الجمعة 24 ديسمبر 2021 - 20:05
هاجر سليمان تكتب: طالعين مليونية السبت


يبدو لي والله أعلم أن رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد فقد بوصلة الوصول إلى بر الأمان، وذهبت مواقفه أدراج الريح، ثم أن الحديث عن تلويح حمدوك بالاستقالة ليس سوى محاولة بائسة لإسكات صوت الشعب وإثنائه عن الخروج في مليونية مماثلة لمليونية 19 ديسمبر وربما أضخم وأخطر منها، لذلك لا نستطيع أن نقول شيئاً سوى أحبسوا أنفاسكم فقد بدأ العد التنازلي ليوم السبت وعلى كل واحد منكم أن يتحسس حقيبة سفره ويتفقد ممتلكاته الخاصة قبل أن تكتم .
لأول مرة في التاريخ يخسر البرهان غالبية شعبيته إن لم نقل كلها، وأحسب أن البرهان فقد بريقه وخسر الجميع بلا استثناء فقد خسر الشعب وخسر رفاقه النظاميين وخسر الحركات المسلحة والتي هي الأخرى ربما تنسلخ عن ما سمي اتفاق جوبا، بفضل فعل البرهان وخسر كل ما من شأنه أن يعضد موقفه ولم يبق حوله سوى بعض الكسارات الذين يعملون على تغبيش الرؤية وسد الأفق الذي يقود البرهان للقراءة الصحيحة للمواقف من حوله .
حينما أقدم البرهان على خطوة 25 أكتوبر كان قد وجد مساندةً وحيويةً من الغالبية العظمى إلا أنه بتراجعه وتراجع أدائه وصعود حمدوك مرة أخرى فقد كل تعاطفه الذي كسبه من الشعب والآن المطالب توحدت وكل الشعب بات ينادي بسقوط حمدوك والبرهان واتفاقهما، والحقيقة التي يتغابى البرهان جهلاً أو قسراً عن رؤيتها هي أن أصوات الشعب توحدت وأن التظاهرات عادت أقوى مما كان عليه الحال قبل 25 أكتوبر وأن الشعب جميعه خرج مستنكراً ورافضاً للرجلين اللذين باتا بالنسبة للشعب )شوكة حوت( لا بتنبلع لا بتفوت .
أمريكا وأعوانها كلما لمست ضعفاً في قادة الدول الإفريقية كلما حاولت غرس أظافرها للتخويف والإرهاب وهذا ما حصل بالضبط فحينما استشعرت أمريكا ضعف البرهان ورفاقه تدخلت وأصبحت تسيطر على الأوضاع وتريكم كيف تسيرون في الأرض بل كيف ترتدون أزياءكم وكيف تأكلون، وكللللللو ببركات أمريكا .
طولة لسان فولكر وتحشر السفراء في الشأن السوداني سببه الرئيسي ما فعله حمدوك من مطالب وخطابات طالب فيها باحتلال السودان بطريقة مقننة والآن السودان بات تحت الوصاية والسيطرة الأمريكية وأصبح يسبح بحمد البعثات الدبلوماسية الغربية ولم يتبق أمام بعض قادتنا سوى )الدردقة( تحت أقدام تلك البعثات ولا ننسى أن هنالك بعضا من سفرائنا لانملك سوى أن نصفهم بأنهم مأجورون فهم ابتعثوا للعمل كسفراء ولكنهم مارسوا أدوار الجواسيس والعملاء فأية دولة ننتظر وأي قيادات نسعى للوقوف خلفهم الآن .
بعض الشعارات التي رفعها الثوار كانت حقيقة معنى وقولاً وبالفعل ابتداءً من اليوم سقطت ما سقطت )صابنها(، حمدوك قدم استقالته أو لم يقدم )صابنها( وحتى لو البرهان استقال برضو )صابنها( ومهما ضاقت واستحكمت حلقاتها حتماً ستفرج، ومسار الشرق حيتنسف والحركات المسلحة ستخرج من التشكيلة والشعب متمسك بثورته وكلو بما يرضي الله .
حاجة أخيرة ..
على قادة )الحرية والتغيير( أن يحترسوا ويبعدوا بعيد ما كل مرة بتسلم الجرة، المرة الماضية اكتفى الثوار السلميون بالكفوف والدفوف والسيرة لكن المرة القادمة قد لا يكتفوا بتلك الكفوف وقد يتطور الأمر لأكثر من ذلك وعشان ما تقولوا ما نبهونا تراااااني وريتكم غايتو ..