الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 - 18:14

* طرد الفرنسي المتواضع هوبير فيلود من تدريب المنتخب الوطني قرار سليم، عطفاً على قدراته المتواضعة، وسيرته الذاتية الفقيرة، ولأنه قدم أسوأ مردود، وأضعف مستويات مع صقور الجديان، وقادهم لأسوأ ظهور لهم في تاريخ بطولة كأس العرب.
* اثنان وعشرون شهراً لم يحقق فيها الفرنسي المغمور سوى التأهل إلى بطولة أمم إفريقيا للمنتخبات.
* حتى ذلك التأهل لم يكن بالأمر اللافت، لأن البطولة المقبلة للأمم ستشهد مشاركة 24 من مجموع 54 منتخباً شاركت في التصفيات، أي أن ما يقارب من نصف المنتخبات المشاركة في التصفيات ستظهر في النهائيات.
* عندما قاد المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا منتخب السودان للتأهل في نهائيات أمم إفريقيا عام 2008 بعد غياب امتد اثنتين وثلاثين سنة عن النهائيات كان عدد المنتخبات المتأهلة محصوراً في ستة عشر، لذلك استحق إنجازه التنويه والإشادة.
* عندما أفلح مازدا في تكرار الإنجاز بالتأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا في غينيا الاستوائية والجابون عام 2012 كان عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات ستة عشر، وليس 24 كما يحدث حالياً.
* فوق ذلك فقد حقق مازدا وقتها إنجازاً مهماً بالوصول إلى ربع النهائي، بتفوقه في مجموعته التي ضمت معه منتخبات كوت ديفوار وأنغولا وبوركينا فاسو، حينما احتل المركز الثاني خلف كوت ديفوار برصيد 4 نقاط.
* في ذلك العام غادر منتخبنا المسابقة بالخسارة أمام المنتخب الزامبي القوي، الذي فاز باللقب على حساب منتخب كوت ديفوار بركلات الترجيح، كذلك قفز ترتيب المنتخب إلى المرتبة 84 في تصنيف الفيفا للمنتخبات، ليصل مع فيلود وشداد إلى أسفل سافلين )المركز 124(!
* قرار إقالة فيلود ينبغي أن يتم تعزيزه بطرد كل الأجانب المغمورين الذين تعاقد معهم شداد لتدريب المنتخبات السنية، مع أنه لم ينظم طيلة دورته الممتدة أربع سنوات أي مسابقة للفئات العمرية.
* أهدر عليهم مبالغ طائلة بالدولار، مع أنه لا يمتلك أي مسابقة ولم يظهر أي عناية بنشاط المراحل السنية.
* إقالة فيلود ورفاقه الفاشلين وحدها لن تصلح حال الكرة السودانية.
* مطلوب ثورة تصحيح شاملة، تكنس كل إرث التخلف والعشوائية الذي تدار به اللعبة.
* الصحيح أن يوجه الاتحاد كل قدراته المادية والفنية والإدارية لتنظيم ثلاثة مسابقات عمرية على الأقل، وبإلزام أندية الدرجة الممتاز بتكوين ثلاث فرق سنية لكل ناد، على أن يتولى الاتحاد الصرف عليها عبر برنامج علمي مدروس، يتم تمويله على حساب الاتحاد.
* نقترح على الاتحاد أن ينشئ أكاديمية واحدة على الأقل في كل ولاية، بالتعاون مع ولاة الولايات.
* لو فعل ذلك ستتوافر لنا ثمانية عشر أكاديمية للتكوين، بطول البلاد وعرضها، ويتولى الاتحاد توفير المعدات الرياضية من كرات وشباك وملابس وأحذية وشباك على نفقته بالكامل.
* وقتها سيكون بمقدور الاتحاد أن ينظم مسابقات راتبة لتلك الأكاديميات، في فترة الإجازة الصيفية للمدراس، لتسير جنباً إلى جنب مع دوري الشباب القومي، ودوري الناشئين، ودوري البراعم.
* يتولى الاتحاد رعاية ودعم الفرق السنية وفرق الأكاديميات، ويسدد مرتبات مدربيها، ويبادر بتكوين منتخبين لكل فئة، ليتم إعداد تلك المنتخبات بطريقة منظمة، داخل السودان وخارجه.
* كل الجهد والمال ينبغي أن يتوجه إلى المستقبل، مع الاكتفاء بالحد الأدنى من المشاركات الخارجية للمنتخبين الأول والأولمبي، لأنهما غير مؤهلين لتحقيق أي نتائج إيجابية أو إنجازات خارجية.
* حبذا لو أسند الاتحاد تدريب المنتخبين المذكورين لمدربين وطنيين بالحد الأدنى من المخصصات، ليتم حصر التعاقد مع الأجانب للمنتخبات السنية، استثماراً في المستقبل.
* ينبغي أن يشمل برنامج )دورة التغيير والتطوير( تأهيل المدربين بدورات مكثفة، يشرف عليها خبراء أجانب يتم إحضارهم على نفقة الاتحاد، ويتم تخصيص قاعات أكاديمية تقانة كرة القدم لاستضافة تلك الدورات، مع تنظيم دورات تأهيلية أخرى للحكام والإداريين.
* حتى المجهود المبذول في تنظيم بطولات الدوري الممتاز والتأهيلي والوسيط ينبغي أن يتم بالحد الأدنى من الإنفاق، لأن لاعبي تلك المسابقات لم يتلقوا أي تدريب منظم، ولا يمتلكون المؤهلات اللازمة لتحقيق أي إنجاز.
* فات عليهم الفوات.
* لو فعل اتحاد معتصم ذلك، وخصص كل موارده وقدراته للاستثمار في المستقبل فسيقدم خدمة لا تقدر بثمن للكرة السودانية، وسينال شرف إنقاذها من الوهدة التي تردت فيها.
* لن تشهد الدورة الحالية للاتحاد تحقيق أي إنجاز كروي لافت، لكنها ستؤسس قاعدة صلبة للمستقبل، وسيتذكر الجميع فضل قادة الاتحاد الحاليين بعد ثماني أو عشر سنوات مقبلة، لأنهم سينالون شرف غرس البذرة الصالحة للكرة السودانية، وستذكر التاريخ أفضالهم بكل تأكيد.
* أنسونا من الحاضر.. واستثمروا في المستقبل.
آخر الحقائق
* قد يسأل سائل: من أين يأتي الاتحاد السوداني بالتمويل اللازم لتلك المشاريع الطموحة؟
* الإجابة بسيطة للغاية.. )من الفيفا(.
* درج الاتحاد الدولي لكرة القدم على استثمار جانب كبير من مداخيله الضخمة في تطوير كرة القدم، بمنح سنوية يقدمها إلى الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه.
* رصد الفيفا ميزانية قدرها مليارين وسبعمائة تسعة وثمانين مليوناً وتسعمائة وخمسة وعشرين ألف دولار لمشروع التطوير، تغطي الفترة من 2016 وحتى 2022، واعتمد منها أكثر من مليار وثمانمائة مليون دولار منذ العام 2016.
* في كل عام ينال كل اتحاد وطني مبلغ مليون ونصف المليون دولار لتسيير النشاط.
* يبلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الاتحاد الدولي عبر مشروع التطوير 1459 مشروعاً موزعة على كل قارات العالم واتحاداتها الوطنية.
* تبلغ الميزانية المخصصة لقارة إفريقيا في مشروع التطوير أكثر من سبعمائة مليون دولار.
* وصل مجموع المبالغ المتاحة للاتحاد السوداني لكرة القدم )في الفترة من 2016 وحتى 2022( أحد عشر مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي، بينما بلغت قيمة التمويل المعتمد للسودان خمسة ملايين وثمانمائة أربعة وأربعين ألفاً وسبعمائة وخمسين دولارا.
* ولأن اتحاد شداد )المتواضع في كل شيء( اكتفى بتقديم مشروعين اثنين فقط للفيفا، فقد نال مليوناً وخمسة وعشرين ألف دولار فقط، ليتبقى له ثلاثة ملايين ومائتان وخمسة وعشرين ألف دولار، تم حجزها بسبب فشل الاتحاد في تقديم ميزانية صحيحة للمبالغ التي تسلمها سابقاً، علاوةً على عدم تقديمه مشاريع مدروسة تمكنه من نيل بقية المبالغ المخصصة له.
* لم يحصل الاتحاد السوداني إلا على ما نسبته )24%( فقط من التمويل المتاح له من مشروع التطوير.
* تستبين المفارقة عندما تحدث المقارنة بين اتحادنا العريق، واتحاد جنوب السودان حديث النشأة.
* يتساوى الاتحادان في المبالغ المخصصة لكل واحد منهما )11 مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي( في الفترة من 2016 وحتى 2022!
* اعتمد الفيفا تمويلاً بقيمة تسعة ملايين وسبعمائة خمسة وأربعين دولار لاتحاد الجنوب، ووافق على تمويل مشروع واحد له )إعادة تأهيل إستاد جوبا(، بقيمة أربعة ملايين ومائتان وخمسين ألف دولار!
* سحب اتحاد الجنوب كل المبلغ المعتمد له )بنسبة 100%( ولم يتبق له أي مليم بطرف الفيفا، بينما اقتصرت نسبة سحب الاتحاد السوداني لأمواله على 24% فقط!
* بمقدور اتحاد معتصم أن يستعيد المبالغ المحجوزة، واستثمار الميزانية المخصصة للعامين الحالي والمقبل في تمويل المشاريع المذكورة أعلاه.
* وسيكون بمقدوره أن يستثمر جانباً مقدراً منها لإعادة تأهيل الملاعب والبنيات الأساسية الخاصة باللعبة.
* لكي يفعل ذلك سيجد نفسه مطالباً بتقديم مشاريع علمية مدروسة بواسطة بيوت خبرة، بميزانيات منضبطة ومحددة المصارف.
* التمويل سهل ومتاح.. المشكلة في العشوائية التي تدار بها الكرة السودانية.