الأربعاء 16 مارس 2022 - 18:41
اسحق احمد فضل الله يكتب: لا شيء يحدث مصادفة..


وأمس في يوم واحد وربما في الساعات ذاتها ما يتدفق على المواقع هو
* التحسر على البشير
* تخريج آلاف الحفظة في المزروب
*زيارة البرهان لأمريكا/ وكأنها إجابة على زيارة نائبه لروسيا
* والحديث عن قوش… وعودة… وإصلاح عاجل للبيت..
والأحداث هذه حين تتدفق من جهات بالسودان في وقت واحد يصبح تدفقها شيئاً يتخطى المصادفة إلى الحدث
……
في اليوم ذاته كان حديث يقول
اليمن… ضربت علي عبدالله صالح وندموا
الليبيون ضربوا القذافي وندموا
العراقيون ضربوا صدام وندموا
والسودانيون ضربوا البشير وندموا..
أحاديث تصبح غريبة حين تتدفق في وقت واحد
لكن الأحاديث هذه يتخطاها حديث اللبات
)اللبات الذي كان هو مبعوث الاتحاد الأفريقي أول أيام قحت
وحديث اللبات الذي يتجدد الآن مع بداية مرحلة جديدة يصبح له معنى ضخم حين يعرف الناس حقيقة اللبات
الحقيقة التي هي نموذج لما يمكن أن يصنعه التشويه وحرب الإعلام
….
واللبات هو…
لما كانت عصابات النقرز تروع بعض أنحاء العاصمة… في اليوم التالي مباشرة لقيام قحت كان اثنان من الأطباء الشباب ينظران إلى ما يجري ويعرفان ما سوف يقع
…. ويقرران العمل
في الأسبوع ذاته كان مكتب الاتحاد الأفريقي/ أيام ابن عوف وقوش/ يرسل اللبات وسيطاً في السودان… بين المجلس العسكري وقحت
وكان الأمر يبلغ تعديل الوثيقة الدستورية…. في ما بعد… التعديل الذي يصنع لصناعة حمدوك…
بعدها بقليل كان اللبات يقول لجلسائه في كورنثيا إنه
:- لم أوافق على التوقيع لأنني أعلم أنه لا يمكن لبلد في الأرض أن يجعل رجلاً يحمل جنسية بلد آخر أن يصبح رئيساً للوزراء فيه…….
…..
الطبيبان عندما يرون ما يحدث…./ الفوضى التي تطلق الخراب وتضرب القانون/ الطبيبان يبدأان العمل..
والتقوا بأحد زعماء أنصار السنة… وحديث عن الخراب الذي يبدأ وعن ضرورة عمل شيء
قال نعم
ولقوا…. ولقوا… ولقوا..
وأمام دار اتحاد الفنانين كان الحديث مع سيف الجامعة وعبد القادر سالم
وقالوا نعم..
وقالوا لأحفاد سرور وآخرين من الإدارة الأهلية
وحدثوا آخرين وآخرين
وحدثوا المندوب الأفريقي اللبات
…..
وقحت تشعر ببعض ما يجري
وربيع يغلق هاتفه وآخرون
كان المخطط هو…. صناعة إرهاب يمنع كل أحد من فتح فمه… ولو حتى بصرخة الألم
……
لكن معلومات قحت كانت تحتاج إلى تجديد
وقحت كانت تعتمد على حقيقة أن اللبات الموريتاني الجنسية والشيوعي الذي يصنع جمعيات الإلحاد في موريتانيا كان رجلاً شديد الوعي… وشديد الاعتزاز
الاعتزاز الذي جعله يتعرف على عدوه الأول…. الإسلام
اللبات كان قد غاص في إسلام مثقف قوي..
والاعتزاز هذا كان هو ما يمنعه من أن يغوص في نهر الجنون الذي كان يغرق السودان
والسفير البريطاني الشيوعي عرفان حين يجلس إلى اللبات في كورنثيا ويملي عليه ما عليه أن يفعل السفير يفاجأ بالموريتاني الضخم يطرده من الفندق..
والعقل المنصف هذا الذي لا ينحاز إلى أحد كان يحدث قحت في مقهى فندق كورنثيا لينصحهم بعدم معارضة الانتخابات… وبعدم الدخول في الفترة الانتقالية..
قال:- الفترة الانتقالية تحرق من يدخلها…
و)بعد عام ونصف وبعد أن ينفض الناس من حول قحت كان اللبات يذكرهم بقوله هذا(
ومع هذا كان اللبات يرخي اللجام لمن يحب أن يرقص… ويجعل وفداً ضخماً يضم قحت والعسكريين والفنانين والأحزاب يطير إلى موريتانيا ويرقصون ليلاً طويلاً…
واللبات ينظر وهو يعلم أن صباح السكرة هو الصداع
.. والرجل الوسيط الذي يبحث عن حل لأزمة السودان كان يعلم أشياء أخرى
أشياء مثل أن إثيوبيا هي التي تنفخ في نار السودان
وأنها بعثت الإيقاد من قبرها للعمل…. وبالتعاون مع فولكلر وآخرين للاحتفاظ بالنار …
وفي الأُنس وبكل تجرد المثقفين كان الرجل يقول لكل الجهات…. قحت وغيرها… إن من يظن أن البلاد المسلمة يمكن ضرب الإسلام فيها هو شخص يجهل الإسلام والشعوب والسياسة
) قال يوماً إن البلاد الإسلامية ما بين غرب أفريقيا وحتى شرق آسيا سوف تعود إلى إسلام قوي كامل(
أما عن السودان فقد كان يقول للسودانيين إنه عليهم الاستعداد لما بعد قحت…. وفي وقت قريب
…..
ما قاله اللبات قبل عام ونصف هو ما يصل إليه الناس الآن بعد المفاوضات الأخيرة
والسطور أعلاه كلها هي مفتاح المعادلة التي تجعل ما يحدث الآن مفهوماً
وبعض ما تجعله مفهوماً هو أن
السودان لم يمت وأن شابين اثنين فقط يستطيعان القيام بالمعجزات
وأن السودان مكشوف إلى درجة أن كل مثقف حقيقي فيه يستطيع رؤية ما يحدث غداً
والمفتاح أعلاه يشرح معنى عودة قوش… إلى منزله الذي يجري تجديده الآن
ويشرح ما يعنيه الحديث عن…. البحث عن شاهد قبر لقحت…