الثلاثاء 1 فبراير 2022 - 20:06
القيادية بالحرية والتغيير عبلة كرار  ما يقوم به الحزب الشيوعي يطيل أمد الانقلاب ويضع العراقيل أمام وحدة قوى الثورة


حوار: رندا عبد الله
بشكل مفاجئ ظهرت الى العلن حرب بيانات وحرب كلامية وهجوم متبادل بين قوى الحرية والتغيير من جهة والحزب الشيوعى احد مكونات التحالف في كتلة قوى الاجماع الوطني قبل انسحابه منها من جهة اخرى، على خلفية الاتصالات التى اجراها التحالف لتشكيل جبهة لمواجهة الانقلاب.
وفيما يتهم الشيوعي قوى الحرية والتغيير بخيانة الثورة وطعنها من الخلف، رد التحالف بأن الحزب العجوز هاجم الحرية والتغيير في محاولة للنيل منها جراء طموحه فى ورثة القدر الاكبر من السلطة عبر محاولة ازاحة التحالف.
(الإنتباهة) جلست فى هذا الحوار مع القيادية بقوى الحرية والتغيير عبلة كرار، وطرحت عليها العديد من الاسئلة حول تفاصيل واصل الخلاف.. فإلى مضابط الحوار:
* ما هو وجه الخلاف بينكم وبين الحزب الشيوعى?
ــ عقب انقلاب (٢٥) أكتوبر طرحت الحرية والتغيير تصوراً لقيام اكبر جبهة مدنية عريضة لهزيمة الانقلاب، وطالبنا بمقابلة الحزب الشيوعي ولكنه رفض، وقام بشن هجمة اعلامية شرسة ضد الحرية والتغيير، وهو أمر نعتبره مضعضعاً لقوى الثورة، فتكسير جسم كالحرية والتغيير يعد تكسيراً لقوى فاعلة مواجهة للانقلاب، ولاحقاً قبل الحزب الشيوعي بمقابلة مكونات الحرية والتغيير كل على حدة، وقراءتنا لهذا الموقف تعضد هدف الشيوعيين في تبعيض تحالف الحرية والتغيير، وما يقوم به الحزب الشيوعي من ممانعة لتكوين مركز قوى مدني متوافق يطيل أمد الانقلاب ويضع العراقيل أمام وحدة قوى الثورة.
* ما هو غرض الشيوعي من ذلك?
ــ الحرية والتغيير هو التحالف الأكبر والأكثر تنظيماً الآن في الساحة السياسية, واية قوة سياسية لديها طموح في الوجود في المعادلة السياسية أمامها طريقان، اما التحالف مع الحرية والتغيير او مهاجمتها والنيل منها عبر التخوين والحملات الاعلامية، وللأسف سلك الحزب الشيوعي الطريق الثاني جراء طموحه في ورثة القدر الأكبر من السلطة عبر محاولته إزاحة الحرية والتغيير
* لكن الحزب الشيوعى يرى انكم غير مؤتمنين على الثورة?
ــ خطاب التخوين والنقاء الثوري هو خطاب هتافي لا يجوز للأحزاب السياسية الناضجة. وان ترديد مشاركة الحرية والتغيير ومن ضمن أحزابها الحزب الشيوعي في الفترة الماضية معروف للكافة، والظروف والأسباب اوجبتها، وان كانت تلك المشاركة رجساً يجب التطهر منه، فقد تطهر منه الحزب الشيوعي في أواخر عام ٢٠٢٠م، وقد تطهرت منه الحرية والتغيير بعد قيام الانقلاب.
* وماذا عن رفض لجان المقاومة التعامل معكم?
ــ طبعاً هذا تعميم غير دقيق، فلجان المقاومة أجسام غير مركزية في الهياكل واتخاذ القرار، وبالتالي كل تنسيقية لديها الاستقلالية في قراراتها ووجهتها السياسية، ولدينا تنسيق مع الكثير من تنسيقيات المقاومة في بعض المدن وصل حد التشبيك، مثلاً في الغرفة المشتركة في كسلا هذا الجسم يضم الحرية والتغيير والمقاومة وقوى سياسية ومدنية اخرى، أما اللجان التي لم تستجب للتنسيق مع الحرية والتغيير فهي متأثرة بالخطاب البغضوي وحملات الشيطنة المركزة تجاه الحرية والتغيير.
* هل هذا يعنى ان لديكم نفوذاً وسط لجان المقاومة?
ــ الحرية والتغيير ليس لديها نفوذ ولا تسعى الى ان يكون لديها نفوذ وسط لجان المقاومة، ونلتقي في مشتركات مع لجان المقاومة اهمها مناهضة الانقلاب واسقاطه والاشتراطات الأساسية لقيام الدولة المدنية والوصول للانتخابات الحرة والنزيهة، وهذه الأهداف الكبرى نريد أن نعمل على تحقيقها مع كل القوى المدنية كتفاً بكتف وساعداً بساعد، محترمين استقلالية تلك الأجسام وخصوصيتها.
* الحزب الشيوعى يسيطر الآن على لجان المقاومة?
ــ الحزب الشيوعي لا يسيطر وانما يؤثر في بعض لجان المقاومة، كما أن خطابه التعبوي يؤثر في الشارع العادي. لذلك في وجهة نظري هذا الخطاب التخويني التجريمي ارضى قواعد جماهيرية في تحميل فشل فترة الانتقال للحرية والتغيير، في حين ان السبب الرئيس والاساس هو طمع العسكر في السلطة. وأيضاً الحزب الشيوعي يعمل عبر كوادره داخل اللجان لتمرير اجنداته الخاصة، ولكن الآن لجان المقاومة أصبح لديها وعي سياسي كبير وحجمت دور الحزب الشيوعى داخلها بشكل كبير.
* انتم متهمون بانكم ميالون للتسوية والحزب الشيوعى يسعى لاسقاط النظام.. ما ردكم?
ــ يمكن للجميع أن يطلق الاتهامات، ولكن يجب أن تستند هذه الاتهامات الى اسانيد تدعمها، وموقف الحرية والتغيير كان واضحاً منذ اليوم الأول للانقلاب، والحرية والتغيير ملتزمة بلاءات الشارع الثلاث وترجمتها لبرنامج سياسي وتعمل على تحقيقها. وما يقوم به الشيوعي يطيل عمر النظام بممانعته الغريبة توحيد قوى الثورة.
* ربما أن الاسانيد هى فشل الحرية والتغيير طوال عامين فى تحقيق اهداف الثورة كما يرى البعض?
ــ عندما تم التوقيع على الوثيقة الدستورية كان هناك احتفالان رسمي وشعبي.. إذن الاتفاق كان بمباركة شعبية. وعلاقة العسكر والمدنيين كان يحكمها النفور والنشوز، وذلك بسبب تعنت العسكر وتعطشهم للاستيلاء على السلطة عبر تدجين القوى المدنية، وبسبب صلابة المكون المدني وعصيانه لأية محاولة تدجين.