الخميس 14 أكتوبر 2021 - 13:14

في ظل إغلاق عدد من مخابز الخرطوم أبوابها نتيجة لشحّ الدقيق المخصص لها أو الغاز، وعلى الرغم من المساعي الحكومية لحل الأزمة، تتفاقم أزمة الخبز في السودان يوماً بعد يوم…. ومن تصريحات أصحاب المخابز أنه الأزمة الحقيقية هي ، استمرار تراجع انتاج المخابز اليومي؛ والسبب هو ارتفاع أسعار الخميرة وشح غاز المخابز، طبعاً دا بحجة أنه المستهلك أصبح يفضل الخبز التجاري على المدعوم، رغم غلاء السعر، بسبب الوفرة دون معاناة من الصفوف أو تردي الخبز نفسه، ويرجع ذلك لرداءة دقيق الخبز المدعوم، وسرعة تعرضه للتلف هذا غير ما يحتويه من حشرات وبقايا روث المواشي!! هذا غير أنه لن يستمر عمل المخابز إلا بوفرة الإنتاج.
منذ ثلاثة أيام أصبحت المدارس ترجع الطلاب البيوت من )الساعة الحادية عشر ظ ( ودا شيء طبيعي متوقعاً لتأثر المدارس بمشاكل شحّ الخبز وفي حال استمر وضع الأزمة على ما هو عليه، سيكون الحال القادم أسوأ مما سبق .
يا حكومة ويا ولاة أمرنا ،أي وطن هذا الذي لا يجد المواطنون فيه ماء صالحا للشراب، ويبيتون على الطوى لا يجدون فيه خبز أو ثمن قطعة خبز فيما ينعم آخرون بما لذ وطاب ويعيشون الرفاهية بكل تجلياتها من أموال هذا الشعب وثرواته؟!
بعض دول الجوار لا تملك عُشر ما نملكه من ثروات وعدد سكانها عشرات أضعاف مواطنينا، ومع ذلك يعيشون حياة كريمة لا نجد لها أثرا في بلدنا الذي )يمتلك( الذهب والموانئ والثروة الحيوانية الأكبر في المنطقة والأراضي الزراعية الشاسعة وغيرها من الموارد التي تكفي، مع حسن التسيير، لتحولنا إلى بلد أغنى من بلدان الخليج وأوروبا.
إن الخطوة المقبلة يجب أن تتمثل في إقالة المتورطين في ملفات الفساد، مهما كانت مواقعهم، ثم محاكمتهم محاكمة عادلة ثم إرجاع المسروقات إلى المواطن.
ولا شك أن الشعب في غالبيته سيلتف خلف أي نظام وطني يباشر الإصلاح وإعادة الحقوق لأصحابها وإرساء أسس دولة المواطنة والمؤسسات ومحاربة الفساد واستئصاله من بلدنا.
وبدون صرامة في متابعة ملفات الفساد ومقاضاة أصحابها، ووضع برامج وسياسات صارمة لمحاربة الفساد ونهب المال العام، فإننا سنظل في نفس الدوامة نردد مع المأثور الشعبي 《ذهب الحمار بأم عمرو 》
الله غالب.