الأربعاء 29 يونيو 2022 - 21:12
ومن سوء الفعال ان تقدم دولة جارة على قتل جنود جارتها بذات الطريقة التى نفذت بها اثيوبيا جريمتها النكراء التى تنتهك حقوق الانسان، وتعتبر فعلاً مستنكراً ينافى اخلاق الدول في ما يتعلق بمعاملة الاسرى، فاثيوبيا لم تقدم على ارتكاب مثل هكذا فعل جزافاً او من باب السلوك الفردى، وانما لديها مآرب تقف خلف ذلك الفعل المنكر .
فحينما تقوم دولة بقتل اسرى دولة اخرى فتلك رسالة قصيرة عنوانها الحرب، لاسيما ان جميع اتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية حرمت ومنعت قتل اسرى الحروب والنزاعات ودعت لمعاملتهم معاملة كريمة، الا ان ما فعلته اثيوبيا يهدف لاثارة العدوان والفتنة والحرب بين البلدين .
لقد ظللنا كثيراً نحذر من كيد الجارة اثيوبيا منذ اختطاف الضابط النقيب قائد الحامية، خاصة ان اثيوبيا تعمل على انفاذ مخططات من شأنها الاضرار بمصالح دولتنا وشعبنا، الا ان قيادة الدولة ظلت تهمش تلك التنبيهات باستمرار فى محاولة لدس الرؤوس فى الرمال او ارتداء نظارة سوداء تحجب الرؤية عما يحاك من مؤامرات اصبحت واضحة وضوح الشمس .
ولم يتبق الآن امام البرهان سوى بعض الخيارات التى لا بد منها، وابرزها خيار الحرب، ولكن ليس بطريقة الهجوم الذى تم بالامس، واحسب انه كان هجوماً بدون هدف. ولكننا نريد حرباً باهداف مخططة وغايات تتحقق باقل خسائر، فمن المفترض ان تتم مهاجمة معسكرات الجيش الاثيوبي، وان تتم عمليات اجلاء كبيرة للاثيوبيين وازالة مستوطناتهم داخل الاراضى السودانية وابعادها كثيراً عن الحدود، وايضاً من المفترض ان تتم عمليات ابعاد واسعة لكل الاثيوبيين بالسودان مع مصادرة ممتلكاتهم، وتجفيف معسكرات اللاجئين وقفل الحدود واطلاق النار على اية محاولات لتجاوز الحدود او اختراق الاراضى السودانية .
ويجب الآن على الحكومة السودانية ان تتصدى للعدوان داخل حدود ارض الوطن بدلاً من الارتزاق وحماية اوطان الآخرين، فما يتعرض له السودان الآن من هجمات متعددة ومحاولات اغتصاب لاراضيه وجب الآن التصدى لها بشراسة، وحقيقة الجيش ليس مكانه المكاتب، بل يجب ان يكون في ارض المعارك يقاتل بضراوة ويحمى حمانا وينتقم لرفقاء الدرب، فوالله ما فعلته إثيوبيا أمر شنيع ومستهجن، وكان ينبغى ان يخلق حالة من الالم وفقدان الوعى بين الجنود، لدرجة تقودهم لشن حملة انتقامية يسقط ضحيتها المئات من عناصر الجيش الاثيوبي .
ما فعله الجيش الاثيوبى بعناصر من جيشنا الآن يعنى انهم على مستوى قيادة بلدهم ينتابهم شعور بالاستهزاء ازاء رد فعل السودان حكومةً وشعباً، بل ويتعمدون الاتيان بمثل تلك الافعال لمعرفة ردة فعل الجيش السودانى، وهذا هو القليل وهنالك الكثير، ابتداءً من معاملة السودانيين وانتهاءً بالسرقات التى ينفذها عمال مطار اديس لحقائب المغتربين السودانيين .
والآن يتوجب وقف التعامل بين البلدين وقطع العلاقات واتخاذ تدابير دبلوماسية من شأنها استرداد كرامة الجيش السودانى، والعودة الى مربع ارهاب اثيوبيا بطلقة واحدة من معسكر الجيش السودانى الذى تكالبت عليه الذئاب وتجار الحروب وقسموه كقطعة بيتزا الى اجزاء.