الثلاثاء 19 يوليو 2022 - 12:33

يتواصل مسلسل العنف في ولايات السودان وتتسع رقعة الفوضى و الإنفلات الأمني الخطير يوما بعد يوم ، في الوقت الذي لايرى فيه رئيس المجلس الانقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان هذا الانحدار الخطير الذي يقود السودان الى التفكيك والعيش تحت وطأة الحرب الأهلية والسير نحو الهاوية ، فما نعانيه الآن أن هؤلاء الحكام الغافلين يفعلون كل شيء أسوأ و يظنون أنهم يحسنون صنعا.
ومؤسف ان يكون أمر البلاد تحت قيادة رجل لايأبه بموت المواطنين وقتلهم يومياً بكافة اشكال الطرق وأنواعها في العاصمة والولايات دون ان يحرك ذلك ساكناً فيه ، فالعنف لم يتوقف في ولاية النيل الأزرق ، التي نامت على وسادة الجرح ورائحة الدم والنزيف ، لتستيقظ مدينة كسلا ارض القاش من نومها حزينة ، وهي تشهد انفلاتاً أمنياً كبيراً، نتيجة لإحتجاجات عارمة وأعمال فوضى وحريق بالمحلية وأمانة الولاية وبعض السيارات وإغلاق لبعض الطرق ، من قِبل مكون قبلي، احتجاجاً على أعمال العنف والموت بالنيل الأزرق لامتداد قبيلتهم هناك وهو الأمر الذي نتج عنه قتل ثلاثة مواطنين وأصيب أخرون .
ففي خطاب البرهان الذي أعلن فيه إنسحابه عن الحوار تحت مظلة الآلية الثلاثية قال إن الجيش سيتولى مسئولية أمن البلاد وسلامة مواطنيه حتى يتسنى للأطراف السياسية الاتفاق حول رؤية مشتركة ولكن يبدو ان البرهان اعلن انسحابه من موقع المسئولية كقائد للجيش أيضا فشلت مؤسسته العسكرية في بسط الأمن مثلما فشل المكون العسكري والمجلس الإنقلابي بقيادته في حكم البلاد منذ إعلان إنقلاب اكتوبر وحتى تاريخ استشهاد آخر مواطن أمس .
وماسنجنيه من إستمرار البرهان في عناده وتشبثه بالحكم بالرغم من انه يعلم علم اليقين أن لايصلح لهذا الموقع و)لايشبه( هذا الشعب العظيم حتى يكون الرجل الأول في الدولة ، ماسنجنيه سيكون أكبر فهذا الرجل الذي ادخل السودان في غسق الفشل والضياع والهلاك سيجعل خسارة هذا الوطن أكبر في أيام قادمات إن لم تتدخل المؤسسة العسكرية لحسم الأمر الذي تتحكم فيه الفوضى ، فالانفلات الأمني بالولايات أشد خطرا من الانفلات الأمني بالعاصمة ،ولكن يكفي قائد الإنقلاب مساحة جغرافية داخل الخرطوم تحيط بها حراسة مشددة تكفيه شر السقوط اما مايحدث حوله فلا يهمه كثيرا ان مات الناس في الخرطوم او دارفور او النيل الازرق ، الرجل مايهمه كيف يكون تحت حماية الحكم لزمن إضافي .
فكارثة هذه البلاد وازمتها الحقيقية تكمن في وجود قائد للجيش لم يفشل إقتصاديا لفساد نظامه ونهبه لموارد البلاد ، ولا لكونه يفشل سياسيا لقلة خبرته في مجال السياسة ، لكن الكارثة تكمن في انه قائد الجيش والمسئول الأول عن الاجهزة الأمنية والنظامية الذي أشهر سلاحه ليفرض حكما عسكريا باطشاً ، ويأتي ليفشل في بسط الأمن والسلامة للمواطن !!
طيف أخير:
البدايات أحيانا خدعة، والنهايات دروس وعبر.