الخميس 6 يناير 2022 - 9:32
إلا لجان المقاومة ... بقلم: صباح محمد الحسن

نجحت لجان المقاومة السودانية في تخطي كثير من العقبات وتجاوزت عدداً من المتاريس التي وضعت أمامها لإضعافها، واستطاعت ان تقود أكبر مواجهة للانقلاب، قاومت كل الاختراقات الأمنية والسياسية والأطماع الحزبية ونجحت في سيطرتها على الشارع الثوري، بحشد المليونيات الكبيرة وأكدت بها الرفض الشعبي الكبير للانقلاب ومايترتب عليه من آثار سلبية أضرت بالمشهد السياسي ، وأصبحت لجان المقاومة السودانية متصدرة للحراك الثوري، قادرة على خوض كل المعارك مهما تفنن أعداء الثورة في ايجاد سبل للمواجهة كانت دائماً تمثل جدار الصمود الذي يصعب اختراقه.
وخلق خبر تسمية لجان المقاومة السودانية، ثلاثة متحدثين باسمها في الداخل والخارج ردود فعل واسعة بالأمس في وسائل الاعلام التقليدية والحديثة، وجاء الخبر انه في أول خطوة تنظيمية للجان التي تقود حراكاً واسعاً ضد الحكم العسكري.
وأعلنت لجان المقاومة اختيار طه عواض ناطقاً رسمياً باسمها في الداخل والدكتورة زينة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية ناطقةً رسمية في الخارج، بالاضافة إلى نجلاء سيد أحمد الشيخ الأمين العام للجان المقاومة السودانية، وأخلت لجان المقاومة مسؤوليتها عن أي تصريح باسمها لم يصدر عن المتحدثين المحددين(.
لكن سرعان مانفت لجان المقاومة السودانية عبر ) الجريدة ( تسميتها ثلاثة متحدثين باسمها وقالت في بيان لها انها تفاجأت ببيان نسب اليها احتوى على تسمية ناطقين باسمها وأوضحت ان هيكلها البنيوي ليس فيه اشخاص كناطقين رسميين، ولا أميناً عاماً، بل هي جسم أفقي مستقل بلا تراتيبية رأسية في هيكلها التنظيمي، وأردفت أن هؤلاء المتسلقين ليسو سوى متسولين يلعبون ويسرقون باسم لجان المقاومة السودانية وذكرت ان كان هناك تسمية لقنوات اعلامية وإعادة هيكلة للجسم أمين عام ومتحدث رسمي فمن باب أولى ان يتم من داخل البلاد وليس من خارجها وأدانت الخطوة(.
وهذا يصب في حديثنا بالأمس عن القناصين السياسيين واهمية الإنتباه لهم، فبعد ان نجحوا في تفكيك الحاضنة السياسية وإذابة الدستور وحل لجنة التفكيك وإجبار رئيس الوزراء على تقديم استقالته الآن أصبح هدفهم لجان المقاومة وهو الهدف الذي لن يكون سهل المنال، فالمقاومة وبواسلها الأحرار ستكون )شوكة حوت (، شعلة الثورة وماكيناتها ووقودها.
فهذا هو المخطط القذر لمسح آثار الثورة وطمس ملامحها ، يجري بخطى منظمة وممنهجة عبر آلية تعمل بدقة شديدة، لكن يجب ان لا يغريهم ماحققوه فالحرب ضد المقاومة خاسرة، وان الثورة التي أعيت السلطات وأرهقتها حد الاستعانة بالحاويات، قادرة على ان تتخطى كل المخططات التي تسعى وتعمل لخلق )بلبلة( وإيجاد حالة إرباك وسط لجان المقاومة والذي لن يحدث، لأن صمود المقاومة هو الذي جعلها تحافظ على جذوة الثورة وجعلها حية متقدة بعد كل هذه السنوات.
عليه إلا لجان المقاومة لأنها أكبر من هذا التسلق البغيض والسرقة في وضح النهار لإسمها وجهدها وتاريخها وحاضرها المشرف الذي يفتح أفق القراءة لمستقبل مشرق تتحقق عبره رغبة هذا الشعب الأبي العظيم قاهر الصعاب.
فالمقاومة لها مهمة أكبر من هذه المسرحيات وعروضها الباهتة التي تريد ان تشغلها عن هدفها الأساسي، وهو اسقاط المجلس العسكري واللجنة الأمنية وإزاحة رأس الأزمة وعقبة التغيير الفريق عبد الفتاح البرهان الذي ترك شعبه يموت في الشوارع وهو مازال يتشبث بمنصبه يبحث عن وجود حل لإخراج البلاد من أزمتها وهم يعلم انه المشكلة !!
طيف أخير:
كل الذي يوجعنا يصنعنا
الجريدة