الجمعة 21 يناير 2022 - 10:33

يبدو أن الانقلابات أصبحت )موضة( في سودان اليوم ، فبالأمس تم تدشين انقلاب صديق ودعة النائب ببرلمان البشير حتى سقوطه في قاعة الصداقة تحت مسمى مبادرة الادارات الأهلية والطرق الصوفية لدعم الوفاق الوطني.
الادارة الأهلية في السودان هي وظيفة ولائية )جغرافية( ولا علاقة لها بالشأن الإتحادي ، ولكن من الواضح أن صديق ودعة إنقلب على الأوضاع ونصب نفسه سلطاناً بمباركة النظام البائد ، وبعد أن فشل انقلابه على ناظر )الميما( حامد الذي ظل زعيماً على )الميما( منذ العام 1960 ، وبحيلة لا تنطلي على صبي يافع أشاع ودعة بأنه سلطان لـ)الميما( في كل العالم بينما الناظر حامد زعيم عليهم في ولاية شمال دارفور فقط ، واستمر في غيه خاصة بعد أن احتاج له المكون العسكري واستعان به أكثر من مرة أولها لو تذكرون كانت في أرض المعارض ببري ليُطرد النظار والعمد بالقوة الجبرية بعد فشل المحاولة في دعم المكون العسكري بسبب المجازر التي جرت في اعتصام الثوار امام القيادة العامة، وبدلاً من أن يرعوي البرهان وحميدتي بأن الرجل ليس الشخصية المناسبة لصناعة التأييد المصنوع والكسب السياسي الرخيص لكنهما يفضلانه دون غيره لتحقيق اهدافهم من خلال مشروعات الاستهبال السياسي ليوردهم مورد الفشل.
وكما ظهر ودعة كـ)السلعلع( في عالم رجال الأعمال هاهو يقود انقلاباً في الإدارة الأهلية منصباً نفسه سلطاناً لها بعد أن حظي بمباركة البرهان وموافقة حميدتي ربما على مضض ، وبعد أن غاب ودعة عن البلاد أشهر معدودات هاهو يعود ويترأس لجنة مبادرة الادارة الأهلية والطرق الصوفية للوفاق الوطني ، وبالأمس تم تدشين المبادرة في لقاء حاشد بدار الصداقة بمشاركة العمد وغياب زعامات الادارة الأهلية فالخلافات طفت في السطح قبل قيام المؤتمر حيث استنكرت الهيئة الاهلية لجبال النوبة استبعادها فيما قاطع الجموعية والبطاحين والقريات المؤتمر وأبدوا ملاحظات سالبة عليه.
أين مادبو والسلطان سعد الدين وأبوسن وعساكر وترك ودقلل وعبدالله الزبير وغيرهم من الزعامات التأريخية للإدارة الأهلية ، وحتى من حضروا عُمد )بوكو( بعضهم استغفلوا ولم يبلغوا بالاجندة والأهداف وآخرين شاركوا وهم على معرفة ودراية بالإنقلاب.
والغريب أن الفشل ظل يلازم ودعة ومع ذلك في كل مرة تبدد أموال الشعب في مشروعاته الوهمية كالوفاق الوطني الذي يرفعه شعاراً للمؤتمر لحشد التأييد للعسكر ، وقبل أن نسأل عن ما يدور في بنك تنمية الصادرات ؟ علينا أن ندعو ودعة إن كان قلبه على هذه البلد أن ينأى بنفسه عن الصراعات السياسية ويتفرغ لشركته صادق لتكمل طريق الفاشر – كتم الذي ظل ينتظره الأهالي ردحاً من الزمان وما زال محلك سر ، وهاهي سنوات الانقاذ العجاف تمضي ولم يكتمل الطرق ، ولا نعرف إن كان المكون العسكري يغض الطرف عنه أم لا؟ خاصة وأن ودعة يناصره سياسياً.
وأخيراً يبقى السؤال هل شملت الدعوة الشرتاي حامد ناظر ودعة وناظر )الميما( ، وهل ستمضي الزعامات التأريخية للادارات الأهلية على هذا المشروع تحت زعامة الإنقلابي ودعة ، ومن الذي صرف 100 مليار ونيف وسمح لهؤلاء بممارسة حق التعبير في قاعة الصداقة بينما يتم اطلاق عبوات قنابل الغاز في مدارس ابتدائية وثانوية جنوب الخرطوم؟.
الجريدة