الأربعاء 1 يونيو 2022 - 10:55

قلنا في مقالاتنا الحزب الشيوعي في مرمى القانون )١( و)٢( و)٣(، إن الحزب الشيوعي قديم وعريق، وكان يعتبر في المركز الثاني بعد الحزب الشيوعي الإيطالي بعد حزب التأسيس، ولكن ضعف مركزه بعد الضربة التي نالها من الرئيس نميري، حيث فَقَدَ عدداً مهماً ومقدراً من قياداته وبذلك فَقدَ مركزه العالمي.
وهو أيضاً حزب خليط في الفكرة بين البروتاريا والاشتراكية، وهو حزب علماني التوجه والفكرة، ولكن ممارسته أقرب الى الأحزاب الدينية والعقائدية، وكذلك هو حزبٌ عجوز ولو أدخل بعض الشباب من باب الحداثة، وهو حزب يقوم على أرضية شبه طائفية وجهوية والصعود في سلم القيادة لا يخلو من شبه الجهوية والقبلية وإن ظهر غير ذلك.
أيضاً حزب قائم على النضال والثورة ولكن ينتهي الى عدم الاستفادة من ذلك ولو دفع في ذلك غالي الأثمان.
صحيح هو منظم ومرتب وفيه تراتبية تنظيمية أقرب الى التنظيم العسكري في ثوب مدني، وهو حزب يملك مالاً ومن مصادر كثيرة، منها اشتراك عضوية، خاصة وأنّ لديه عدداً مقدراً يعمل في مؤسسات إقليمية ودولية واستفاد من علاقاته مع الأحزاب الشيوعية في بقاع مختلفة من العالم.
هذه نظرة عامة تُضاف الى نظرات أخرى نفصح عنها عند تقييمنا للأحزاب السودانية منذ نشأتها من قبل الاستقلال وعلى الأسس قامت عليه، وهل هي أحزاب ديمقراطية أم أحزاب مُقيدة وشمولية وأسرية وطائفية في شكل أحزاب ديمقراطية بمعنى أن العظم يختلف عن اللحم.
ونحن في هذا المقال نود أن ننظر في رحلة الحزب الى جوبا وكاودا، حيث اللقاء والاتفاق مع عبد الواحد الذي لم يُعلن إلا بعد لقاء عبد العزيز الحلو…
١/ القيادات التي سافرت كانت بقرار من مركزية الحزب، إذن القرار تنظيمي مسؤولية المؤسسة الحزبية بكاملها.
٢/ الوفد من الخطيب وصالح وآمال الزين كل له مهامه ووضعه التنظيمي وعلاقاته.
٣/ لقاء جوبا مع عبد الواحد أسّس على لقاء الحلو والمخرجات واحدة
٤/ نتائج اللقاءين اتفاقية تشمل نقاطا أساسية أهمها:
أ/ تكوين مركز تنسيقي للحركتين والحزب في الخرطوم لإسقاط انقلاب البرهان في ٢٥ اكتوبر كما يقولون، وكذلك إيقاف النزول الناعم مع العمل على تنسيق قوى الثورة مع قيام سودان جديد علماني سداته الحزب الشيوعي والحركتان.
ب/ إقامة نظام ثوري علماني في السودان مع إحداث تغيير كامل للسودان القديم الى سودان جديد قائم على فصل الدين عن الدولة وإقامة دولة مدنية ديمقراطية شكلاً دون مضمونٍ قائمة على المُواطنة.
ج/ إبعاد عناصر النزول الناعم والحُكم العسكري والثورية المُختلطة واستبدال ذلك بقيام دولة ثورية لا علاقة لها بالماضي منذ الاستقلال حتى نهاية الإنقاذ.
د/ أكّدوا على أنّ التغيير الثوري يشمل فقط الثوار ذوي التوجُّه اليساري ودعاة العلمانية والمدنية على قميص الحزب الشيوعي وشاكلته مستثنى من ذلك حتى الحرية والتغيير المركزي )الانفراد بالملعب الحركتين والحزب الشيوعي ويكمن آخرين أذرع له(.
ي/ العمل على التغيير المعني في الخرطوم عبر الحراك الثوري أو بالتحرك من خارج الخرطوم على قرار عملية الذراع الطويلة للدكتور خليل وعرف ذلك قبل هذه الزيارة من حديث محمد جلال بحضور عبد الواحد وهو حديث مسجل وموثق.
ع/ كل ما ذكرت جاء في المؤتمر الصحفي لقادة الحزب بعد إطلاق سراحهم بعد القبض المحدود لهم وقيل أيضاً إنّهم غير مُتفقين مع الثلاثية، وأغلب ما جاء في الاتفاق لا يقوم على أُسس دستورية، ولكن يقوم على أُسس ثورية ودور الشعب فيه محدود أي ثورة دون انتخابات، بل تغيير ثوري خارج أسس الديمقراطية المعروفة التي يفرزها صندوق الانتخابات.
هذه نتائج اتفاقيات الحزب الشيوعي مع الحلو وعبد الواحد مضامين دون ترتيب نصوصي.
هل يستطيع الحزب الشيوعي أن يُحقِّق ذلك عبر الوسائل السلمية وهو يتّفق مع حركات مسلحة كما جاء في المؤتمر الصحفي، وهل فعلاً الحِراك الثوري السلمي سيوصل إلى ذلك في وجود مؤسسة عسكرية وقوة سياسية وأهلية ومجتمع مدني وطرق صوفية وقوة ثورية مختلفة مع الحزب الشيوعي وتعارضه ومعروف حجم الحزب الجماهيري محدود وجمهور في أرض الحركات نفسها على خلاف معها.
نرى ذلك في المقال الخامس.