الأحد 26 يونيو 2022 - 19:21
محمد عبد الماجد يكتب: سيناريو ما بعد 30 يونيو


)1(
 الترتيبات التى تتم من اجل 30 يونيو والتفاعل الكبير مع هذا اليوم من كافة ابناء الشعب السوداني يمكن الاكتفاء به على نجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، التى كلما راهنوا على اخمادها عادت بصورة اقوى.
 هذه الثورة التى تتجدد في كل ذكرى لها.
 ذكريات هذه الثورة سوف تظل حاضراً وحاضرة على ذلك النحو حتى يتحقق لهذا الشعب ما يخرج من اجله.
 كثيراً ما نصاب بالإحباط واليأس ولكن عندما نشاهد تلك )الدروس( التى يقدمها الشعب السوداني وهذا )الوعى( الذي يتميز به هذا الجيل، ندرك ان الثورة سوف تحقق اهدافها ولو بعد حين.
 وان طال السفر.
 )30( سنة للبشير فعل فيها كل شيء – تملّك وسيطر على كل موارد البلاد وخلق فيها عدداً من الجيوش الموازية من اجل ان يحمى سلطانه.
 قتلوا وأبادوا ونهبوا – ولم يستبقوا شيئاً – وسقطوا في النهاية ومضوا الى مزبلة التاريخ.
 )30( سنة كانت كافية لمحو أي اثر ديمقراطي لدى الشعب السوداني. كانوا يظنون ذلك ولكنهم فشلوا فقد اسقطهم الجيل الذي ولد في فترتهم ونشأ في كنفهم.
 )30( سنة سيطر فيها الكيزان على كل شيء – تدخلوا في الرياضة والثقافة والفنون والكهرباء والماء ولم يسلم منهم حتى )الدين(.
 اخذوا نصيبهم من بطاقة تموين السكر ومن دمغة الجريح ومن زاد المجاهد. نهبوا اموال الزكاة والأوقاف والحج والعمرة وغشوا في صيام الاثنين والخميس وركعتي الرقيبة التى كانوا يصلونها لأبعاد سياسية ومن اجل اهداف دنيوية. تدخلوا في حياة الناس بالعرس الجماعي لمن كان منهم من الاحياء وعرس الشهيد لمن رحلوا منهم في حرب الجنوب.
 كانوا يخنقوننا على هذا الشكل – مع ذلك سقطوا وأصبحوا الآن من )الفلول( ينتظرون )صدقة( البرهان وحميدتي من السلطة.
 نعم انهم يتسولون )السلطة( ويسألون البرهان وحميدتي عنها الحافاً.
 لقد اخرج عليهم حميدتي )زكاة( سلطته )حواراً( معهم.
)2(
 هذا الشارع فعل كل شيء – قدم الغالي والنفيس ولم يبخل لا بالروح لا بالدم من اجل الوطن.
 ظل الشعب السوداني يقاوم السلطة العسكرية رغم التشويه المتعمد والمستمر للسلطة المدنية التى رموها بالفوضى والتفلتات الامنية والغلاء.
 ارتقى )102( شهيد وما زال شباب هذه الامة ينتظر دوره في الشهادة. لم يوقفهم البمبان ولا الرصاص ولا المشاركة في السلطة على طريقة )حنة العريس(.
 مع هذا الحضور والفيض الثوري المستمر ماذا سوف تفعل القوى السياسية المعارضة؟
 يجب الاستفادة من الوضع الثوري والتقدم اكثر – ننتظر خطوات اكثر جرأة وقوة من الاحزاب والتكتلات والمنظمات المدنية والسياسية في الفترة القادمة.
 نسألكم منذ الآن وماذا بعد 30 يونيو؟
 هل سوف تكون مواكب 30 يونيو حاشدة وقوية يقدم فيها الشعب السوداني زمراً من الشهداء ونكتفى نحن بعد ذلك بالبكاء عليهم وتزيين صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي بصورهم.
 الذين سوف نفقدهم في 30 يونيو – هم بيننا الآن يرتبون لهذا اليوم بتدفق وحماس ونشاط.
 يشربون الشاي والقهوة ويضحكون بين الاتراب.
 لا نريد ان نفقد شهيداً جديداً – فقد فقدنا الكثير – وما زالت السلطة والمعارضة لا تستوعب هذه الدروس.
 يفترض الترتيب بخطوات عملية الى ما بعد 30 يونيو.
 هذا المد الثوري لا بد ان يقابله تحرر من القبضة العسكرية للبلاد.
 هؤلاء الشباب لن يعودوا الى منازلهم من غير السلطة المدنية.
 لن يتوقفوا.
 ان لم تفهم الحكومة ذلك، على المعارضة ان تستوعب الدرس.
 لقد تعبنا.
 لقد هرمنا.
 لا بد من فجر لهذا الليل المظلم.
)3(
 السلطة الحاكمة ليست فقط هي غير قادرة على السيطرة على شعبها .. هي ايضاً عاجزة عن السيطرة على جيوشها.
 عجزوا بكل هذه الجيوش التى تجاوزت العشرة ان يسيطروا على )9( طويلة. لكن كيف لهم ذلك اذا كانوا هم جزء منها وليس العكس؟
 فشلوا في ان يجعلوا التيار الكهربائي )مستقراً(، هل يمكن ان ينجحوا في ان يجعلوا البلاد )مستقرة(؟
 لم ينجح احد.
 اين اختفى ياسر عطا؟
 اين برطم؟
 التوم هجو اكتفى بان يكون في قائمة الطلبة )المهرجلين(.
 هذا )المهرجل( يدفع الشباب الى الشارع بهذا الغثاء.
)4(
 بغم /
 انتقلنا من مرحلة )الطريق مغلق للصيانة( الى )الطريق مغلق بالحاويات(.
 هلال مريخ كانت في الموعد – وقاموا بما فشلت فيه الاحزاب السياسية والحركات المسلحة.
 وكل الطرق تؤدي الى )المدنية(.