السبت 16 أكتوبر 2021 - 10:34
صباح محمد الحسن يكتب: أردول أنتم الحل أم الازمة

أطياف‏
اجتهد بالأمس السيد مبارك اردول ان يقدم شرحاً وتفسيراً مفصلاً للشعب السوداني عبر حسابه الخاص على تطبيق فيس بوك عنونه بالحلول الاربعة للخروج من الازمة والتي يرى انها يمكن ان تخرج البلاد من ازمتها ، ولكن قصد اردول أن يستثمر الفرصة في مقدمة طويلة حاول أن يدفع بها بعض الاتهامات والحقائق بعيداً عنه وعن مجموعة القاعة ، فدلف اردول وقدم شرحاً وتبريراً ، للانشقاق بأنهم لا يسعون لعودة الفلول ولكنهم يريدون المشاركة لكل الاحزاب التي شاركت في التغيير ، كما انه لا يمكن ان يتم إقصاء العساكر لانهم جزء اصيل في الشراكة ، وانهم مع لجنة التفكيك لكن يختلفون معها في طريقة وكيفية اداء عملها ،وبعد شرح طويل ومفصل تذكر اردول موضوعه الأساسي الذي عنونه بحلول الازمة الأربعة ، اولها ان تتوحد قوى الحرية والتغيير بعد لقاء جامع يتسم بالوضوح والشفافية ، أو ان يتم التعامل مع مركزين مختلفين في الحاضنة السياسية او ان يقصى احد الاطراف الاخر ويظفر بما تبقى ويستمر في الشراكة مع العساكر ، ورابعها هو الذهاب لانتخابات مبكرة.
و اردول استبق بحديثه وشرحه مواكب السبت التي دعت لها مجموعته بعد أن وضعت يدها على يد الفلول وانصار العسكر والذين يناصرون حميدتي فهو لا يريد ان يقدم حلولا للازمة لأن حلوله الأربعة هذه اشبه بحلول ) البصيرة ام حمد ( ففي الوقت الذي يسعى فيه الناس لوحدة الصف ولم الشمل بين مكونات قوى الحرية والتغيير ، وتقارب وجهات النظر وتوحيد كلمتها يحدثنا اردول عن حاضنتين مختلفتين لصناعة القرار السياسي .
فأردول يعلم انه ليس النموذج الأمثل لتقديم الحلول حتى تخرج البلاد من ازماتها ، لأن اردول نفسه جزء كبير من هذه الازمات ، ولكنه يسعى لاستعطاف الشعب وكسب وده لكي يناصره في مسيرات السبت التي تسرق شعارات الثورة لتصل بها الي حكومة عسكرية ربما يجد فيها اردول منصبا ) اريح ( له من منصبه الحالي .
واردول يقول انهم لا يسعون لعودة الفلول وهو يعلم ان مسيرات السبت ماهي الا زحف أخضر جديد فالفلول تعلم ان ليس لها طريق للعودة لكنها تخرج لتفويض العسكر كما خرجت من قبل وطالبت البرهان باستلام السلطة .
وانظروا معي في خيار اردول الثالث للحل ماذا قال )إن يقصي احد الأطراف الآخر ويظفر بما تبقى ويستمر في الشراكة مع العسكر ( وهنا تظهر نية اردول الحقيقة في لغته ) الظفر( ، فاردول دون قصد كشف عن حقيقة همه الوطني الكاذب الذي لا يتعدى ، الربح والكسب ، ان كان كسب السلطة والمناصب او الثروة والمال ، ام أن الظفر في معناه لا يعني الكسب ؟
ويُعمّد اردول نفسه انه يملك خيوط الحل لذلك لايمكنه ابداً ان يرى نفسه وجماعته أنهم جزء من المشكلة ، فصاحب رواية ساعي الريال المقدود المستفيد من الحكومة منصباً وأجراً عاليا ، يحدثنا أربعة حلول ، ) مقدودة ( .
لذلك ان الذي يطالع حديثه يجد ان اردول كتب معلقة كامله ليقنع الشعب الذي ادرك انه شعب لا يحتاج الي شرح لانه يفهم ويعلم حقيقة كل شخص ولا يحتاج الى تفسير ، لكن هذا الشرح والتفصيل الذي عنونه زيفا بالحلول الأربعة للازمة ، كشف مدى هشاشة ثقة اردول في الشارع الذي يحتاجه هو ومجموعته اليوم ، لذلك حاول ان يقول انهم لايسعون لعودة الفلول ، وان العسكر هم شركاء في الوثيقة الدستورية ، عله يجد مناصراً جديدا ، لكنه ينفي ما نجح فعلاً في اثباته.
فالخروج الى الشارع لايحتاج الي مثل هذه الخطب السياسية ولأن الثورة ثورة وعي فهي تخطت عتب الشرح والدروس الخصوصية ، وتجاوزت مرحلة التعليم والتلقين ، لأن الشعب معلم وهو من يلقي الدروس ، لذلك ان مسيرات السبت لن يفيدها العزف على هذا الوتر لانها قدمت سيمفونية فريدة لن تتكرر إلا عندما تريد هي العزف من جديد ، برغبة أكيدة منها ، ليس بييع العبارات الزائفة ، ولا بالأجور المدفوعة مقدماً .
طيف أخير :
ماك هوين سهل قيادك سيد نفسك مين أسيادك
الجريدة