الأربعاء 29 يونيو 2022 - 7:40
صلاح الدين عووضة يكتب: جيشنا!!

لا جيش برهان..
ولا جيش حميدتي… ولا جيش كباشي… ولا جيش أصحاب الجيوش الجانبية..
ونعني جيوش الحركات المسلحة..
والتي سوف تذوب قريباً في الجيش الأم… الجيش الرئيسي… جيش البلاد..
سوف تذوب – عاجلاً أم آجلاً – في جيشنا..
ولكن إلى ذلكم الحين لماذا لا تقف إلى جانب جيشنا هذه عند الملمات؟..
لماذا لا تحارب معه في الفشقة؟..
سؤال ننتظر الإجابة عنه من جبريل… وعقار… ودقلو… والهادي إدريس..
فربما الجيش – جيشنا – هو الذي لا يريد ذلك..
وذلك لاختلاف الأساليب… والتخطيط… والتكنيك… والتاكتيك… والعدة والعتاد..
فالدبابات مثلاً لا تُوجد إلا عند جيشنا..
ولكن جيشنا هذا لا يأتمر بقرارات عسكرية وحسب… وإنّما سياسية كذلك..
بل السياسية هذه هي السابقة للعسكرية..
والفشقة – على سبيل المثال – ظلّت محتلة من تلقاء الحبش طيلة حكم الإنقاذ..
ليس عجزاً من جانب الجيش لاستعادتها..
وإنما لعدم توافر القرار السياسي؛ وذلك لعدم توافر الإرادة السياسية..
علماً بأن الفشقة تختلف عن حلايب..
فالأولى سودانية مئة بالمئة… والثانية أتبعها المستعمر لدولتي الوادي..
فسياسياً أتبعها لمصر..
وإدارياً أتبعها للسودان؛ فظلت محل تنازع بين البلدين منذ خروج المستعمر..
ولنحو أربعين عاماً لم تنازعنا مصر عليها..
فظلت سوادانية خالصةً لنا إلى أن جاءت حادثة اغتيال حسني مبارك..
وذلك فضلاً عن طبيعة العلائق بين البلدين..
بين شطري وادي النيل؛ مما يجعل من المستحيل لجوءهما للقوة المسلحة..
ثم إنه جيشنا لأنه يستجيب لثوراتنا..
لأنه ينحاز إلى الشعب ضد أنظمة القهر دوماً؛ ولم يشذ عن ذلك مرة واحدة..
فقد فعلها في أكتوبر… وأبريل… وديسمبر..
ثم فعلها في 25 أكتوبر عندما حادت حكومة قحت عن المسار الثوري..
عندما أوشكت على التحول إلى دكتاتورية مدنية..
عندما كادت أن تجعلنا نعيش تجربة سياسية أشبه بتجربة قيس السعيد بتونس..
ومدنية قيس هذه أسوأ من شمولية ابن علي..
وقرارات تصحيح المسار ليست انقلاباً عسكرياً؛ فالانقلابات نعرفها جيداً..
فهي تصادر… وتؤمم… وتكبت… وتقهر..
ولكن الحريات – كافة – متاحة الآن؛ حتى الصحف لم تُوقف مرة واحدة..
في حين أنّها أوقفت أكثر من مرة في فترة قحت..
ولكن جيشنا تعرّض قبل أيام – ومن ثم نحن كشعب – لاستفزازٍ مرير..
استفزاز لم يقترفه حتى بوتن..
وبوتن هذا – كما هو معروفٌ – أعظم طاغية الآن على وجه الأرض..
ورغم ذلك لم يعدم أسراه من المجندين الأجانب..
ولا نقول أسراه الأوكرانيين؛ فمثل هذه الفعلة لم تخطر على باله أبداً..
ولكن إثيوبيا فعلتها في حق بعض جنودنا..
أعدمت – من بعد الأسر – ستةً من منسوبي جيشنا بالفشقة؛ ومدنياً واحداً..
والآن البرهان أمام تحدٍّ كبيرٍ..
فهو مُطالبٌ – بوصفه رئيس البلاد وقائد الجيش – بإصدار قرار سياسي..
ثم يتبعه بقرارٍ عسكري..
فإن لم يفعل فهو نفسه يحتاج إلى تصحيح مسار؛ وهو يعلم ما نعنيه..
ويُخطئ من ينظر للجيش بحسبانه جيش البرهان..
كما يفعل بعض الذين يصرخون الآن – عن جهل – بهتاف الجيش للثكنات..
إذن لماذا ذهبنا إليه في ثكناته لينقذنا من البشير؟..
ولماذا فعلنا الشيء ذاته عند كل ثورة من ثوراتنا الشعبية منذ الاستقلال؟..
فهو جيش السُّودان..
جيشنا!!.