الأربعاء 23 مارس 2022 - 22:08
بوتين يقرر بيع الغاز لأوروبا بالروبل الروسي فقط وسط ارتفاع أسعار النفط


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى "دول غير صديقة"، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات مشددة عليها جراء حربها في أوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون: "قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي".
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن وكالة "انترفاكس" الروسية تصريح بوتين بأنه تم إصدار الأوامر للبنك المركزي والحكومة بوضع خطة للتعامل مع أوروبا بالروبل خلال أسبوع. وأضاف بوتين أن روسيا سوف تستمر في توريد الغاز، ولكنها سوف تغير عملة الدفع فقط.
وأدت العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها دول غربية على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى شلّ جزء من النظام المصرفي الروسي، وتسببت بانهيار حاد في قيمة الروبل إزاء العملات الأجنبية. وانخفضت قيمة العملة المحلية إلى 177 روبل للدولار الواحد في السابع من مارس (مقابل 75 للدولار في مطلع فبراير).
وتشير التقديرات إلى تجميد ما يصل إلى 300 مليار دولار من الاحتياطات الروسية بالعملات الصعبة في الخارج.
وارتفعت أسعار النفط في تعاملات مضطربة اليوم الأربعاء بسبب تعطل صادرات خامات روسيا وقازاخستانعبر خط أنابيب بحر قزوين. وارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت 3.13 دولار أي 2.7 بالمئة ليسجل 118.61 دولار للبرميل بحلول الساعة 11 بتوقيت غرينتش. وكان السعر قد انخفض في وقت سابق إلى 114.45 دولار للبرميل.
وزاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.69 دولار أي 2.5 بالمئة إلى 111.96 دولار للبرميل وكان قد انخفض في وقت سابق إلى 108.38 دولار للبرميل.
وظلت الأسواق قلقة من احتمال فرض عقوبات إضافية على روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، بعد حربها على أوكرانيا الذي تصفه بأنه "عملية خاصة".
وحذرت روسيا أمس الثلاثاء من تراجع صادرات النفط عبر كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين بما يصل إلى مليون برميل يوميا أي واحد بالمئة من إنتاج النفط العالمي بسبب أضرار لحقت به من عاصفة. وتوقفت الصادرات بالكامل عبر خط الأنابيب اليوم الأربعاء وقالت وكالة سفن إن الإصلاحات ستستغرق شهرا ونصف الشهر على أقل تقدير.
وقال الرئيس المشارك لتداولات النفط في مؤسسة ترافيغورا العالمية لتجارة السلع إن السوق قد تشهد صعود الخام إلى 150 دولارا للبرميل في صيف هذا العام وإن الخسارة الإجمالية في النفط الروسي ستصبح أكثر وضوحا في أبريل.
وأبلغ بن لوكوك قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأولية "أظن أنكم سترون 150 دولارا للبرميل هذا الصيف. "وقال "ستعرفون في نهاية أبريل إن ما هي الخسارة الإجمالية في النفط الروسي"، مضيفا أنه بسبب طلب ضعيف اضطر الروس لإلغاء شحنات من الخام وتخزين بعض الشحنات التي لم يتمكنوا من بيعها.
وتأتي تصريحات بن لوكوك بعد يومين من تصريح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح، بحسب ما نقلت وكالة تاس للأنباء، يوم الاثنين.
وتقول مصادر تجارية إن بعض المشترين يحجمون عن شراء النفط الروسي لتفادي التعرض للعقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال نوفاك إن من المتعذر على أوروبا أن تتفادى شراء النفط والغار الروسيين في الوقت الحاضر، مضيفا أن الدعوات الغربية لوقف المشتريات هي لفتات سياسية لاجتذاب الاهتمام.
وقال نوفاك إن موسكو تدرس حظر صادرات اليورانيوم إلى الولايات المتحدة للانتقام من العقوبات.
وتعتمد الولايات المتحدة على روسيا وحليفتيها قازاخستان وأوزبكستان في حوالي نصف وارداتها من اليورانيوم، التي تستخدمها لتشغيل المفاعلات النووية الأمريكية.