الإثنين 21 مارس 2022 - 20:21
هاجر سليمان تكتب: الشغلة جاطت يا وزير الداخلية

أن تفلح الشرطة في قمع المتظاهرين وتفشل في احتواء التفلتات الأمنية فهذا امر لا يحدث في كل الشعوب عدا السودان دولة المفارقات العجيبة .
ففي السودان تنشط الشرطة والأجهزة النظامية في قمع المتظاهرين والبطش بهم في حين تتقاعس الشرطة ورفيقاتها من القوات النظامية في فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وتوقيف المتفلتين، حتى تدخلها في ضبط التفلت لايخرج عن دائرة (تمومة الجرتق)، والسبب هو ان تدخلها يأتي بعد ان يقع الفأس على الرأس .
تابعنا جميعا الاعتدءات والحرب الاهلية التي نشبت بين السودانيين والأجانب من دولة جنوب السودان في الكدرو، لقد ظللنا نحذر طيلة فترات سابقة من اندلاع مثل هذه الهجمات التي تعيد ذاكرتنا الى أيام مقتل القائد الجنوبي د.جون قرنق وقتها هاجم الجنوبيون اهل الشمال وفعلوا ما فعلوا وفي اليوم التالي كر ابناء الشمال هجمة استهدفت الجنوبيين وكانت مجازر وأحداثا استمر أثرها لايام قبل الاحتواء التام واليوم التاريخ يعيد نفسه في ظل غياب تام للدولة على أعلى مستوياتها، وفي ظل تقاعس الأجهزة الامنية مجتمعة امن وشرطة وجيش، تفقد الدولة هيبتها وسيادتها وتبقى القاعدة السائدة هي البقاء للأقوى وسيادة قانون الغاب .
طالبنا كثيرا بان تكف الشرطة عن ارتداء زي المدافع عن السلطة السياسية وان لا تتدخل في قمع التظاهرات إلا من باب حماية الممتلكات والأرواح، لان تدخلها المستمر أنهك القوة وسبب فجوة امنية كبرى في الجانب الرئيسي لدورها الأساسي المتعلق بالقيام بأعمال التأمين وتلقي البلاغات والشكاوى واحتواء النزاعات .
الآن هنالك غياب تام لدور الشرطة والبعض يرى انها نائمة في العسل ولكننا نعلم انها غارقة في مستنقع احتواء التظاهرات وقمع الثوار باعتباره عملا سياسيا ما كان ينبغي للشرطة ان تقوم به وتترك مهمتها الرئيسية، والآن هذه الفجوة تزداد يوما بعد يوم، وهاهي بوادر الحروبات الأهلية والمشاكل القبلية والتفلتات الأمنية وقريبا ستستولى عصابات النيقروز على العاصمة، وليتها عصابات سودانية ولكنها للأسف عصابات جنوبية عادت بعد الانفصال وتخطط لجعل الخرطوم نسخة اخرى من جوبا حرق وقتل وتشريد واستهداف والشرطة تنظر بعين المتفرج يدها في قمع الثوار وعينها على عصابات الجنوب وتغض الطرف، وهذا تصريح ضمني لاي مواطن بان يحمي نفسه بنفسه ويحمل السلاح ضد المعتدين .
على السيد وزير الداخلية المكلف المدير العام للشرطة ان يذهب بنفسه لأماكن النزاع في بحري وان لا يعتمد على ما يرد اليه من تقارير مبسطة تشير الى احتواء الموقف فيا أيها الوزير الموقف متأزم ويكاد ينفجر في اي لحظة ونحن نحيطك علما الآن بما يدور ولا عذر لمن أنذر .
على وزير الداخلية ان يصدر قرارات بترحيل جميع بيوت اللاجئين والخمارات و(الكنابي) وبيوتات (العشاق) ومعاقل عصابات النيقروز الى معسكرات اللاجئين خارج المدينة والأمر بإزالة جميع المساكن العشوائية داخل المخططات السكنية والتي باتت تهدد الأمن والسلم المجتمعي .
اتحداك يا وزير الداخلية تمشي راجلاً في شارع الكدرو جنب السكة حديد واتحداك تمسك تلفونك ونافذة سيارتك مفتوحة لأنك حتما ستتعرض للنهب تحت التهديد ولو مغالطنا امشي قابل المواطنين واسألهم واحد واحد .
يا وزير الداخلية سنحدثك عن تقاعس قواتك في إكمال التحقيق وتوقيف المتهم في قضية المنظمة المشبوهة وسنحدثك سيدي وزير الداخلية عن التجاهل وعدم الاهتمام وأسباب كل ذلك …