الثلاثاء 24 مايو 2022 - 14:02

تحالف جديد محسوب على القوى المقاومة للانقلاب العسكري، المتمسكة بالتغيير الجذري، والرافضة للتسويات مع العسكريين، ضم التحالف الذي اُعلن أمس الأول )الحزب الشيوعي وحركة الحلو وحركة عبد الواحد ولجان مقاومة( وأجساماً أخرى لم يتم الكشف عنهاـ بحسب حديث قادة من الحزب الشيوعي، الذين أعلنوا بدورهم عن التحالف، فما هي أبرز التحديات المواجهة للتحالف، وكيف ستؤثر على المشهد السياسي؟.
القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير، وجدي صالح، دعا الحزب الشيوعي إلى عدم تفتيت الموحد لبناء تحالف جديد.
الخرطوم:هبة علي
أصل التكوين
قُبيل أيام غادر وفد الحزب الشيوعي إلى مدينة جوبا برئاسة سكرتير الحزب، محمد المختار، يرافقه أعضاء من اللجنة المركزية منهم صالح محمد محمود، وآمال الزين، وبعد يومين من وصول الوفد ترأس رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، اجتماعاً مع ممثل الحزب الشيوعي، محمد المختار، في إطار الترتيبات لإعلان تحالف جديد يضم في معيته الحزب الشيوعي، وعبد الواحد، والحركة الشعبية جناح الحلو، وبعضاً من لجان المقاومة، وقد تم تحديد فترة أسبوع كحد أقصى لتوقيع الميثاق المذكور.
ومن ضمن النقاط التي اتفقا عليها بعد التوقيع للتحالف أن تكون الفرص متاحة لضم منظمات المجتمع المدني، وذلك عبر انسياب نشاطهم للخط السياسي الجديد، واشترطا عليهم أن لا تكون لهم صلة أو علاقة مع المكون العسكري.
وناقش الطرفان الآلية التي تحكم السودان وفق الخطوط المتفق عليها بإسقاط الحكومة الانتقالية الحالية، من جانب الوفد يرى الحزب الشيوعي أن يتم تشكيل الحكومة من كفاءات حزبية فقط، بينما ترى حركة عبد الواحد أن تكون الكفاءات مستقلة غير حزبية، ولم يتفق الطرفان حول آلية الحكم، وأبقوا على ذلك إلى أن يتم التشاور مع عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية.
الطرفان اتفقا على رفض مبادرة الآلية الثلاثية، وعزموا على عدم الاعتراف بأي حكومة قادمة تتشكل بواسطة المكون العسكري أو عن طريق فولكر، في الوقت ذاته تم تكوين مجموعة أربع لجان رئيسية للميثاق الجديد، حيث تمثل المشاركين في الميثاق، بجانب تكوين آلية تشغل الخط الدبلوماسي، وصولاً للسفارات.
الثورة ليست في الخرطوم
بناء مركز قوى ثورية أو تحالف ثوري يوازي الحرية والتغيير ليس بالأمر الجديد، ففي منتصف العام 2020 وعقب انسحاب تجمع المهنيين من تحالف التغيير، كانت هنالك تحركات للقوى الرافضة الشراكة مع العسكر، وتتمسك بالتغيير الجذري لتشكيل تحالف بذات جُل مكونات تحالف الشيوعي، بيد أنه لم يرَ النور، وهاهو ذا يعود في ظروف أكثر تعقيداً من قبل، وليُحاط تشكيله بالتحديات التي أكدت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، آمال الزين، أنها كثيرة، مشيرةً إلى أن الدعايات المضادة هي أبرزها، وبدأت قبل رجوعهم للخرطوم.
واوضحت الزين بحديثها، لـ)السوداني(، أن الدعاية المضادة مرتبطة بتكتيكات العمل السياسي، ونوهت: “نؤكد أن كل ماذهبنا إليه هو العمل السلمي الديمقراطي، ولا توجد أي أغراض أخرى، ولا أدوات أخرى غير النضال السلمي الديمقراطي”، مشددةً على أن التحالف مع الحركات المسلحة لا يعني العمل المسلح.
وأردفت: “الأفق المحدود يجعل البعض يعتقد أن الثورة ومقاومة الانقلاب فقط في الخرطوم، ولا يعلمون أن الامتداد والعمل السياسي للحركتين موجود بكل مدن السودان. ”
وبيّنت الزين أن التحالف أساسه تنظيم الحركة الجماهيرية، وبناء حراك مؤسس من أجل التغيير الجذري، وسيضم كل القوى الساعية للتغيير الجذري وتحقيق أهداف الثورة وصولاً لغاياتها، جازمةً بأن المهنيين جزء أساسي من التحالف، بيد أنه لم يتم إعلان جميع مكونات التحالف لتأكيد مشاركة تجمع المهنيين بصورة رسمية، وسيتم الإعلان قريباً.
تفتيت الموحد
قال القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير، مقرر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو المجمدة، وجدي صالح، فى حوار مع “السوداني” نُشر أمس الأول، إن خروج الحزب الشيوعي من الحرية والتغيير والإجماع الوطني كان له تأثيره، وتابع: “صحيح أن الجهاز التنفيذي الانتقالي كان دون الطموح، إلا أن خروج الحزب الشيوعي من قوى الحرية والتغيير ومعارضته لها ساهم في إضعاف الشق المدني”، مشيراً إلى أنه كان الأولى للحزب الشيوعي أن يعارض معارضة إيجابية هدفها تقويم السلطة الانتقالية، مشيراً إلى أن الحزب الشيوعي من حقه اتخاذ الرؤي التي يراها ملائمة، لكن مثلما نحن فى قوى الحرية والتغيير لا نشترط على أي طرف من أطراف قوى الثورة موقفاً بعينه، أو أن يكون جزءاً من الحرية والتغيير، بالتالي على الشيوعي أيضاً ألا يشارط تفتيت الموحد لبناء تحالف جديد، وقال: “ما يهم في هذه المرحلة وحدة الهدف، وهو إسقاط الانقلاب باعتباره الأولوية القصوى”.
وكأن الشيوعي يقول: )أنا هنا(
اما المحلل السياسي، د.الحاج حمد، فيرى أن التحالف يتسم بالرفض السياسي للحزب الشيوعي، ولا معنى لتحالفه مع مجموعتين مسلحتين إحداهما في أقصى الجنوب والأخرى في أقصى الشمال الغربي، ليس لديهما وجود سياسي فاعل، باستثناء وسط بعض طلاب الجامعات، وكأن الحزب يقول أنا هنا بسبب رفضه لجميع التحالفات الأخرى التي يصفها بأنها )هبوط ناعم( وغيره.
وقطع حمد، من خلال حديثه لـ)السوداني(، بأن تحالف الشيوعي يعني استمرار الحزب في العزلة التي يبرر لها بمواقف سياسية ذات دعاية إعلامية وذات صوت عالٍ إلا أنها في الواقع ليس لها تأثير.
وأردف: “من الواضح أن هناك جهة ما تشعر أن التحالف ولد ميتاً فأضافت له اعتقال قيادات الحزب”.
وتابع: “لا أرى أن التحالف يصب فيما يدعيه الحزب الشيوعي بأن يكون جبهة عريضة لمقاومة الانقلاب، سيما وأن الحركتين تنتظران دورهما كحركات مسلحة في عملية السلام، بجانب أن الحركتين متفقتان مع العسكريين على وقف إطلاق النار”.
وراج حديث البعض مؤخراً عن تحالف الشيوعي بأن الحزب يبحث عن جناح أو ظهر عسكري يعضد به العمل السياسي، و رد حمد على حديث الحديث: “بحث الحزب عن جناح مسلح إرهاصات يدعيها اليمين، وكذلك أن الحزب يسعى للانقلاب غير صحيح، ولو أراد فلن يبحث عن ظهر مسلح أو جناح يقيم بأقصى بقاع البلاد، وفي الخرطوم هنالك عدد كبير من الشباب داخل القوات المسلحة لديهم ميول شيوعية، صحيح أن الجيش وطني، ولكن به جميع التيارات السياسية، إلا أن قانون الجيش الاستعماري يمنع العمل السياسي في الوقت الذي نجد فيه قادة الجيش مسيسون حتى النخاع سواء يمينيين أو يساريين أو طائفيين”.
وأضاف أن الشيوعي فكرته بإقامة جبهة واسعة لمقاومة الانقلاب سليمة، بيد أن المقاومة تكون باقناع زملائه في بقية الأحزاب.