الثلاثاء 10 أغسطس 2021 - 19:44
قولوا حسنا - محجوب عروةعمل وإنتاج أم عطالة؟



لست أدرى لماذا تكثر الاجازات في بلاد مثلنا تحتاج الى كل دقيقة للإنتاج والعمل مثل هذا اليوم ندعى فيه أننا نعطل العمل من أجل يوم الهجرة وهو يوم أنجز فيه الرسوم الخاتم عليه أفضل الصلاة والسلام وصاحبه الصديق أكبر وأعظم عمل هو الهجرة الى يثرب هربا من اضطهاد المشركين فبدأ به تأسيس الدعوة ونشرها في أرجاء العالم..
الغريب أن البلد الذى انطلقت منه دعوة الإسلام وحدثت فيه الهجرة وأقصد بذلك أرض الحرمين الشريفين لا تجعل من هذا اليوم العظيم إجازة للتبطل.. فهل نحن قد أنجزنا وتقدمنا وانتجنا حتى نحتاج لمثل هذه الاجازة؟
دعونا نحسب عدد الأيام التي نتوقف فيها عن العمل في العام.. نحن نأخذ يومين إجازة كل أسبوع وبحساب بسيط يعنى ذلك ثمانية أيام تقريبا في الشهر وتبلغ في العام 96 في العام وأكثر.. ثم نأخذ اجازتي عيدي الفطر والأضحى هذا غير أعياد الاستقلال ورأس السنة وأعياد الاخوة المسيحيين.. هذه تعادل ما يقرب من ثلث العام.. أي أننا في السودان نعطل الانتاج بهذه النسبة العالية من الاجازات.. فهل بعد هذا نتحدث ونشتكى من غلاء الأسعار والتخلف؟
أما اذا تحدثنا عن عدد الساعات التي نعمل فيها حقيقة في المكاتب وما يحدث فيها من تسيب الموظفين لاسباب عديدة منها ضعف الكهرباء و)طشاش الشبكة( كما يدعى العاملون لست أدرى هل هذا صحيح أم بسبب الفساد.. ثم هناك التسيب بسبب )الفطور( الذى يستهلك الساعات في حين ينتظرهم المواطن المسكين طالب الخدمة ولا يجرؤ على الحديث خوفا من عقاب الموظف!! ولا أنسى ذلك التسيب بحجة الأمطار وعدم توفر المواصلات!!
ذكرتنى قصة الامطار هذه طرفة قديمة رواها لى أحد الأصدقاء قال انهم عندما كانوا في العاصمة البريطانية لندن وحضروا للدراسات العليا افتقدوا أحد زملائهم لعدة أيام لم يحضر للدراسة فجن جنوننا وظننا أنه ربما لقى ربه وتوفى في حجرته بالداخلية فذهبنا اليه لنعرف سبب عدم حضوره.. عندما وجدناه حيا يرزق وفى كامل صحه سألناه لماذا لا تحضر للجامعة فكانت دهشتنا ومصدر ضحكنا وتندرنا عندما قال لنا ان الأمطار لم تتوقف لعدة أيام فكيف يمكننى أن أخرج؟ فقلنا له ياهذا أنت لست في السودان أنت في بلد لا تمنع فيه الأمطار العمل حيث لا شوارع غارقة بالمياه والوحل ودونك الشمسية فهل رأيت أحدا في بريطانيا لا يخرج للعمل او الدراسة بسبب الأمطار؟؟ا!!
طرفة أخرى رواها لى احد الطلاب السابقين في جامعة الخرطوم قال انهم أطلقوا اسم )كل نام سينق( أي )eat sleep sing( على أحد زملائهم من الطلاب كان يحب التجربة الصينية وكان كسولا جدا كل ما يفعله سائر اليوم هو أن يأكل ويغنى ثم يكثر النوم!!
هل يا ترى نحن مثل ذلك الطالب؟؟ نحب الأكل زهيد الثمن ونحب الغناء والنوم والراحة أكثر من العمل؟؟ لست أدرى ان كان ذلك بسبب ثقافة وأمثلة سالبة تقول )نوم الضحى يطول العمر( ودعوة للتبطل )تجرى جرى الوحوش غير رزقك ما تحوش( في حين قال تعالى عن ذي القرنين: )وآتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا(!!..
لكننا في السودان أعطانا وأغنانا خالقنا ورازقنا أسباب الازدهار الاقتصادى موارد وثروات هائلة وموقعا جغرافيا مميزا ولكن نعتمد على القروض والدعم نسميها )ثمرات( وهى في الحقيقة مجرد تسول!! حسبي الله.