الأربعاء 1 يونيو 2022 - 15:20
كشفت مجموعة ) محامو  الطوارئ( الطوعية المدافعة عن حقوق الانسان، تفاصيل مرعبة عن سجن )الحوطية( بولاية النيل الأبيض، الذي ظلت سلطات الانقلاب ترحل إليه عشرات الثوار لحبسهم هناك.
وقالت المجموعة المهتمة بمتابعة أوضاع المعتقلين والدفاع عنهم إن سجن الحوطية “عبارة عن منفى لتعذيب الثوار وارهاقهم نفسيا بواسط الانقلابيين، فالسجن لم يعد أداة إصلاح وتهذيب كما عرفنا وتعلمنا سابقا وكما هو مطلوب”.
وأنشئ سجن الحوطية في عام 2018 شمال مدينة ربك وشرق الجزيرة ابا، وهو سجن شاسع في منطقة نائية جرداء مليئة بالحشرات والزواحف السامة حسب افادات أهل المنطقة، ويبعد عن العمران وعن طريق الخرطوم -ربك عدة كيلومترات.
وتقول مجموعة )محامو الطوارئ( إن “سلطات الانقلاب أبعدت حتى الآن أكثر من عشرات الثوار إلى هذا المحتجز الموحش ونعتقد أنه تم ترحيلهم للحوطية غالبا من سجن سوبا”.
وطالبت المجموعة بالسماح للمحامين والحقوقيين بزيارة هذا المنفى فورا للوقوف على بيئة وظروف السجن، كما طالبت باطلاق سراح كافة الثوار المحتجزين وإحالة بقية المحكومين للسجون العادية التي تتوفر فيها ابسط الظروف الإنسانية.
الافراج عن 36 ثائراً
وأفرجت سلطات الانقلاب أمس الثلاثاء عن 36 ثائراً  كانت تحتجزهم في سجن الحوطية بالنيل الأبيض بعد كانت نفتهم من الخرطوم، لكن مجموعة )محامو الطوارئ( تؤكد أن السلطات بمدينة ربك رفضت طلبهم بالوصول إلى السجن ومقابلة المعتقلين.
ولا تزال السُّلطات الانقلابية تعتقل العشرات وتعمل على اعتقال المزيد، على الرغم من قرار قائد الانقلاب رفع حالة الطوارئوالإفراج عن المعتقلين تعسفيا استجابة لمطالب أممية وإقليمية، قبيل زيارة مرتقبة للخبير الأممي المعني برصد أوضاع حقوق الإنسان بعد الانقلاب، والذي يصل الى الخرطوم اليوم الاربعاء.
وكان رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح البرهان، قد أصدر مرسوماً دستورياً برفع حالة الطوارئ في البلاد، بيد أن المرسوم لم يشر إلى أمر الإفراج عن المعتقلين، على الرغم من توصية مجلس الأمن والدفاع الانقلابي بذلك.
وتأتي قرارات الانقلاب برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، استجابة لضغوط دولية بهدف تهيئة الأوضاع لإطلاق حوار مباشر بين الأطراف السودانية، بتيسير من الآلية الثلاثية التي تضم بعثة يونيتامس والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد.
وحددت لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات ضد قادة الجيش موقفها منذ وقت مبكر، وهو إسقاط الانقلاب عبر المقاومة السلمية.
ومنذ انقلاب “البرهان حميدتي” في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، ظلت قوات الانقلاب الأمنية تنوع أدواتها لقمع المحتجين، حيث استخدمت مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدوشكا ضد المتظاهرين السلميين، كما استخدمت في الآونة الأخيرة بكثافة سلاح “الخرطوش” المخصص للصيد، مما خلف إصابات بليغة وسط الثوار يصعب معالجتها بحسب الأطباء.