الأحد 29 مايو 2022 - 19:18
تخشى منظمة الصحة العالمية من انتشار جدري القرود خاصة في البلدان التي لا تعد موطناً رئيسياً للمرض، ما جعل المنظمة تصف الانتشار غير المألوف للمرض بأنه ربما يكون مجرد “قمة جبل الجليد”.
حذّرت منظمة الصحة العالمية الجمعة )27/مايو 2022( من الإصابات المئتين بجدري القردة التي رصدت في الأسابيع الأخيرة في بلدان لا ينتشر فيها الفيروس عادة، يمكن أن تكون “قمة جبل الجليد”.
وقالت مديرة قسم الاستعداد الدولي للمخاطر المعدية في منظمة الصحة العالمية سيلفي برياند في عرض خلال جمعية الصحة العالمية بجنيف حول الانتشار “غير المألوف” للفيروس: “لا نعرف ما إذا كنا نرى فقط قمة جبل الجليد”.
وأضافت برياند أن الخبراء يحاولون تحديد سبب هذا “الوضع غير المعتاد”، وتظهر النتائج الأولية عدم وجود طفرة أو تحور في فيروس جدري القردة. وتابعت: “لدينا فرصة سانحة لوقف التفشي الآن… إذا اتخذنا الإجراءات الملائمة الآن يمكننا على الأرجح احتواؤه بسرعة”.
وأوضحت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية: “نحن حالياً في بداية هذا الحدث”، وأردفت: “نعلم أنه سيظهر مزيد من الحالات في الأيام المقبلة” لكن “هذا ليس مرضاً يجب أن يقلق منه عموم الناس، إنه ليس كوفيد أو غيره من الأمراض التي تنتشر بسرعة”.
أوروبا.. الأكثر تضرراً
وبلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس جدري القردة في أنحاء العالم 219 حالة الأربعاء في 20 دولة هي ليست من البلدان التي يتوطن فيها المرض، وفق تقرير صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
ويثير تفشي المرض الانزعاج لأن جدري القردة، الذي ينتشر من خلال الاتصال الوثيق وتم اكتشافه لأول مرة في القردة، يظهر غالباً في غرب إفريقيا ووسطها، ونادراً ما ينتشر في أماكن أخرى.
وقالت الوكالة الأوروبية التي تتخذ من ستوكهولم مقراً إن “غالبية الحالات لدى شبان يعرّفون أنفسهم بأنهم رجال يمارسون الجنس مع رجال. ولم تحدث وفيات”. وتتركز معظم الإصابات في قارة أوروبا التي سجلت 191 حالة، بينها 118 في دول الاتحاد الأوروبي.
وسجّلت غالبية الإصابات في ثلاث دول أوروبية هي المملكة المتحدة حيث رصدت أولى حالات الإصابة غير المعتادة مطلع مايو )71 حالة( وإسبانيا )51( والبرتغال )37(، وفق المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
واعتبر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الإثنين أن احتمال انتقال عدوى جدري القردة بين عامة السكان “منخفض للغاية”، لكنه من ناحية أخرى “مرتفع” لدى من لديهم عدة شركاء جنسيين.
وهذا المرض متوطن في 11 دولة في غرب إفريقيا ووسطها، وهو من عائلة الجدري الذي تم القضاء عليه منذ نحو أربعين عامًا لكنه أقل خطورة منه. ويؤدي في البداية إلى ارتفاع في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع بثور.
انتشار المرض جغرافياً
انتشر المرض في الكثير من الدول حول العالم. ففي آسيا والمحيط الهادي سجلت أستراليا أول إصابة لمسافر كان قد عاد مؤخرا من بريطانيا. وتم أيضا تسجيل حالة اشتباه.
وفي أوروبا اكتشف المرض في النمسا )حالة( وبلجيكا )حالتان( وجمهورية التشيك )حالة( والدنمارك )حالتان( وفنلندا )حالة( وفرنسا )خمس حالات(.
وسجلت ألمانيا ثلاث إصابات، فيما أكدت إيطاليا اكتشاف تسع حالات، وأبلغت هولندا عن عدة حالات دون تحديد عدد دقيق للإصابات. وأكدت البرتغال اكتشاف 74 حالة، فيما سجلت سلوفينيا حالة واحدة.
أما إسبانيا فاكتشفت 25 حالة جديدة مؤخراً، ليرتفع الإجمالي إلى 84 حالة، وسجلت كل من السويد وسويسرا حالة واحدة، فيما رصدت المملكة المتحدة 70 حالة.
وفي الشرق الأوسط أكدت إسرائيل أول إصابة لديها في 21 مايو. فيما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية )وام( أن الإمارات سجلت أول إصابة في 24 مايو.
وفي الأمريكيتين أعلنت الأرجنتين عن أول حالة مشتبه بها في 23 مايو، وسجلت كندا 25 حالة إصابة. وأكدت الولايات المتحدة اكتشاف 11 حالة حتى الآن.