السبت 21 مايو 2022 - 20:48

حوار:هبة محمود
أماطت المتحدث الرسمي للحزب الشيوعي آمال الزين عن التفاصيل الكاملة لزيارة جوبا ومجريات ماحدث هناك ، وأكدت في ذات الوقت وجود جهات سودانية و أخرى غربية وراء ما تعرضوا لهم كوفد للضغط على حكومة جنوب السودان.
وقالت الزين في مقابلة مع )الانتباهة( أن الزيارة التي قام بها وفد الحزب الشيوعي هدفت إلى بحث كيفية إيجاد سودان جديد، شأن عدد من قوى سياسية إجتماعية عريضة، وهو ما استدعاهم للاتصال بكل من حركة جيش تحرير السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، لتبنيهم فكرة السودان الجديد.
وفي ذات المنحى كشفت عن مؤتمر صحفي مرتقب يوضح تفاصيل المفاوضات التي تمت بين الحزب والحركة الشعبية قطاع الشمال وتابعت: ناقشنا الموقف من الإنقلاب العسكري في السودان والموقف من التسوية السياسية الجارية الآن … التفاصيل في السياق التالي.
*أثارت زيارتكم لدولة جنوب السودان وإلتقاؤكم بكل من رئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، جدلاً كثيفاً، تم على إثرها إعتقالكم من قبل السلطات الأمنية بجوبا، فما هي بداية الحكاية؟
-أولاً لم يتم إعتقالنا بجوبا، وإنما العبارة الصحيحة أنه تم توقيفنا في المطار وتم التحقيق معنا، أما فيما يتعلق ببداية الحكاية، فنحن قمنا بالتحاور مع حركة جيش تحرير السودان،بقيادة القائد عبد الواحد محمد نور وإتفقنا تماماً حول القضايا الأساسية وهناك وثيقة بيننا وبينهم تم الإتفاق حولها سوف تنشر لاحقاً، ثم من بعد ذلك إنتقلنا إلى كاودا وقمنا بزيارة إدارات الصحة والتعليم والمدارس والمستشفيات والأجهزة القضائية والعدلية وإلتقينا الجماهير هناك و.تحدثنا إليهم..
*إلتقيتم بهم بصفتكم الحزبية أم أية صفة؟
-نعم بصفتنا قيادات في الحزب الشيوعي وبعدها تحاورنا مع الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو.
*حول ماذا؟
-تحاورنا حول العديد من القضايا، مثلاً السلام ومستقبل السودان الجديد والتغيير الجذري الشامل.
*إتفاق كامل؟
-نعم إتفاق كامل حول جذور الأزمة السودانية وضرورة وحدة قوى التغيير الجذري الشامل، الزيارة كانت تاريخية وما توصلنا إليه كان تاريخياً وإتفقنا حتى على الموقف الموحد من فصل الدين من الدولة وإن تقف الدولة على مسافة واحدة من الأديان والثقاقات المختلفة، وتحدثنا عن التنوع وكيفية إدارته والعديد من القضايا.
*هل من الممكن القول أن ما تم بينكم والحركة الشعبية هو أشبه بالإعلان السياسي؟
-نعم أشبه بالإعلان السياسي في قضايا عديدة سوف نقوم بطرحها في مؤتمر صحفي قادم.
*ناقشتم من ضمن القضايا اسقاط الإنقلاب؟
– نعم.. الموقف من الإنقلاب العسكري في السودان والموقف من التسوية السياسية الجارية الآن.
*كم استمرت الزيارة؟
– حوالي )20( يوماً
*خلال الـ)20( يوماً هذه ألم تواجهك أية إعتراضات أو شئ من هذا القبيل؟
-لا على الإطلاق.
*عندما تم توقيفكم هل كنتم فرغتم بالكامل من مهمتهمك التي جئتم إليها؟
-نعم.. يوم الثلاثاء عدنا إلى جوبا من كاودا، على أساس أن نغادر إلى الخرطوم يوم الأربعاء، بحسب ما إتفقنا عليه، وفي الموعد المحدد تم توقيفنا في المطار كما ذكرت لك.
*كيف تعاملت معكم سلطات الأمن الخارجي لدولة جنوب السودان؟
-تعاملت معنا معاملة لائقة جداً، وكريمة.
*تم ترحيلكم؟
-لا.. نحن في الأساس من إخترنا موعد عودتنا إلى الخرطوم وباشرنا إجراءات العودة بأنفسنا.
*التحقيق تم حول ماذا؟
-حول الزيارة وحول كيفية دخولنا إلى دولة جنوب السودان.
*كيف دخلتم إلى جوبا، ألم تدخلوا بصورة رسمية؟
-نحن دخلنا بصورة رسمية وعن طريقة )فيزا( ممنوحة من القنصلية.
*دخلتم عن طريق )فيزا( وعبر القنصلية ويتم استفساركم عن طريق الدخول؟
-أنا لا أدري، لكن الإعتراض كان من قبل السلطات على أن يتم التنسيق معهم بإعتبارهم جهة أمنية.
*وهل دخولكم كحزب سياسي، يستدعي إخطار السلطات الأمنية والتنسيق معها؟
-هذا على حسب إعتقادهم.
* هل أقمتم ندوات في جوبا؟
-لا.. نحن لم نقم بأي ندوات لا في دولة جنوب السودان ولا حتى في كاودا.. نحن في كاودا إلتقينا الجهات العدلية والجهاز القضائي وإدارات التعليم والصحة وقمنا بزيارة مستشفيات وفي كل الزيارات التي تمت كنا نقوم بمخاطبة الموجودين.
*هل ثمة مكيدة ما أو شئ من هذا القبيل، حول ما حدث لكم؟
– من المؤكد أن هناك جهات سودانية و جهات غربية وراء ما حدث لنا للضغط على حكومة جنوب السودان، وبالتأكيد حكومة الجنوب لديها مصالح مع السودان، ومن حقها أن تحمي هذه المصالح.
*لكن بذات القدر فإن هناك من يحمل حكومة جنوب السودان مسؤولية ما حدث لكم، بإعتبار أنها تقود وساطات لحل الأزمة السياسية في السودان، وحين تقدم على هذا الإعتقال فأنها تؤكد إنحيازها للسلطات الحاكمة في البلاد؟
-واحدة من الأسباب التي ذكرتها السلطات أنه كان يجب علينا التنسيق معها لجهة أنها الممكسة بملف السلام، ونحن بالنسبة لنا فإن هذا أمر غير ملزم.
*لماذا؟
-لأن السلام الذي تم في جوبا لدينا رأي فيه.
*هل تم التدخل من قبل رئيس جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، أو من قبل رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو؟
-أستطيع أن أؤكد أن الحركتين علمتا بما جرى وكانت لكل منهما ردة فعل على ذلك أما ماجرى بينهما وحكومة الجنوب فنحن لا نعلمه كله وإن علمناه فأننا لسنا مأذونين بالتحدث فيه.
*دعيني أعود بك إلى ما بعد التحقيق معكم في المطار، مالذي حدث بعد ذلك؟
-عقب التحقيق معنا تم إرجاعنا إلى مقر إقامتنا بالفندق، وتم تشديد الحماية لنا، خوفاً على حياتنا بحسب ما تم إخطارنا به ، وفي اليوم التالي تم إرجاعنا إلى جهاز المخابرات مرةً أخرى و..
*مقاطعة..حققوا معكم على مدار يومين؟
-لا. لكن في اليوم الثاني إلتقينا قيادات جهاز المخابرات وتناقشوا معنا وكان حديثاً طيباً، أن السودانيين إخوة وأنهم لا يعتبروننا أجانب وحول العلاقة بين الشعبين، وحديث من هذا القبيل وأستفسرونا عن تاريخ عودتنا إلى الخرطوم، فأخبرناهم أننا سنعود يوم الخميس، وبالفعل ساعدونا في بعض الإجراءات التي يفترض أن تتم، وفي يوم الخميس أكملنا إجراءاتنا بشكل طبيعي وصعدنا إلى الطائرة بشكل طبيعي بدون أية مضايقات من جانبهم.
*لم تتم أية مضايقات لكن وبمجرد وصولكم إلى مطار الخرطوم تم إعتقال الخطيب وصالح محمود؟
-لا هذا غير صحيح.. نحن وصلنا مطار الخرطوم، وخرجنا أنا وأستاذ الخطيب، لكن صالح محمود تأخرت إجراءته في الخرطوم، وعندما وصلنا إلى دار الحزب علمنا أنه تم إعتقاله، ولاحقاً تم إعتقال الخطيب من منزله.
*بالنسبة لك هل تم إعتقال أو تحقيق معك؟
-لا.. لكن قوات الأمن شكلت حضوراً مكثفاً فى المطار بعد مغادرتنا له ولاحقاً قامت بمحاصرة دار الحزب.
*في أي نطاق يمكن قراءة ما حدث لكم، سيما أن الإتهامات تطالكم بتأليب الجميع في وضع أحوج ما يكون إلى التهدئة؟
-بالنسبة لنا أن الحزب لديه رؤية واضحة أن السودان الآن به مشروعين، مشروع السودان القديم القائم على ذات المسار الذي استمر من خروج المستعمر حتى الآن، وهناك مسار السودان الجديد القائم على السلام الدائم والتوزيع العادل الثروات والسلطة وعلى تغيير حقيقي في كل المسارات السياسي والإقتصادي والإجتماعي، وهذا هو الصراع الجاري بالسودان هناك قوى تريد أن تبقى على القديم وقوى تريد أن تمضي مع الجديد، ونحن في قلب هذا الصراع، ومع التغيير الجذري الشامل وإحداث سودان جديد يتخلق الآن، وهذه مسألة لا تخص الحزب الشيوعي فقط إنما قوى سياسية إجتماعية عريضة، ولذلك كان إتصالنا بحركة جيش تحرير السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، لأن الحركتين تتبنيان مشروع السودان الجديد.
*هل برأيك التغيير الجذري الشامل الذي تتحدثين عنه، تمتلكون القدرة أنتم والحركتان على إحداثه، في ظل قوى سياسية كبيرة تمضي الآن في إتجاه التسوية بما فيها )الحرية والتغيير( نفسها؟
-حتى تكون الرؤية واضحة فأن الشارع السوداني بأكمله مع التغيير الجذري، ومن تتحدثين عنهم هم القلة.
*الآن قارب الإنقلاب على العام، وأنت تتحدثين عن شارع لم يستطع أحداث التغيير حتى الآن؟
-الشارع مستمر في الدفاع عن مواقفه، ومادام أنه مستمر في الدفاع عن مواقفه فإنه مستمر في أحداث التغيير الجذري الشامل، وما حدث هو تقصير سياسي، لأن القوى السياسية هي من يتوجب عليها تنظيم الشارع وأن تضع النظري والعملي في مشروع التغيير الشامل أمام الجماهير بشكل واضح، ونحن على يقين أن القوى الثورية الموجودة في الأحزاب والموجودة في الشارع قادرة على التوحد وحدة الأقوياء وليس وحدة الضعاف.
تبقى أن نقول أننا فى الحزب الشيوعي نعتمد وبشكل لا يقبل الجدل أدوات التغيير السلمى الديمقراطى وأن السلمية طريقنا للتغيير.