الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 11:04

في زاوية ما قبل إعلان الاتفاق السياسي بيومين بعنوان ) التدخل الأجنبي ما الفرق ( تحدثت ان المجتمع الدولي عندما تضامن مع السودان في أزماته السياسية، ووقف مواقف قوية ومشرفة في وجه الإنقلاب فعل ذلك لأنه يحترم الشعب السوداني ويقدس ثورة ديسمبر المجيدة ، وقلت ان الثورة التي أبهرت العالم بأثره ، حري بها ان تجبره على الوقوف بجانبها ، ضد الأيادي التي امتدت لها غدراً وحاولت التعدي عليها، وذكرت ان احترام المجتمع الدولي لحمدوك ليس في شخصه ولكن لأن الرجل يمثل رمزية الشارع الثوري ، وحتى عندما طالب المجتمع الدولي بعودة حمدوك ليلبي المجتمع رغبة الشارع.
وكشفت الايام ذلك وأثبته سريعاً عقب الاتفاق السياسي المعلن من قبل رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء ، إن المجتمع الدولي ، قال الشارع اولاً ، رحب نعم بالاتفاق الثنائي ولكنه قال انه سيتابع خطوات تنفيذ الانتقال الديمقراطي بحذر، وقالت الخارجية الأمريكية : ) لا تغيير في موقفنا من توقف المساعدات للسودان وما حصل خطوة أولى ننتظر أن تعقبها خطوات ونراقب الوضع عن كثب(.
وحتى دول الترويكا والاتحاد الاوربي وغيرها من دول العالم تضع الآن عينها على الشارع السوداني، وهذا يؤكد مما لا مجالاً للشك فيه أن دول العالم يهمها الشارع السوداني ورغبته وتطلعاته ، أكثر من عودة الدكتور عبد الله حمدوك ، لأن مجئ حمدوك وحده لقيادة الحكومة المدنية لا يكفي .
وان استمرت أمريكا في وقف المساعدات للسودان فهذا يعني أن المجلس العسكري الانقلابي ) شرب مقلباً ( لأنه ظن ان إعادة حمدوك الى رئاسة الحكومة ستقيه شر العقوبات الاقتصادية وتحول بينه وبين العقوبات الفردية التي طالب بها اعضاء الكونغرس الامريكي والتي ربما تصدر قرار العقوبات الفردية على جنرالات الجيش.
ونظرة المجتمع الدولي بعيداً عن زاوية حمدوك لتراقب المشهد وترهن الدعم برضا الشارع و) وجبر خاطره( ربما لا تختصر صدمتها على المكون العسكري ، بقدر ما يكون وقعها سيئاً على رئيس مجلس الوزراء الذي أعلن أمس ان الحفاظ على المكاسب الاقتصادية التي تحققت خلال العامين الماضيين من أهم الاسباب التي دفعته للعودة الى منصبه.
لكن تمسك المجتمع الدولي بموقفه وجعل ) يده مغلولة ( حتى بعد عودة حمدوك يجب أن يجعل رئيس مجلس الوزراء يعيد حساباته، ويراجع موقفه فوراً، ويقوم باصلاح ما أفسده الاتفاق السياسي، ويدخل في حوار سياسي عريض مع القوى السياسية والقوى الثورية، فالرجل إن فقد الشارع الداخلي والمجتمع الدولي ولم يتحقق اصلاح الاقتصاد السوداني، وظل الوضع كما هو، او ربما بات أسوأ ، إذاً ماذا تبقى له من ثقل ووزن ؟!
فبالرغم من انقسام الشارع الثوري، وتباين آراء لجان المقاومة، وتصريحات رئيس مجلس الوزراء للأجهزة الاعلامية الخارجية، إلا ان ليس ثمة جديد يرجح الكفة ، فمازال الشارع يعاني من حالة احتقان كبير وعدم رضا ، فمواكب الخميس قد تغير المشهد السياسي وترسم خارطة طريق جديد، فالشوارع لا تخون ، والشعب هو من يقرر .
طيف أخير :
تلقى مرادك والفي نيتك