الأربعاء 27 يوليو 2022 - 11:16

في أول دعوة صريحة للحرية والتغيير للخروج في موكب احتجاجي أمس، دعماً للتعايش السلمي ونبذ العنصرية منذ قرارات قائد الجيش السوداني الصادرة في 25 أكتوبر الماضي، في الوقت الذي إنفردت فيه لجان المقاومة بالدعوات للمواكب والسيطرة على الشارع في عمليات الحراك الثوري الداعم للحكم المدني حدث ما كان يجب أن لا يحدث
فالإعتداء على الموكب كان مؤسفاً، وإن ماحدث لا علاقة له بلجان المقاومة حتى وان أصدرت بعض اللجان بيانات رافضة لموكب قحت، فلن تصل المقاومة بوعيها الى حد التعدي السافر على مواكب قوى الحرية والتغيير.
فثمة جهة تقف لتتصيد مثل هذه المواقف لتظهر في وقتها، فماحدث هو تخطيط وتدبير لجهة قرأت رفض بعض اللجان، واختبأت خلف حروفه غدراً، ونفذت خطتها حتى يتم توجيه الإتهام للمقاومة، فجهاز الأمن الكيزاني يتربص والأمن الشعبي يتربص ، الدعم السريع )عندو مقاومة( والعسكر لهم جنودهم الخفية داخل المواكب فكل ماهو عنيف يشبه خطة جهاز الامن والإنقلابيين التي تريد ان تقول ان الثورة أصبحت غير سلمية وان المدنيين يتشاكسون فيما بينهم.
ففي كل المواكب التي دعت لها لجان المقاومة كانت قحت داعمة ومؤيدة لها ومشاركة فيها لم تصدر بياناً واحداً، لتدعو جماهيرها لمقاطعة مواكب المقاومة، وكنا شهوداً على مشاركة قيادات الحرية والتغيير في اغلب مواكب المقاومة ، لأن الهدف واحد والغاية واحدة، هذا الحديث ليس دفاعاً عن قحت التي كتبنا عنها هنا انها كانت جزء من الأزمة، ولكن لن نقف على تشييد حلبة جديدة للصراع بين القوى المدنية سياسية وثورية حتى لا يكون الجمهور ) المعجب ( هم العسكر والكيزان، في وقت تشهد فيه البلاد أنواعا من الصراعات التي تجعلها على حافة الخطر.
فالذين ينتظرون ذلك هم من يعملون بجد وفي هذا التوقيت تحديدا لإضعاف صوت الثورة ويخططون من أجل احداث هذا الشتات ، فرأينا في قحت يجب ان لايشغلنا عن قضيتنا الأساسية الآن ، ومحاسبة قحت على الأخطاء التي ارتكبتها ، يجب ان لا يسرق ساعة الزمن عندنا لمحاسبة العسكر واتباعهم بالإسقاط ، فليسقط البرهان ومجلسه الانقلابي واللجنة الأمنية فجميعنا تقع علينا مسئولية تحقيق هذه الغاية لجان المقاومة والحركات غير الموقعة على اتفاق جوبا والنقابات والمنظمات والاحزاب شيوعي وأمة واتحادي وبعثي وإعلام حر فأنا وأبن عمي على الإنقلاب.
ومحاسبة قحت لا تتم بالأساليب التي يمكن ان تتم بها محاكمة الثورة ، فالمقاومة يمكن ان تحاسب قحت سلمياً دون المساس بمبادئها وأعرافها ، المتمثلة في السلمية والإلتزام باخلاقيات وأدب الشارع تلك الاخلاق الثورية التي جعلت ثورة ديسمبر صامدة ومستمرة دون غيرها من الثورات في العالم.
فالذي يريد ان يحاسب قحت يجب ان يقف ضدها في كل خطوة قادمة تحيد بها عن طريق الثورة ، ولا يسمح لها بتكرار الخطأ مرتين ،فكلمتكم وقراركم هي العصاة التي يمكن ان تهشوا بها على كل من له مآرب أخرى، فالمقاومة باتت اقوى من قبل وأصبحت صاحبة كلمة وقرار سياسي ، فعندما تقول لا ، ستهزم ألف قرار، تعلو كلمتها ولا يعلى عليها، فهي لا حاجة لها لإبراز العضلات في الشارع العام ، هي أكبر من ذلك بكثير.
لاتفتحوا نوافذكم وأبوابكم للمتربصين بكم وبالثورة ، فمثلما هناك اطراف ملثمة تقنص قد تكون في وسط المواكب وجوه ثورية زائفة تسيء للثورة باسم لجان المقاومة وتريد تشويه سمعتها وكسر شوكتها وهذا النوع من القنص سلاح فتاك، لا تعطوهم فرصة ليهللوا بنجاحهم انهم جعلوكم تتشاكسوا في الوقت الذي ينتظر العالم كله وحدتكم ليدعم قراركم ورغبتكم في بناء وطن حر ديمقراطي.
طيف أخير:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفراداً
كونوا جـــميعـاً يا بني إذا اعترى خـــــطـــب ولا تــتــفرقوا آحاداً
الجريدة