السبت 21 مايو 2022 - 19:27

كشف وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين عثمان، أن عودة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى رئاسة الحكومة واردة، حال توافق القوى السياسية في البلاد على ذلك.
قازان – سبوتنيك. وقال عثمان، في حديث لوكالة “سبوتنيك” على هامش قمة قازان “روسيا – العالم الإسلامي”: “لا يوجد أي خلاف )بين القوى السياسية( على من سيتم الاتفاق عليه لمنصب رئيس الوزراء حتى لو تم اختيار حمدوك مرة أخرى، إذا ما تم الإجماع عليه. واختيار حمدوك والاتفاق ضمن الآلية )الثلاثية( وارد”.
وأوضح عثمان أن الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد )الهيئة الحكومية للتنمية(، والتي ترعى الحوار بين الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، تواصل اتصالاتها بكافة أطراف الطيف السياسي السوداني حتى تتصل لاتفاق توافقي يرضي جميع الأطراف.
وقال عثمان: “الآلية الآن تواصل اتصالاتها بكافة الطيف السياسي السوداني حتى تتصل لاتفاق توافقي يرضي الجميع، وقد توصلت لبعض الاتفاقات ولكن الموضوع لا زال قيد البحث، والاجتماعات واللقاءات مستمرة لاستكمال العملية”.
وتابع عثمان “مجلس السيادة ينتظر الآلية حتى تطرح نتائج ما توصلت إليه مع مختلف الأطراف، إما بالنجاح أو تعلن فشلها، ولا يوجد فشل بالسياسة وقد قطعت شوطًا طويلًا. وستكون هناك فترة انتقالية مدتها سنة ونصف بعد الاتفاق على رئيس الوزراء”.
وحول استمرار المظاهرات في شوارع السودان وما إذا كانت هناك جهة خارجية تدعم الاحتجاجات، قال عثمان: “لا نتوقع وقوف أي جهة وراء المظاهرات التي تخرج في السودان. هذه ظاهرة صحية، ونحن مجتمع حر فيه ديمقراطية ولا توجد فيه قيود، وهذا مجتمع مدني هو حر، يتظاهرون أو يخرجون في احتجاجات هذا أمر عادي، لا توجد لدينا نظرية المؤامرة”. وأضاف عثمان:
وبخصوص تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية على السودان، أكد عثمان أن “الأزمة الغذائية وأزمة الطاقة أثرت على العالم كله. السودان يستورد قمحًا من روسيا وأوكرانيا. تضررنا، ولكن السودان بلد زراعي يزرع القمح ويزرع الحبوب، والعجز نغطيه من روسيا، وجزء منه نغطيه من أوكرانيا. السودان جزء من العالم وقد تأثر مثل سائر الدول، وهذه الأزمة أثرت حتى على الدول الأوروبية، وحتى الدول التي فرضت عقوبات على روسيا تضررت”. واستطرد عثمان:
بسبب الحرب )في أوكرانيا( تأثرت حركة النقل والسفن، ولكن نحن نستورد القمح من روسيا، وسنعمل على حل هذه المشكلة، ولكن السودان بلد زراعي وبسبب هذه الأزمة زدنا المساحة المزروعة بالقمح. كنا نزرع الذرة والدخن والقمح والحبوب البديلة، والآن بعد أن عرفنا أن لدينا نقص في القمح توسعنا في المساحات المزروعة قمحًا. ولذلك أزمة القمح لم تؤثر فينا كثيرًا مقارنة بمحيطنا العربي ومحيطنا الأفريقي، ولكن ارتفاع أسعار النفط أثر فينا. السودان دولة غير نفطية، وتأثرنا جراء أزمة الطاقة بشكل كبير. أثرت في ميزانيتنا وفي العمل الاقتصادي أكثر من القمح، وأصبحت فاتورة الكهرباء لدينا مرتفعة جدا بسبب ذلك.
وفيما يخص العلاقات بين السودان وروسيا، أكد عثمان أن “روسيا دولة صديقة للسودان وتربطنا علاقات تاريخية، ودائمًا ما تقف بجانب السودان في مواجهة كافة التحديات التي تواجهها، سواء السياسية أم الاقتصادية، وتقف معنا ففي جميع المحافل الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة. وهذه مواقف اعتدنا عليها في العلاقات السودانية الروسية”. وأضاف عثمان:
روسيا الآن بصدد تقديم مساعدات فنية للسودان عبر الفاو )منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة(، لكي يتغلب السودان على آفة الجراد الصحراوي الذي يؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية في السودان والقرن الأفريقي. وقد قدمت روسيا قبل فترة منحة للشعب السوداني تقدر بـ 25 ألف طن من القمح.
وتابع: “الآن الطلاب السودانيين الذين تضرروا من الحرب الأوكرانية، عرضت عليهم روسيا كما عرضت على طلاب كافة الدول الأفريقية والدول الصديقة التي تضرر طلابها في أوكرانيا، استعدادها لاستقبالهم لإكمال دراستهم في روسيا كون اللغة واحدة، فشكرًا لروسيا التي قدمت لنا خدمات كثيرة حتى في المجال الثقافي ومجال التعليم”.
وعن مشاركته في قمة قازان، قال عثمان: “أحضر لأول مرة إلى روسيا في إطار دعوة تلقيتها من رئيس جمهورية تتارستان، للمشاركة في القمة الـ13 )قمة قازان: روسيا – العالم الإسلامي(، وفي إطار العلاقات الروسية السودانية المتقدمة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وقد أعجبت بهذه القمة من حيث الإعداد والتنظيم، واللقاءات، وألقيت كلمة في الجلسة الافتتاحية، وأتقدم بالشكر للحكومة الروسية لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، وقد زرت على الهامش عددًا من المرافق وأعجبت بالمرافق الرياضية التي تحظى بها هذه المدينة”. وأضاف:
كما التقيت برئيس جمهورية تتارستان وعدد من المسؤولين الروس على هامش الزيارة، وناقشنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها بما يخدم تطلعات شعبينا.