانتقالية ان تكرّم رموز الابداع في بلدي.. وصديق احمد وفائزة عمسيب يستحقان التكريم.
ــ ليت الجيش السوداني وهو يحتفل بعيده يقوم بتكريم شخصيتين من المدنيين وشخصيتين من الجيش، على ان يكون بينهم)جندي(خدم الوطن والقوات المسلحة.
ــ الجيش في عيده يوم14اغسطس اذا كرّم صديق احمد وفائزة عمسيب سوف يكون كرّم الشعب كله.. صديق وفائزة افضل من دافع عن ثقافتنا وهويتنا السودانية.
)2(
ــ تلفزيون السودان في عيد الاضحى اعاد لنا صديق احمد عندما كانت حدائق الخرطوم ومتنزهاتها تفرح وتبتهج وهى تشهد اعلى تدفقات الجماهير عندما يغني فيها صديق احمد.
ــ مازلت اظن اننا لا نعرف ان نعبر عن حبنا إلا بأغنيات عثمان حسين ومحمد وردي وحمد الريح وصديق احمد.
ــ ازعم ذلك بيني وبين نفسي.
ــ اعتقد ان السكة الحديد التى كان يعمل فيها والد صديق جعلت صوت صديق بهذه)السهولة(ليكون السهل الممتنع، بينما اضافت له الغربة ذلك)العمق(الذي يتجسد في صوت صديق احمد.
ــ لقد استطاع صديق احمد بطمبوره ان ينافس اوركسترا الاذاعة بكامل هيئتها، وتفوق على فناني الاغنية الحديثة بأغنية)الدليب(، ونافس احمد المصطفى وإبراهيم عوض وعثمان حسين ومحمد وردي)سلاطين(الاغنية الحديثة في الخرطوم وهو يغني)ﻳﻤﺔ ﺑﻼﻟﻰ ﻣﺘﻴﻦ يجي(.. أغنية التراث التي ابدع فيها ايضاً عبد الرحمن بلاص واحمد فرح.
ــ وقتها كانت الخرطوم قبلة للسياحة والراحة وصديق احمد يغني لها)ﻧﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﻴﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻧﻤﺸﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ(، قبل ان تصبح الخرطوم مكباً للنفايات ومسرحاً لقطوعات الكهرباء والتفلتات الامنية.
ــ هذا الكلام قبل ان يصبح رطل اللبن بـ)150(جنيهاً)ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺮﺏ ﻟﺒﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﻳﻰ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻧﺸﺮﺏ ﻟﺒﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻰ(.
)3(
ــ لم اشاهد او اسمع فناناً قادراً على التحكم في)صوته(من بعد او من عمق كما هو الحال عند صديق احمد الذي يتلاعب بصوته كما يشاء ويشكله بالتشكيلة التى يريد.
ــ احسب ان)صوت(صديق احمد صوت)سريالي(.. لوحة تشكيلية معقدة.. ويتكون من عدد من الطبقات والألوان.. صوت صديق أحمد تشعر فيه بالألوان الأخضر والأحمر والازرق والابيض.. وتشعر كذلك فيه بألوان الطيف في جملة موسيقية واحدة… وهو قادر على تلوين الحروف بحسب موقعها من الاعراب.
ــ صوت احمد صديق مثل)علبة الالوان(.. يمتلك القدرة على ان يلونه في كل مقطع.. بل في كل جملة.. بل في كل كلمة .. دعوني اكون معكم اكثر صدقاً وأقول في كل حرف.
ــ شكّل صديق احمد مع شيخ العاشقين عبد الله محمد خير)ثنائية(فرضت نفسها على مستوى الثنائيات الغنائية، وغنى كذلك لإبراهيم بن عوف اجمل الاغنيات.. وكانت)حداثة(صديق احمد تثبت في تغنيه للشاعر الراحل عزمي احمد خليل الذي غنى له هاشم ميرغني وحمد الريح ومجذوب اونسة والهادي ود الجبل.
ــ الفنان الكبير محمد وردي كان يغني لصديق احمد، وكان يطالب منه ان يتجه للغناء الحديث نسبة لإمكانات صديق احمد)الصوتية(الكبيرة.. لكن صديق أحمد كان وفياً للطمبور والدليب.. واستطاع عن طريقه ان يصل الى قمة الغناء في السودان، وهذا شيء نحسبه للنعام آدم ايضاً الذي كان يفعل بالطمبور ما يفعله ميسي بالكرة.
)4(
ــ بغم/
ــ ما يحدث من تفلتات امنية ونزاعات قبلية في معظم انحاء السودان.. امر مؤسف فشلنا في التعامل معه.. ولا احسب ان هناك علاجاً ودواءً لهذه الازمات افضل من العلم والثقافة والفنون والرياضة والنمو الاقتصادي.
ــ المواطن السوداني مازال يدفع فواتير ضعف الحكومات وفشلها.
ــ الفقر هو الذي يولد هذه الضغائن.
ــ العدو الحقيقي لنا والمتهم الاول في كل هذه الاحداث هو)الجهل(.. فمتى تقوم الحكومة بدورها في التعليم والتثقيف؟