الأحد 8 أغسطس 2021 - 19:41
‎أحمد يوسف التاي يكتب: أخطأتَ أيها الوزير

)1(
وزير المعادن محمد بشير كتب مدافعاً عن تصرفات مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول والتي وضعته في موضع شبهة الفساد، كتب مغرداً:)إن أردول موظف يتبع لوزير ولم يتصرف لوحده وبمزاجه، وما يتعرض له يعتبر الحملة الرابعة، وأن هذه الشركات دعمت القوات المسلحة، ومستشفى عطبرة، وساهمت في تخفيف السيول بالشمالية، وأضاف أرجو ألا تقوم القيامة لأن أردول أعلن عن دعم الحكم في دارفور(…!!!!بينما كتب صلاح مناع مقرر لجنة إزالة التمكين مغرداً:)الشركة السودانية للموارد المعدنية تعمل بنفس عقلية الماضي، وأن ترك أموال المسؤولية المجتمعية خارج وزارة المالية لمزاج المسؤول خطأ فادح(…
)2(
آلمني جداً دفاع وزير المعادن عن الباطل والخطأ البيِّن والممارسة التي لا يختلف اثنان على فساد منهجها، وآلمني أكثر تصويره للقضية كأنها استهداف لشخص أردول واختزالها في حملة إعلامية كأنما دوافعها عنصرية كما ألمح بذلك… يا أيها الوزير محمد بشير أريد أن أسألك سؤالين فقط وأتمنى أن تجيب عليهما بضميرك لا بعواطفك:هل انتقد الناس فكرة تبرع شركات التعدين من أساسه، أم انتقدوا الأسلوب والكيفية التي تمت بهما تلك التبرعات والتي تحتمل شُبهة الفساد؟ وهل قامت الدنيا على اردول فقط لكونه أعلن عن دعم الحكم في دارفور وأمسكوا عن النقد عندما دعمت هذه الشركات الجيش ومستشفى عطبرة والشمالية؟… يجب على الوزير محمد بشير أن يزن كلماته بميزان الذهب لأنه الآن رجل دولة وليس ناشطاً وراء البحار، وأن أية إشارة خاطئة يمكن أن تثير فتنة وتسفك دماء… وهل كان التبرع يسوء أحداً إن كان للاجئين والنازحين بدارفور؟..
)3(
في رأيي هذا الحديث فيه إشارات جهوية يمكن لنا أن نتجاوزها إذا صدرت عن ناشطين بوسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن نتغافل عنها إذا جاءت من أناس جهلة أو عناصر صاحبة أجندات معروفة من الساعين بالفتن بين ربوع السودان، لكن لن نقبلها إطلاقاً من مسؤول في الدولة بمستوى وزير اتحادي، هذه“الأساليب“التي تستبطن بداخلها التستر على الممارسات الفاسدة، وتُستخدم في بعض الأحيان مصدات لنقد الممارسة الفاسدة يجب أن تؤخذ كمؤشر للعجز في الدفاع عن أي موقف، ونحن نربأ بالسيد الوزير أن يختزل مثل هذه القضية الحساسة في إشارة تغذي غرس الفتن والتشرذم وخلخلة الوحدة الوطنية… فكل ما نطلبه منك ومن اردول التابع لك هو الشفافية والابتعاد عن الشبهات مهما صغُرت ، والنأي عن منهج النظام المخلوع وممارساته الفاسدة خاصة في قضايا المال العام، احتراماً لثورة التغيير وتقديراً وتعظيماً للدماء والأرواح التي كانت ثمناً باهظاً لهذا التغيير، فما الفائدة إذن إذا كان قادة التغيير يتبعون ذات المذاهب القديمة والمناهج والممارسات الفاسدة التي ظننا أنها ولت بلا رجعة. .
)4(
أما حديثك ايها الوزير الذي جاء فيه:)أن أردول موظف يتبع لوزير ولم يتصرف لوحده وبمزاجه(فليس هذا دفاعاً وليس مُبرراً لتصرفات أردول بقدر ما أنه توسيع لدائرة الاتهام لتضع أنت فيها نفسك أيضاً بجانب أردول، فسواءً أكان أردول تصرف بمزاجه أو كنتَ وراءه فهو خطأ فادح كما قال صلاح مناع، وهي نفس عقلية ومنهج نظام المؤتمر الوطني، وكونه تابع لك وتصرف بأمرك فهذا لن يعطي هذه الممارسة شرعية ومقبولية لدى الرأي العام…..اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.