الأحد 27 مارس 2022 - 14:16
الطاهر ساتي يكتب: مهيض الجناح.. )1(


:: بالمعرض الدولي )إكسبو 2020(، والذي تنظمه جوهرة الإمارات العربية المتحدة )دبي(، أجنحة كل دول العالم تعرض الاختراعات والصناعات والمشروعات وغيرها من الإنجازات، ما عدا جناح السودان الذي يعرض الأزمات والنكبات التي تنتجها نخب بلادنا – على مدار العقود والعهود – لحد الاكتفاء والتصدير..!!
:: بدعوة من )شموس ميديا( التي تديرها زميلتنا الرائدة في صحافة الاقتصاد الأستاذة سمية سيد، زرت المعرض – والجناح – مشاركاً في ندوة )دور الشراكات في الاستثمار الزراعي والحيواني(، وكانت الندوة الاقتصادية برعاية مجموعة الفاخر وإشراف وزير الزراعة المكلف وقنصلية السودان بدبي ومجلس العمل السوداني بالإمارات..!!
:: الندوة وأوراقها، تنشرها )اليوم التالي( في مساحات أُخرى تباعاً بإذن الله.. ولحين ذلك، نكتب عن جناح السودان المهيض بمعرض )إكسبو 2020(.. فالفشل متوارث، ولعلكم تذكرون، في العام 2015، جاء وفد رفيع المستوى من الإمارات خصيصاً لدعوة السودان ليُشارك في )إكسبو 2020(، وقابل وزير التجارة عثمان عمر الشريف..!!
:: وافقت حكومة عثمان الشريف على المشاركة بجناح، لتلتزم لها الإمارات بقطعة أرض تقدر مساحتها بـ)1.500 متر مربع(، لتشًيّد عليها جناح السودان.. شاهدت موقع القطعة الممنوحة للسودان، وهي في أميز مواقع المعرض، مسمى بأرض الفرص، ومجاور لأكبر المداخل، وقاب قوسين أو أدنى من صالة الوصل التي تعتبر قلب المعرض..!!
:: منذ علمها بأمر وموقع القطعة في العام 2015، وحتى سقطت في العام 2019، عجزت حكومة عثمان الشريف عن تشييد جناح السودان كما فعلت دول العالم، وذلك بسبب صراع أجهزة الدولة المسماة بالمسؤولة.. وكما تعلمون فإن الصراع دائماً حول )غنائم السفر(، وذلك تحت غطاء تبعية )إكسبو 2020(، والسلطات المسؤولة عنه..!!
:: لم يشيّدوا جناح السودان، بل تجاهلوا حتى أمر المعرض بصمت البلهاء، أي لم يتواصلوا مع المسؤولين هناك، ولم يخطروهم بالاعتذار أو بالمشاركة حتى ولو تحت ظلال )راكوبة(.. تجاهلوا المعرض كأن الأمر لا يعنيهم وكأنهم لم يوافقوا على دعوة المشاركة، وظلوا على حال التجاهل حتى )كنستهم الثورة( ورمتهم إلى مزبلة التجاهل..!!
:: وكان طبيعياً، بعد أعوام من الانتظار، وبعد أن شّيّدت دول العالم أجنحتها بطراز معماري فريد، أن تتصرف الإمارات في الموقع المخصص لجناح السودان، وذلك بتحويله لمحطة نقل داخلي.. فالمعرض بحجم مدينة، وفيه يتنقلون بالبصات وعربات صغيرة.. تم تحويل موقع جناح المتجاهلين إلى )موقف(، وغضوا الطرف عن مشاركة السودان..!!
:: ولكن بعد الثورة في أبريل 2020، تلقت دولة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، دعوة مشاركة أخرى، من حكومة الإمارات.. وافق حمدوك على المشاركة في )إكسبو 2022(، وخصص للمشاركة ميزانية قدرها )5.000.000 دولار(، ليشارك السودان – بجناح مهيض – في جزء من مباني جناح المكسيك.. و.. يتواصل السرد من داخل وخارج الجناح..!!




مهيض الجناح .. )2(
:: وصلاً لما سبق والحديث عن )إكسبو 2020(، وجناح السودان بهذا المعرض الدولي.. في أبريل 2020، تلقت دولة رئيس الوزراء حمدوك دعوة مشاركة أخرى من حكومة الإمارات.. وافق حمدوك على المشاركة في )إكسبو 2022(، وخصص لها ميزانية قدرها )5.000.000 دولار(.. وشارك السودان – بجناح مهيض – في جزء من مباني جناح المكسيك، وذلك بعد عجز حكومته عن تشييد جناحه على الأرض المخصصة له، قبل تحويلها الى )موقف عربات(..!!
:: زرنا جناح السودان، وكان الشوق يسبقنا إليه، ولكن – للأسف – وجدناه متواضعاً للغاية، ليس فقط مقارنة بأجنحة دول العالم المشاركة، الثرية منها والفقيرة، بل مقارنة بالميزانية المخصصة لهذا المسمى بالجناح، وقدرها )5.000.000 دولار(.. ولذلك كان طبيعياً أن نواجه المفوضة العامة لجناح السودان نبوية محجوب، ومحمد آدم أبو البشر مدير الجناح، بالسؤال عما حدث لميزانية الجناح، وخاصة أن هناك الكثير من الاتهامات غير ذات الأدلة والاستفهامات المشروعة..!!
:: ورغم ذلك فإن السادة محجوب وأبو البشر وطارق فرح وآخرين، لم يتحدثوا عن تفاصيل بنود الصرف )كما يجب(، بل اختصروا الأمر في أنهم لم يستلموا كل الميزانية المخصصة للجناح، وأن المستلم منها لا يتجاوز ) 2.000.000 دولار(، مع مساهمات بعض شركات القطاع الخاص.. ولكن الجدير بالانتباه – والمراجعة – هو أن الجناح ومحتواه أقل من قامة هذا المبلغ المستلم، وليس هناك ما يمنع تشكيل لجنة مراجعة، لتراجع كل بنود الصرف وآليات اختيار المنفذين لكل أعمال الجناح..!!
:: وغير مقاطع فيديو، مسماة بأفلام، ومراكيب وصناعات جلدية أخرى مبعثرة، ولوحات ورسومات غير ذات معنى أو رسالة، ليس في الجناح ما يؤكد بأن السودان )يلد الفرص اللامتناهية(، أو كما يقول شعار الجناح.. لو تركوا الأمر لطلاب السنة الأولى بإحدى كليات الاقتصاد، لنجحوا في تنظيم عرض يسر عيون السودانيين والأجانب والمستثمرين بربع هذا المبلغ )2.000.000 دولار(، بدلاً عن إهدار أموال الناس والبلد في جناح مهيض..!!
:: وكان يجب الاحتفال بهذا البؤس وليلة السودان في الخامس من يناير العام 2022، ولكن كالعهد بهم دائماً في الفشل والعجز والكسل، فشلوا وعجزوا وكسلوا عن الاحتفال، وأخطروا المسؤولين هناك – وأربكوهم – برغبتهم في تأجيل الاحتفال، وفعلوا ذلك قبل الموعد بـ)24 ساعة(، فأجلوه، ثم كان الاحتفال في الأسبوع الماضي.. والشاهد في احتفالات الدول المشاركة في المعرض، كان من يترأس الوفود هم الرؤساء والملوك والأمراء، ما عدا احتفال السودان الذي ترأس وفده جراهام عبد القادر..!!