الأحد 10 أكتوبر 2021 - 20:06
إسحق أحمد  فضل الله يكتب: صراخ الولادة.. وصراخ الموت الحار


وخمسة وستة جوني
من النوم صحوني
في النيران قلوني…
وإن كنت شاباً في الستينات فأنت تعرف الأغنية الراقصة.
وأغنيات الرقص الفرحان التي يقولها الناس عند البهجة ويرقصون عليها هي عادةً أغنيات لا معنى لها
وليس مهماً والمعنى يفسدها لأن الفرح هو عادةً شيء يلغي العقل ويطلق الرقص.
ويطلق التنكيت والشعب الآن ينقر الدلوكة استعداداً للرقص.
الرقص لأعظم فرح.
فرح الشفاء من السرطان…
والناس عند الفرح تعوج الكلمات.
وأمس الأول بعد أن قال إبراهيم الأمين إن الوثيقة الدستورية قام ثلاثة بتعديلها سراً الناس تنقر الدلوكة وتقول:
الحمد لله…. بعد تسعة طويلة.. بقينا أربعة طويلة بقينا تلاتة طويلة..
و….
لكن العقول التي تنظر من نوافذها إلى رقص الناس في الشارع تلتفت إلى الأوراق الرصينة التي تعيد رسم السودان الآن…. سودان ما بعد طويلة وطويلة
ومن الأوراق..
حكومة جديدة…. ومتى وكيف..؟
ومن الأوراق إعادة المفصولين )الذين سوف يرفعون قضايا ضد التمكين(.
ومن الأوراق تِرك والشرق.
ومنها قضية وثيقة جوبا.
وكلمات) متى وكيف( للحكومة الجديدة تطلق العيون للإجابة.
وتحديد بداية التنفيذ… تنفيد قرار إلغاء قحت… تحدده حادثة صغيرة .
ومشهد صغير.
الحادثة هي أن السيد وجدي يطلب من رئيس القضاء تأجيل قرار المحكمة الذي يوقف التمكين من كل عمل
ورئيس المحكمة العليا يقول بصرامة القاضي القديم.
:- لا تأجيل…. وكل شيء يبدأ الأحد العاشر من أكتوبر
عندها والكلمات هذه يتخطى الحكم مرحلة )صدور القرار( إلى مرحلة الأمر بـ) تنفيذ القرار(.
الحادثة الصغيرة كانت هي هذه
والمشهد الصغير كان هو
الناس لا تنتظر الأمر بالتنفيذ.
فالأربعاء الماضية صباحها يشهد عودة المفصولين إلى الوزارات.
والمفصولين يستقبلهم الناس/ ليس بالهتاف/… المفصولون يستقبلهم الناس بالغناء المجنون من الفرح والبنات رقصن والبهجة لم يكن سببها هو عودة هؤلاء.
البهجة سببها هو أن الخروج من الغم
يصبح حقيقة…
والمفصولون أبرزهم هم القضاة.
والقضاة يعودون اليوم.
والبهجة ليس سببها هو أن القضاة يعودون…. البهجة سببها هو أن )القانون عاد(.
والشرطة ألف ومائة منهم ممن طردوا يقفون اليوم بالزي الرسمي أمام الداخلية قالوا
:- حتى نعرف من طردنا ولماذا..؟
والمشاهد تعني أن الفاعل يصبح الآن مفعولاً به منصوباً مكسوراً مجروراً.
والجملة الأخيرة قالها المعلمون الذين فصلوا ويعادون الآن.
)والمحللون يقولون إن قحت التي تسوق الناس بالخلا كان الشيوعي هو الذي يسوق قحت بالخلا(.
فالوزارات ٧٠% من وكلائها هم الشيوعيون
وهم الذين كانوا يستغلون حقد قحت ويجعلونها تنزل بالناس الكوارث وتكتسب عداء الناس.
وعداء الناس لقحت هو من أهم أهداف الشيوعي.
وقحت الأسبوع الماضي حين تكتشف بحر الكراهية الذي سقطت فيه وهي تطرد الناس قالت
:- كنا نفصل الناس بقوائم يعدها بعض الجهلاء في الوزارات.
وقحت لما جففت البنوك ورأت الكارثة قالت:- اتخذنا هذا القرار وفق توصيات من أناس لا يعلمون شيئاً
وقحت تنظر الآن إلى حقيقة أن الأمور) جات رادة( وتقرر العمل لتبقى.
…..
قحت تعد لحشد في قلب الخرطوم
وإبراهيم الأمين تنسب إليه المواقع أنه قال إن
:- الإمارات أمدتنا بمليوني دولار للحشد هذا.
ومن الأخبار أن قحت ترسل قادتها للإقاليم للإعداد للحشد هذا.
وحشد في الحادي والعشرين.
وحشد مضاد في اليوم ذاته في الساحة.
لكن الأمر كله تتجاوزه الأحداث.
…..
فالمؤتمر السبت الماضي في القاعة يجرد قحت من كل سلطان سياسي.
بعدها البرهان والمجلس ومن خلفهما الجيش والناس والترويكا وتِرك والحركات كلهم يطلب من حمدوك حل الحكومة الحالية.
ثم حكومة جديدة غير حزبية.
ومن يقبلها أو يرفضها هو المجلس السيادي.
والبرهان يلتقي حمدوك الجمعة لثلاث ساعات.
والزمن الطويل هذا يعني….. الترتيبات.
والجيش والمجلس السيادي كلهم يمسح الطريق للقادم.
فالسيد تِرك يقبل وساطة البرهان… ويفتح الطريق…. والقبول هذا بعد أن رفض تِرك وساطة قحت له معناه.
والأحداث كل الأحداث هي الآن شيء يسبق القرارات بعد أن شعر الناس أن القوة الآن/ الجهة التي بيدها الآن القانون والجيش والقضاء وإدارة أزمة الاختناق وو.وو/ القوة الآن هي بكاملها في أيدي المجلس والناس.
والقضاة الذين كانوا هم الذين يفجرون خطوة القرار الأسبوع الأسبق يصبحون هم ابتداءً من صباح اليوم من يفجرون خطوة التنفيذ.
القضاة إن هم توقفوا منذ اليوم عن تنفيذ قانون قحت وعادوا للقانون القديم عندها تكون قحت قد ماتت
ويكون السودان قد بعث من الموت..