الثلاثاء 1 مارس 2022 - 11:06
طه مدثر يكيب: البرهان.. التسوي بايدك يغلب أجاويدك


)1( قال الامام الشافعي عن السفر، تغرب عن الاوطان في طلب العلى وسافر في الاسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة وعلم واداب وصحبة ماجد، ويبدو لي أن السلطة الإنقلابية السودانية، بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أرادت من حيث لا تحتسب أن تضيف فائدة سادسة للسفر.
)2( وبعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، شاهدنا العزلة الشبه دولية التي تعرضت لها السلطة الإنقلابية، وانها صارت منبوذة من قبل كثير من المنظمات الدولية والمالية، بل أن الاتحاد الافريقي قام بتجميد عضوية السودان، داخل الاتحاد، ووصف ماقام به البرهان، بالانقلاب، ودعاه للتراجع عن هذه الخطوة، واستعادة المسار الديمقراطي، ولكن الاتحاد الافريقي يعلم انه لا حياة لمن ينادي، وان الانقلابيين حزموا أمرهم، واستغشوا ثيابهم، ووضعوا أصابعهم في آذانهم، وظنوا انها مجرد أيام وسيراجع الاتحاد الافريقي وباقي الدول والمنظمات الدولية، مواقفها الرافضة للانقلاب ، وسيعترفون به )غصباً عنهم( وقدوته ومثاله في ذلك التجربة السيساوية، وانقلاب عبدالفتاح السيسي، على حكومة دكتور محمد مرسي، المنتخبة من قبل الشعب المصري.
)3( ولكن خابت توقعات الانقلابيين، وزادت العزلة الدولية والإقليمية على الانقلابيين، ووجدوا أن أفضل طريقة، هي ارسال الوفود، سواء كان من الانقلابيين ذاتهم، او من المؤلفة قلوبهم من المؤيدين للانقلاب، امثال جبريل ابراهيم، ومالك عقار، وغيرهم.
)4( وتفرقت الوفود، فبدأ الفريق ابراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانقلابي، زياراته الى السنغال، وقابل رئيسها، باعتباره أيضاً رئيسا للاتحاد الافريقي، وسلمه رسالة خطية من الفريق البرهان)طبعا فيها كسير تلج وانبراشة(، ويرجو من السنغالي، النظر بعطف واشفاق الى حالهم، والعزلة التي يعيشون فيها، ويطلب مد يد المساعدة )حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة( من أجل اخراجهم من هذه العزلة، ثم واصل ابن بطوطة، عفوا ثم واصل المهندس جابر سفرياته الماكوكية، فوصل إلى النيجر، ثم موريتانيا واختتمها بالمملكة المغربية، وربما كانت هذه الخاتمة نسبة للعلاقات المتينة بين المغرب وإسرائيل، وأيضاً العلاقات المتينة بين السلطة الإنقلابية وإسرائيل، عل وعسى يجد عن المغرب المخرج والحل.
)5( وتعددت السفريات، لكبار الانقلابيين ومن شايعهم، كل هذا السفر، وراءه فائدة جديدة، وهي البحث عن )عزوة( يعزون بها أنفسهم، الذليلة ، والبحث عن )سند( يسندون عليه ظهورهم المثقلة بجرائم فض التظاهرات والاحتجاجات، والبحث عن )خرم ابرة( يختبئون خلفه من سوء المنقلب، ويبحثون عن)قشه( يتعلقون بها من الغرق، ولكن ضاعت جهودهم هباءً منثورا، فمازالت العزلة متوفرة وبكثرة.
)6( ألم يسمع قادة الانقلاب، بالمثل الشعبي، )التسوي بايدك يغلب اجاوديك(، فمن لم يجد العزوة والعزة داخل وطنه، فيجب أن لا يتعب نفسه ويبدد موارد البلاد، ويسعى للبحث عنها في الخارج، ومن لم ينصره شعبه، فلا ناصر له.