الجمعة 22 أكتوبر 2021 - 18:28
سورة القلم
أية 48
تفسير ابن كثير


فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ)48(
يقول تعالى فاصبر (يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم ; فإن الله سيحكم لك عليهم ، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة ،) ولا تكن كصاحب الحوت (يعني : ذا النون ، وهو يونس بن متى عليه السلام حين ذهب مغاضبا على قومه ، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له ، وشرود الحوت به في البحار وظلمات غمرات اليم ، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير ، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير ، فحينئذ نادى في الظلمات .) أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (] الأنبياء : 87 [. قال الله) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (] الأنبياء : 88 [، وقال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (] الصافات : 143 , 144 [وقال هاهنا إذ نادى وهو مكظوم (قال ابن عباس ومجاهد والسدي : وهو مغموم . وقال عطاء الخراساني وأبو مالك : مكروب . وقد قدمنا في الحديث أنه لما قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (خرجت الكلمة تحف حول العرش ، فقالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ، فقال الله : أما تعرفون هذا ؟ قالوا : لا . قال : هذا يونس . قالوا : يا رب ، عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة ؟ قال : نعم . قالوا : أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ فأمر الله الحوت فألقاه بالعراء ; ولهذا قال تعالى فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ".
ورواه البخاري من حديث سفيان الثوري وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة .


سورة القلم
‏آية 49
تفسير ابن كثير


لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ)49(
يقول تعالى فاصبر (يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم ; فإن الله سيحكم لك عليهم ، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة ،) ولا تكن كصاحب الحوت (يعني : ذا النون ، وهو يونس بن متى عليه السلام حين ذهب مغاضبا على قومه ، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له ، وشرود الحوت به في البحار وظلمات غمرات اليم ، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير ، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير ، فحينئذ نادى في الظلمات .) أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (] الأنبياء : 87 [. قال الله) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (] الأنبياء : 88 [، وقال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (] الصافات : 143 , 144 [وقال هاهنا إذ نادى وهو مكظوم (قال ابن عباس ومجاهد والسدي : وهو مغموم . وقال عطاء الخراساني وأبو مالك : مكروب . وقد قدمنا في الحديث أنه لما قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (خرجت الكلمة تحف حول العرش ، فقالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ، فقال الله : أما تعرفون هذا ؟ قالوا : لا . قال : هذا يونس . قالوا : يا رب ، عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة ؟ قال : نعم . قالوا : أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ فأمر الله الحوت فألقاه بالعراء ; ولهذا قال تعالى فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ".
ورواه البخاري من حديث سفيان الثوري وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة .