الخميس 3 مارس 2022 - 20:07
هاجر سليمان تكتب: ثم ماذا بعد هذا؟!


هناك اتجاه لرفع أسعار الخبز، وهذه رسالة مغلفة بأن الخبز سترتفع اسعاره، ولكن قبلها ستبدأ أزمة دقيق، وتظهر اسعار للرغيف ترغم المواطن على شرائها، وحفظنا الاسطوانة المشروخة لعواجيز السلطة والسياسة ومصاصى دماء الشعب الذين لا يكل الواحد منهم ولا يمل، وفى كل صباح يأتى بحيلة جديدة لامتصاص آخر قطرة دم من شريان الشعب الصامد، فإلى متى ذلك الوضع الاليم؟
وابشركم بشارة سوء، فالوضع خطير ولن تكون الزيادة فى جانب الخبز فحسب، بل ستطول الوقود ايضاً، لأن ما لا تعرفونه ان روسيا زعيمة الحرب وجارتها تركيا كانتا تقدمان الدعم للسودان، وتقدمان القمح والوقود باقل عوائد طمعاً فى الموانئ الشرقية ومواقع استراتيجية لطالما حلمت روسيا وجارتها باقامة قواعد عسكرية لها بتلك الموانئ تنطلق منها للقارة، وتصبح حلقة وصل لها مع العالم لارهاب اعدائها وتشكيل كتلة لها اعتماداً على القارة السمراء .
والآن بعد الحرب انتهى كل شيء وانتفت جميع الاحلام عدا حلم القواعد العسكرية، فمع بدء الحرب بدأت موجة استنزاف الموارد وسيضيع السودان، وسبق ان قلنا ان الحرب الروسية الاوكرانية ستلقي بظلالها على السودان وغيره من الدول التى تعتمد فى معيشتها على زعماء الحروب .
ومن غير الواقعى ان تظل الاوضاع على ما هى عليه، والا فالطوفان، وسيتعثر كل شيء ابتداءً بالتفاوض والتحاور مع الرافضين لحكم العسكر من شباب الثورة، وحتى الموالين للعسكر ستتغير مواقفهم، وسيضرب السودان مزيد من الآفات والفقر والجوع، مع تزايد ارتفاع اسعار كل السلع والخدمات الضرورية والاساسية، وستدخل البلاد في نفق التدهور الاقتصادي الاسوأ من نوعه بلا ضوء فى آخره ولا حتى بصيص أمل .
وكذب من قال ان مشكلة السودان ليست اقتصادية، فأساس المشكلة هى الاقتصاد، ولعل الانظمة السياسية القائمة بالسودان منذ الازل كانت سبباً رئيساً فى تدهور الاوضاع الاقتصادية، واخشى ان يكون حظ السودان مثل حظ اوكرانيا التى هاجمتها روسيا عن قصد وترصد، وفى الظاهر تبحث عن بعض الاسباب والحجج الواهية لتبرر موقفها من الحرب .
ان السودان يواجه اطماع دول غربية وآسيوية، بل وحتى عربية وافريقية، لما يُحظى به من موارد واتساع رقعة اراضيه وقلة سكانه، وانتشار المساحات الزراعية غير المستغلة، بالاضافة الى الكنوز المخفاة داخل اراضيه، الامر الذى جعل كل الدول تسعى لنهش اجزائه واقتطاعها، فضلاً عن فساد مسؤوليه منذ عصور مضت، وعمالة العديد منهم وارتزاقهم وانخراطهم فى التجسس على بلادهم ومساعدة الغرب على انفاذ مطامعه في البلاد .
فالسودان محاصر بمعنى ما تحمل الكلمة من معانٍ سيئة للحصار، فلا دولة جارة ترق لحاله ولا دول غربية تحاول تهدئته، فالبعثات النازية تسرح فى اراضيه، والبعثات الدبلوماسية والمخابراتية تستمتع بجمع المعلومات حوله وارسالها، والبركة فى العملاء من ابناء السودان، والله ما قصرتوا فى بلدكم تب، لكن يبقى السؤال هل سيمنحكم المستعمر الثقة بعد أن غدرتم ببلادكم .
كسرة :
ملف المنظمات من المفترض ان يتم فتحه، وآن الأوان لطرد المتردية والنطيحة والصعاليك والجواسيس، والبيغالطنا ويقول ليها دور، ورورنا دورها بالله.. ياخ حتى بعض المنظمات فى دارفور ما قدمت اى شيء، واكثر من )150( منظمة زادت الطين بلةً، وارهقت اهل دارفور ودمرتهم ودمرت امنهم واستقرارهم بسبب فعلها الناعم. والداير يعرف الشغل الناعم بيتم كيف بنوريهو.