الإثنين 27 يونيو 2022 - 11:38
احمد يوسف التاي يكتب: سرقة وطن

)1(
)سرقة سلاح وهاتف نائب مدير عام الأمن والمخابرات السابق(..هكذا جاء عنوان خبر سارت به مواقع الأخبار، وفضاء الأسافير نقلا عن )الانتباهة(.. الخبر قد يبدو للبعض غير ذي شأن، غير أن مدلولاته والمفارقة التي احتوى عليها إذا ما تدبرها المرء يجد الخبر فيه خروج كبير عن المألوف، وفيه مفارقة عجيبة جعلته يحظى بانتشار واسع، ويتصدر عناوين الأخبار، وهو في رأيي من فصيلة الأخبار :)عضّ رجلٌ كلباً(، وليس العكس، لما فيه من أبعاد، وفي ظني ليس الأمر )مسدسا( بل رمزيةو منعة وطن، وليس الأمر هاتفاً، بل أسرار و أمن وطن..
)2(
المفارقة التي صنعت الدهشة والغرابة، هي أن رجل الأمن العادي – دعك عن نائب مدير الجهاز – يفترض فيه أن يتمتع بحس أمني يتوقع معه كل السيناريوهات، ويعمل لها ألف حساب، وكل التحوطات، ويكون مستعداً لكل الاحتمالات والتوقعات بمافي ذلك محاولة سرقة سلاحه الشخصي الذي يرمز للهيبة والمنعة وهاتفه الزكي الذي لاشك أنه مستودع أسرار الدولة، وضياعه ووقوعه بين أيدي لصوص أو مخابرات دولة اجنبية يمكن أن يعرض البلاد بأسرها إلى خطر ماحق، فمابالك إذا كان رجل الأمن هذا الرجل الثاني في المنظومة الأمنية للدولة، ونائب )أخطر( مسؤول في جهاز أمن البلد ويستوي في ذلك مسؤول الأمن السابق والحالي…
)3(
تفريط نائب مدير جهاز الأمن السابق في هاتفه وسلاحه الشخصي، يطرح سؤالاً جوهرياً :كيف لشخص بهذه الغفلة والاسترخاء أن يعتلي منصب الرجل الثاني في اخطر جهاز بالدولة…فهل نقول لمن يتندر بعبارة:)البلد ماشة امفكو( معكم حق؟؟..أم نردد معهم تلك العبارة المؤذية..
)4(
لو حدث مثل هذا الأمر مع أي مسؤول في الدولة،أو أي وزير، حتى رئيس وزراء لما احتمل الغرابة والمفارقة، ولكان الأمر عادياً، لكن أن يحدث مع شخص كان مسؤولاً عن أمن البلاد بطولها وعرضها، هذا يعني أن حاسة الرجل الأمنية تعاني من بعض الخلل وإلا لماذا كان بهذا التفريط الذي اغرى اللصوص وحفزهم على الإنقضاض على سلاحه الشخصي، وهاتفه الذي يفترض انه يحتوي على معلومات وأشخاص على درجة من الأهمية…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين .