الثلاثاء 29 مارس 2022 - 20:34
محمد عبد الماجد يكتب: وقفت !


)1(
 في الشوارع والأحياء بعض الناس بدأوا يتضجرون من تتريس الشوارع وإغلاقها امام السيارات والمركبات العامة وإيقاف مصالح الناس بسبب تلك )التروس( التي يضعها صبية صغار في السن وشباب في مقتبل العمر – يتحدث كل من يمر عليهم عن صغر سنه، وبضعهم مازال في مرحلة )الطفولة(.
 لا تغضبوا من هؤلاء الصغار الذين يفعلون ذلك من اجلكم انتم – ان كان هؤلاء الصغار قد )ترسوا( الشوارع وأغلقوها – فهناك من )الكبار( في السلطة من ترسوا )عقلوهم( واغلقوا سبل المدنية والحرية والسلام والعدالة.
 مشكلة هذه البلد ليست في )تتريس( الشوارع وإنما في )تتريس( العقول – افتحوا تلك العقول تفتح تلك الشوارع بصورة تلقائية.
 مصالح الناس يجب ان تتوقف اذ توقفت مصالح وطن.
)2(
 في الكوتشينة وفي لعبة )الوست( تحديداً عندما يتبقى )بنط( او )ايد( كما يقولون في هذه اللعبة على )السقوط( والفشل في تحقيق )التسمية( يطلقون كلمة )وقفت( لتوصيف الموقف.. وقتها يكون الذين يلعبون بهذه الاوراق في حالة شد وجذب وتوتر وغلاط ، ويكون التركيز من الطرف الذي يريد ان يحقق التسمية عالياً ومن الذين يريدون ان يسقطونها أعلى ، حيث يخيم الهدوء والصمت ويكون الذين يجلسون في الخارج اكثر ترقباً للأوضاع وهم يتهامسون فيما بينهم بكلمة )واقفة( ،وهو الوضع الذي يسبق )السقوط( مباشرة.
 عادة عندما تكون )واقفة( في الكوتشينة تسقط خاصة ان كان ذلك الامر في بداية اللعب.
 الآن يمكن ان نقول ان الاوضاع )وقفت( بشكل عام في كل انحاء البلاد وان الذي تبقى من السقوط )بنط( او )ايد( او بلغة اكثر دقة يمكن ان نقول ان سقوط هذه الحكومة اضحى مسألة )وقت(.
 حلاوة الروح تظهر في هذا الحين.
 حكومة الانقاذ عندما كان يخرج الناس ضدها في فترات متباعدة وفي مواكب لا تتجاوز الـ )200( شخص او )300( شخص على حد اقصى وكان عندما يرتقي من شهر الى اخر )شهيد( كنا نؤكد سقوطها، وكان رجال الانقاذ وقياداتها يجتمعون في الغرف المغلقة ليبكون على احوالهم ويندبون حظهم وهم في حالة من اليأس والإحباط والأسى.
 ماذا يفعل قادة هذه الحكومة هل فقدوا الاحساس بالوطن وأضحت )الكراسي( كل ما يعنيهم من هذا الوطن؟
 قولوا لهؤلاء الهائمين في )السلطة( لم يتبق الكثير – لن تخرجوا من قصركم هذا بأكثر من صورة )سيلفي(. احرصوا على ان يكون اخر )سيلفي( لكم في القصر في الاتجاه )البحري(.
 الحالة )واقفة( الآن والحكومة ما عندها )ورق(.
)3(
 حميدتي كان يتحدث عن انه سوف يصرع )الدولار( وسوف يتفرغ للتغلب عليه – الآن المسافة بين الدولار والجنيه السوداني تحسب بالسنة الضوئية.
 حميدتي كان يسخر من الصراعات والاختلافات بين المدنيين. ماذا يحدث الآن بين قيادات الحكومة الحالية وحركاتهم العسكرية؟ – لا شيء غير الخلاف والصراع.
 يتصارعون حول الذهب وحول الدولار وحول الكراسي.
 اعلام وزارة المالية نفى هذا الخبر ونفي الخبر الحكومي تأكيد له : )اندلعت خلافات حادة بين نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو”حميدتي”، ووزير المالية جبريل إبراهيم. وتسبّبت إيرادات وحصائل الذهب في نشوب الخلافات لجهة تعمّد نائب رئيس مجلس السيادة إصدار أوامر بتوجيهها لاستيراد القمح والوقود. وكشفت صحيفة الانتباهة الصادرة، الاثنين، أن جبريل رفض توجيهات حميدتي. وطالب جبريل بحسب الصحيفة، بوضع الإيرادات لدعم الميزانية. وتوقّعت الصحيفة وفق مصادرها، قيام حميدتي بإصدار قرارات جديدة حول إيرادات الذهب عبر اللجنة الاقتصادية وإلزام وزير المالية بالعمل بها(.
 جبريل ابراهيم لا يملك القوة التي تجعله يدخل في صدام مع حميدتي لذلك كان من الطبيعي ان يتم نفي خبر صحيفة الانتباهة.
 الصراعات )السياسية( في أي دولة شيء طبيعي وهي ظاهرة صحية …الامر الخطير والذي لا يقبل ان تكون هناك صراعات )عسكرية(.
 الاجسام والمكونات )العسكرية( في أي دولة متوافقة ومنضبطة وملتزمة. إلّا في السودان حيث كشف صراعهم حول )الذهب( حقيقة هذه الحركات واظهر عن نواياهم.
 هذه الثروات يجب ان تكون في هذا التوقيت الذي لا توجد فيه حكومة حقيقية تحت قبضة )القوات المسلحة( فليس هناك حركة مسلحة اهل للثقة إلّا بعد الانضمام والانصهار في القوات المسلحة، اما قوات الدعم السريع فان المخاوف منها اكبر.
 بقاء حميدتي على رأس اللجنة الاقتصادية في ظل هذا التدهور الاقتصادي المريع يبقى قمة الفشل.
 لقد غيروا كل شيء – غيروا الحكومة وأطاحوا بها واعتقلوا بعض الوزراء وبعض اعضاء مجلس السيادة وجمدوا اعمال لجنة ازالة التمكين واعتقلوا اعضاءها وابعدوا مدير بنك السودان اكثر من مرة وأعلنوا حالة الطوارئ وابقوا على اللجنة الاقتصادية ورئيسها حميدتي.
 هل اصبح بنك السودان المركزي تحت ادارة )الدعم السريع(؟
 الانتصار على الدولار والتغلب عليه لن يكون عن طريق الحرب عليه بواسطة قوات الدعم السريع، هذا امر يتم عبر العلم والخبرات ووضع الخطط والاستراتيجيات.
 الطلقة في السودان لم تنتصر عبر التاريخ على التمرد ..ولم تتغلب الطلقة حتى على الاحتجاجات )السلمية( حيث تواجه القوات النظامية المحتجين العزل والسلميين بالسلاح ، فهل يمكن ان ننتصر على )الدولار( بالطلقة والدعم السريع وهم سبب في ارتفاعه؟
)4(
 )تصاعدت حدّة التوّترات بين مواطنين ينتمون لتحالف أحزاب وحركات شرق السودان، الذي يقوده شيبة ضرار، وشركة تعدين تابعة للدعم السريع، ودخلا في صدامات مؤخرًا في منطقة”فتح الناقة” بمحلية هيا ولاية البحر الأحمر، بسبب ما اسماه مواطنون بأنه تعدي الشركة على أراضيهم. وعبّر رئيس التحالف، شيبة ضرار، أنّ قواته تصدّت لتعديّ قوات الدعم السريع على مواطنين بمناطق التعدين. وقال في تصريحاتٍ لصحيفة الحراك السياسي الصادرة، الاثنين، إنّ قوات الدعم السريع استغلت السلطة الممنوحة لها في مصالحها المرتبطة بالتعدين في تلك المناطق، وأردف الدعم السريع جاء للتعدين عن الذهب في منطقتنا بعتادٍ يمكن أنّ يحرّر شلاتين(.
 هل سوف تقوم وزارة المالية بنفي هذا الخبر ايضاً؟
 الصراع يدور حول الذهب بين قيادات الحكومة وبين جيوش تلك القيادات مع المواطنين والشعب.
 الصراع الآن اصبح صراعاً حول )الذهب( تحولت قوات الدعم السريع الى قوات للتعدين والبحث عن الذهب.
 غير مقبول ان تكون هناك قوات غير منضمة للقوات المسلحة مسؤولة عن كل شيء في البلد بما في ذلك )الذهب( الذي هو في باطن الارض.
 قضوا على ما هو في ظاهر الارض واتجهوا بعد ذلك الى ما هو في باطنها.
 يبدو ان مستقبل روسيا ومصيرها كله في باطن الاراضي السودانية.
)5(
 بغم /
 القوات المسلحة التي يدعي قادتها حرصها على البلاد وأمنها واستقرارها لماذا يتفرجون على هذه الفوضى )العسكرية( التي تحدث في البلاد الآن ؟ لقد اصبحت )التفلتات الامنية( تحدث من قوات نظامية ومسلحة تتبع لتلك الحركات والجيوش المتعددة في البلاد.
 لقد ثارت )القوات المسلحة( على المدنيين وأطاحوا بهم من السلطة واتهموهم بالتراشق والصراع على السلطة والعمالة لدول اجنبية وسكتوا عن ما يحدث الآن بين مكونات )عسكرية( تتراشق وتتصارع وتنهب في ثروات البلاد على عينك يا تاجر وتتواصل جهاراً نهاراً مع دول اجنبية مضرة بأمن البلاد ومصالحها العليا.
 في ابريل سنعيدها سيرتها الاول.
 وكل الطرق تؤدي الى )المدنية(.