الإثنين 27 يونيو 2022 - 12:10
حاكم إقليم النيل الأزرق الفريق أحمد العُمدة بادي
* الحلو خارج عن القانون، وعدم توقيعه يمثل لنا تهديداً أمنياً..
* إذا لم يقدم لنا الأوربيون الدعم، رب العالمين سيساعد الشعب السوداني..
* )قحت( لم نبعدها، ولكنها استجابت لقياداتها في الخرطوم ولم يتقبلو مناشدتنا بمواصلتهم في الحكومة كأبناء وبنات الإقليم.
* التحول المدني كان مستمراً ولكننا لا نقبل بعضنا البعض، وعدم التوافق السياسي أضعف الحكومة كلها..
* مغادرة د.عبدالله حمدوك كان لها الأثر الأكبر، ويجب أن نلوم أنفسنا جميعاً..
* الانقلاب ليس السبب في توقف الدعم الخارجي، واللوم يقع على حكومة الإنقاذ.. والبرهان ليس لديه عصا موسى..
* النيل الأزرق حتى الآن مافيها خمسمائة مليار وصلتنا كاش من المركز
* في ظل غياب التزام المانحين لحكومة البرهان، نلقى القروش وين وهناك من حكم البلاد ثلاثين عامًا ونهب الأموال والثروات.
الدمازين: ماجد القوني
الحركة الشعبية ما بعد انقلاب البرهان.. كيف تبدو؟ وكيف تغيرت خارطة التحالفات السياسية بعد ذلك؟ شوارع وحواضر أقليم الأزرق وفُرقانه وقراه، لا حديث لها غير تناول ما تم في جوبا، وأين هي استحقاقات المنطقة، ولماذا نرجع للأسواء..؟ تساؤلات وضعتها )الجريدة( على طاولة حاكم الاقليم، إقليم برغم غناه الباذخ إلا أن أنسان المنطقة يعاني على كافة الأصعدة، ولا مجال سوى انتظار عناية السماء كما قال الحاكم.. هل ستصمد الحركة الشعبية في اختبار الحكم..؟ أم ستفرض عليه جماهير الولاية عزلة سياسية..؟ وأين المركز من تداعيات المشهد في إقليم النيل الأزرق.
* الترتيبات الأمنية، وملف الأمن مازال شائكا في الإقليم، ما الذي أُنجز؟
- إقليم النيل الأزرق من الأقاليم التي شهدت استقراراً بعد اتفاقية سلام جوبا، والإقليم تحده دولتي اثيوبيا وجنوب السودان، ولا سبيل لنا سوى التمسك بهذا الاستقرار، والذي يقود لاستدامته هو اكمال الترتيبات الأمنية وبذلنا جهداً كبيراً لننهي هذا الملف الأمني، وأكملنا حوالي ٦٠٪ من تصنيف قوات الحركة الشعبية بمنطقة أولو، ونحن نطمح أن يكون السودان معافى من ظواهر الانفلات الأمني، وتحديداً النيل لأننا أصبحنا جنوب السودان، ولا نريد أن تكون موروثة بالمشاكل بل معافاة، خلال أسبوع ستأتي قواتنا للدخول إلى معسكرات التدريب والفوج الأول سيكون في مركز )الديسة(، وتتوالي الأفواج لثلاثة، لأننا إذا أتينا بهم في آن واحد مناطقنا التي كنا بها لا زال لدينا فيها مواطنين بأعداد كبيرة وتحتاج إلى حماية حتى نرى ما الذي سيحدث في المستقبل، لأن هناك أخوان منا لم يوقعو على اتفاق السلام منهم عبدالعزيز آدم الحلو، وطالما هناك وجود لقوات خارج القانون نفضل حماية المواطنين في مناطق الفونج وغيرها.
* )معذرة(.. هل تعتبرون عبدالعزيز الحلو خارج عن القانون الآن؟
- نعم.. الحلو بالنسبة لنا خارج عن القانون لأنه لم يوقع على اتفاق جوبا، وعدم توقيعه يمثل لنا مهدداً أمنيا، ولا نقول غير أنه خارج عن القانون، رغم إنه ليس لديه نشاطات قتالية ولكن تحسباً، في العمل العسكري لو تبقى شخص واحد يحمل السلاح في الغابة لا بد من وضع التدابير اللازمة.
*هناك اتهامات بإبعادكم للقوى السياسية وتمكين كوادر المؤتمر الوطني في مواقع مهمة بحكومة الإقليم، وكأنكم عدتم لما قبل ثورة ديسمبر؟
- المؤتمر الوطني وأي تنظيم سياسي موجود، حينما جئنا شكلنا حكومة من كل ألوان الطيف في الإقليم، وقوى الحرية تمثل الأحزاب المختلفة في النيل الأزرق، وبهم كانت حكومة الشراكة، ولكن للأسف الشديد هناك كانوا مناديب لأحزابهم، ولم يأخذوا قضية النيل الأزرق وهي منطقة مختلفة حسب واقع الحكم الذاتي للإقليم، بعد التطورات التي حدثت في الخرطوم دعوتهم وجلست معهم من أجل المواصلة في الحكومة كأبناء وبنات الإقليم، لم آتي لكي أبعدكم وإذا كنتم مناديب لأحزاب الخرطوم، لكم خيار الانسحاب ولا أحد سيقوم بسجنكم، للأسف الشديد في اليوم الثالث قدموا استقالاتهم طوعا من الحكومة وفق طلب تنظيماتهم في المركز، كلفت نوابهم بتسيير المهام في مواقعهم حتى هذا اليوم، لم نطرد شخص ولم نسجن أحد، والأجهزة الأمنية لم تسجل حالة من حالات العنف ضدهم أو ضد المواطنين، ولا يوجد أحد من المؤتمر الوطني فقط هي كيديات، نحن لم نأتِ لمحاربة أبناء قيادات المؤتمر الوطني وهو حزب حكم البلاد ٣٠ عام، بمعنى ثلاثة أجيال، إذا أتيت بواحد من أبناء قيادات المؤتمر الوطني في الحكومة فقد لا يكون له صلة بالوطني فلم نأتِ بأي أحد من القيادات، وهناك من يرى أن حاكم الإقليم متجاوب مع الإسلاميين فهناك أهل وأصدقاء عشنا معهم قبل المؤتمر الوطني، وخلال فترته فلا يعقل أن لا أستقبلهم في الأعياد والمناسبات، ولا أنظر للنيل الأزرق بأن فيها إسلاميين وشيوعيين وحركة شعبية بل هم مواطنين وأبناء الإقليم، وأقبل أي شخص في المنطقة كمواطن وليس كتنظيم.
* الشارع في الولاية يقول أنكم تقومون بترحيل الأموال لمنطقة )أولو(، حيث تتمركز قواتكم في ظل غياب تام للبنى التحتية؟
- هذا حديث مضحك، هناك حديث عن ثلاثة ترليون تم ترحيلهم لأولو بإسعاف وأثبته د. عبدالعظيم رزق، أولاً ثلاثة ترليون لا يمكن للاسعاف حملها، كنت أتوقع أن يقول من نقل الحديث أن الأموال رُفعت بـ )جامبو(، الأمر الثاني الأموال المرحلة لأولو من أين جئنا بها؟ هي )القروش( من وزارة المالية، والنيل الأزرق حتى الآن مافيها خمسمائة مليار وصلتنا كاش، هذا غير دقيق، وإن وجدنا هذا المبلغ لأصلحنا به الطرف الداخلية.
*)مقاطعة(.. لم نقصد حادثة الاسعاف، بل نتحدث عن جزء من ميزانية الإقليم تُحول لخدمات ومرتبات جيش الحركة الشعبية في أولو؟
- لولا ظروف الخريف لذهبتم إلى )أولو( وجمعتم المعلومات من أرض الواقع لتكونو على قناعة، جيشنا هناك لم يصرفوا مرتب ولو بقيمة )5( ألف جنيه ولم نوفر لهم الأكل، وفشلنا في توفير )100( شوال ذرة.
* فيما يخص المحاصاصات والقبلية الاتهامات تشير لتمكين الحاكم أهله وأقاربه وفرض السيطرة على الحكومة؟
- أنا قضيت )37( عام في الحرب في الجنوب، النيل الأزرق أتيتها عام1969، وأهدافنا في النضال لم تكن أهداف قبائل بل لدينا مظالم تاريخية من ضمنها الحكم الذاتي وقضايا الأراضي والتنمية المستدامة لشعب النيل الأزرق، والحكومة التي أنا فيها وفق الوثيقة الدستورية هي حكومة كفاءات، وكل الوزراء لم يكن فيهم أحد )أنقسناي( من الإثنية التي أنتمي لها، وأنا غير مستعد لذلك، وأفضل أن يكون للوزراء قدرات لتغيير البلاد، حكومتي من أبناء وبنات النيل الأزرق ولديهم قدرات، وكثير منهم كانوا داخل البلاد لم يكونوا معنا في الحرب عدا وزيرين أو ثلاثة منهم مولانا عباس كارا، ومولانا عمر الشيني والمهندس عبدالله يوسف، نحن فترنا من القبلية لا نريد للسودان أن يكون فيه مكان للقبيلة ويجب أن نتجاوز هذه التفرقة.
* ما الذي قدمه المركز بخصوص التنمية حتى الآن، حسب ما تم الاتفاق عليه في جوبا؟
- قدمنا خطط لمشاريع تنموية للمركز، لكن لم يصل الدعم بعد، وعن نفسي لا ألوم المركز لأن هنالك التزام من عدة دول بدعم الانتقال الديمقراطي، وحكومة السودان بعد اتفاق جوبا لم يصلها دولار واحد من الدول التي التزمت، وفي غياب التزام هذه الدول تجاه حكومة البرهان من أين نجد القروش ومن حكموا البلاد ثلاثين عامًا نهبوا الأموال والثروات.
* مقاطعة.. الانقلاب العسكري هو الذي عطل مشاريع التنمية والتزامات الدول بدعم الانتقال في حال كونه مدنياً خالصاً؟
- أريد أن أقول لك شيء أنا أكبر منكم عمراً، حكاية الانقلاب وما إلى ذلك ليست المبرر، من حكموا هذه البلاد ثلاثين عاماً شالوا قروش السودان وبرهان لم تكن له عصا موسى وفترة حكمه كلها عام ونصف أو عامين، إن كان هنالك لوم يجب أن يُوجه لحكومة الإنقاذ وتُسأل عن أموال البلاد، ويجب أن نفهم أن الخواجات يمنحون الدعم وفق تنفيذ برامجهم ولكنهم التزموا بالدعم ولم يقدموا أي شيء وحكومة السودان تعمل بالموارد البسيطة.
* معذرة.. التزام المانحين مرهون بالحكم المدني الكامل وهناك انقلاب عطل مشروع الدعم، فلماذا التركيز على الدعم الخارجي؟
- لا أريد الدفاع.. ولكن التحول المدني كان مستمراً ولكن نحن الشعب السوداني لا نقبل بعضنا البعض، وعدم التوافق السياسي أضعف الحكومة كلها، وحينما تم تشكيل الحكومة هناك من أصبحوا خارج التغطية وباتوا )يحفروا( لمن هم في الحكومة، وعدم التوافق خلق أزمة حقيقية وولدت صراعات ود.عبدالله حمدوك غادر البلاد وهذا كان له الأثر الأكبر، نتمنى في ظل أن يتفق السودانيون ونقبل بعضنا البعض، هناك ثلاثة لدايات )المكون المدني، المكون العسكري، الحركات المسلحة( إن لم يتفقوا لا استقرار للسودان، ونحن كسياسيين لدينا خلل كبير وهو عدم نظرتنا للمصلحة الوطنية بالنسبة لدولتنا بل ننظر للمصالح الضيقة، من هو في السلطة يصمت والذي خارجها يحفر لصاحب السلطة وهذا سيقود البلاد للنهاية، لذا دعونا نلوم أنفسنا جميعاً.
* هناك جملة اضرابات في الولاية بخصوص المرتبات، كيف ترى الأمر من جانبكم في الإقليم؟
- الإضرابات أمر طبيعي بالنسبة لأي دولة، وهذا أيضاً يقودنا للمشاكل الاقتصادية، هناك زيادة في المرتبات في الحكومة الاتحادية، واتضح أن حكومة السودان عاجزة عن التغطية وحينما جاء الدفع البنك المركزي عجز عن التنفيذ، وهذا خلق أزمة بالنسبة لنا ولبقية الولايات، ونحن بدورنا حاولنا أن نملّك الناس الحقيقة، وهذه مشكلة حقيقية لها أبعادها ربما الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أحد مسببات هذا المشكل وأثّرت على العالم، والغلاء أصبح في كل الدول حتى أمريكا وغيرها، فهي مشكلة عالمية، ونحن في النيل الأزرق كجزء من المجتمع السوداني لسنا بعافية عن بقية المجتمعات الأخرى، ونتحمل ونتفهم ونحاول تمليك المواطن ما يحدث، هذه ليست مشكلة الحكومة بل هي مشكل عالمية، ونحن حاولنا تشجييع الاستثمار وأجزت بعض القوانين منها: قانوني الاستثمار والتعدين لنستطيع أن نزيل بعض العقبات ونتمنى في القريب استقرارا أمورنا في النيل الأزرق ونتجاوز هذه المرحلة.
* في فترة من الفترات الحركة الشعبية كانت في تحالفات مع القوى السياسية منذ أيام د. جون قرنق حتى قبل ثورة ديسمبر وأيام البشير كنتم ضمن تحالف استراتيجي تحالف عريض مع بعض القوى السياسية، الآن ما هو شكل العلاقة؟
- علاقتنا مع القوى السياسية ممتازة في الخط الوطني، منها مع الجبهة الثورية قيادة د. الهادي وعلاقات اجتماعية عديدة هنا في النيل الأزرق، نتفق مع كل القوى فيما يوحد البلد ويخلق الاستقرار في ظل التطورات الجارية، وفضلنا الحوار للخروج من الأزمة مع السياسيين والعسكريين والحركات والوصول لتفاهمات، د.جون قرنق كان الحوار فلسفته، ومازلنا نقول أنه لابد من الحوار بين السودانيين ولا بد من أن نقبل بعضنا البعض حتى لا نفقد بلادنا والمؤسف أننا أصبحنا نستعين بالخواجات ليتوسطوا بيننا وهذا من العيوب الكبيرة، والسودانيين كانوا يتوسطون لحلول مشاكل الدول وما وصلنا له الآن فضيحة.
* ما الذي تحقق من نسبة الـ٤٠٪؟
- تحقق الاستقرار، وكنت أتمنى أن الأخوان في الأحزاب الأخرى أن يكونوا معنا إلى هذه اللحظة ولكنهم انسحبوا من الحكومة، الوضع يمضي للأفضل، والاستقرار وحده يمثل الـ٤٠٪، عبدالعزيز الحلو يقول أن السلام ناقص وهذا مجرد كلام، ولا يوجد الآن حرب، فليأتي بالجزء الناقص من السلام.
* هناك نسبة عالية من الفقر داخل المنطقة أين دوركم كحكومة؟
- الفقر وضع طبيعي في إقليم كالنيل الأزرق، ومن الطبيعي أن يكون إنسان المنطقة فقير، لأن هذه البلد حكم عليها بالحروبات، ولم تجد عافيتها منذ ١٩٥٦م، وقبل الاستقلال كانت هناك حروبات في هذه البلاد بين الإنجليز والإيطاليين، وفي ١٩٥٥م الحرب الأهلية الأولى )أنانا ون( جزء من أبناء النيل الأزرق كانوا فيها، ثم في ١٩٧٢ - ١٩٨٣ جاء حروب الحركة الشعبية بقيادة د. جون قرنق حتى ٢٠٠٥م، وفي ٢٠١١م أيضاً دخل المجتمع في حرب، استمرارية الحروب في الإقليم وجد الفقر سبيله في هذا المجتمع، ونقول معليش، وجزء من السياسين في البلد كانوا مخططين لعدم الاستقرار ولكن فتحنا صفحة جديدة لنغلق صفحة الحروبات إلى الأبد.
* ما حجم النازحين العائدين من دولتي جنوب السودان واثيوبيا؟
- لدينا ما لا يقل عن )٥٨( ألف مواطن، قدموا من جنوب السودان وإثيوبيا ووصلوا لمناطقهم أغلبهم من محليات: باو، الكرمك، قيسان، التضامن، وهم سيزرعون هذا الموسم في أراضيهم السودانية، ولولا ظروف الخريف لوصل العدد لأكثر من مائة ألف.
* هل الإقليم جاهز لاستقبال هذا العدد؟
- لا أستطيع القول بأننا جاهزين لأننا لا نملك الموارد، ولا توجد جهة داعمة ، ولا نستطيع أن نمنع أحدهم من العودة لبلاده، بل نشجعهم على ذلك وهذا هو الوضع، وأنا كحاكم أقول لهم حكومة المركز ليس لديها إمكانيات، وكذلك حكومة الإقليم، والمنظمات جمدت نشاطها لأن الخواجات لديهم حرب في بلادهم، ناسنا في النيل الأزرق متفهمين للوضع وظروف الحرب.
* لماذا تصرّون على إحالة فشل قضايا التنمية للأزمة الاقتصادية العالمية، في الوقت الذي رهن فيه الأوروبيون بشكل صريح تحقيق وعودهم بتحول الحكم إلى مدني؟
- )صمت(.. حتى إن لم يقدموا لنا الدعم أنا متأكد أن رب العالمين سيساعد الشعب السوداني..