الخميس 11 أغسطس 2022 - 20:38

الخرطوم : وجدان طلحة
شهدت دار المحامين أمس أحداث عنف، بعد اعتداء بالعصي و)الخراطيش( من قبل مجموعة ترتدي زيًا مدنيًا ،على ورشة حول )الإعداد للإعلان الدستوري( ، وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أن أغلبهم شباب دخلوا إلى الخيمة التي يوجد بها المشاركون، فيما ظل آخرون في مدخلها يقذفون الحضور بقوارير المياه والحجارة، وتصدى لهم بعض الشباب داخل الخيمة .. وأصيب عدد من المحامين بإصابات متفاوتة.
اقتحام الدار
بعض الفيديوهات المتداولة صورها المعتدون أنفسهم، وكانت أصواتهم تعلو وتشجع الآخرين للاستمرار في العنف ، وآخرون يرددون )فولكر بره( في إشارة إلى رئيس بعثة يونيتامس بالخرطوم فولكر بيرتيس ، وكانوا يتجولون بكاميرا الموبايل للتأكيد أنهم داخل الدار وأن عملية الاعتداء على المنشط ما تزال مستمرة.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ)السوداني( فإنه تم اقتحام دار المحامين بواسطة مجموعة متمرسة في العنف ، ومعهم عدد قليل جدًا من المحامين ، وكانوا متجمعين في الناحية الشمالية للدار ، ورددوا شعارات ترفض تسييس العمل النقابي، وأخرى ضد فولكر، رغم أنه لم يكن ضمن الحضور، ويبدو أنهم وصلتهم معلومة خاطئة أنه سيكون حضورًا في اليوم الختامي.
فولكر يعلق:
وعلق رئيس بعثة يونيتامس بالسودان فولكر بيرتيس على أحداث العنف التي شهدها دار المحامين أمس، وقال “إن الهجوم على ورشة العمل في دار المحامين غير مقبول” .
وأضاف في تغريدة على تويتر “من يستخدم العنف لمنع اجتماع سلمي لا يسعى إلى إجماع وطني”.
اتهام الفلول:
اتهم وزير شؤون مجلس الوزراء السابق والقيادي بقوى الحرية والتغيير، خالد عمر ، الفلول بشن هجوم على ورشة الإطار الدستوري، واعتبره دليل ضعفٍ وإفلاسٍ وقلّة حيلة.
وقال خالد عمر يوسف، في تغريدة على تويتر ،إنّ مشاركتهم في الورشة ستستمر، وإنّ كلّ أشكال البلطجة لن تثنيهم عن المضي قدمًا لمحاصرة السلطة الانقلابية ومن شايعها، مؤكدًا المضي إلى الأمام عبر العمل السياسي والميداني والإعلامي وكافة أشكال المقاومة السلمية، وقال هذه البلاد لن تحكم بالظلاميين وسيبلغ شعبنا غاياته في الحرية والسلام والعدالة طال الزمن أم قصر.
الفترة الانتقالية:
ورشة الإعداد للإعلان الدستوري الانتقالي الذي يحكم الفترة الانتقالية ويؤسس للمبادئ الدستورية، شارك فيها رئيس بعثة يونيتامس بالخرطوم فولكر بيرتيس والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيقاد، والاتحاد الأوروبي، وبعض ممثلي البعثات الدبلوماسية بالخرطوم ، بالإضافة إلى عدد من القوى السياسية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة وبعض أطراف سلام جوبا وغيرهم.
وبحثت الورشة مهام الفترة الانتقالية ومدتها وهياكل السلطة المدنية التي ستقودها وكيفية تشكيلها وطبيعة مهامها، ودور ومهام المؤسسة العسكرية والأمنية خلال المرحلة الانتقالية، واستمرت لمدة 3 أيام.
هذه مصيبة:
المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ يذهب في تصريح لـ)السوداني( إلى أن اسوأ ماحدث أمس أن محامين مناط بهم التأكد من تطبيق القانون واللجوء إلى القانون وحسم الخلافات أن يحمل بعضهم العصي والخراطيش والحجارة وقال “لو كانوا جميعهم محامين فهذه مصيبة، وإذا استعانوا بآخرين خارج القانون فالمصيبة أكبر لأنهم خرقوا مبدأ الاحتكام بالقانون في حل المنازعات ” وتساءل ، فماذا تركوا لعوام الناس؟ وقال هذا سلوك متوائم ومتسق من بنية وأفكار تنظيمهم السياسي الذي ظل يحكم البلاد لـ30 عامًا بشرعنة العنف ونشر خطاب الكراهية وإقصاء الرأي الآخر، وهذا مسلك يضاف لسجل الإسلاميين والحركة الإسلامية في السودان حينما أدخلت العنف الطلابي لأول مرة ، مشيرًا إلى أنهم بأحداث دار المحامين واعتداء منسوبيهم على ورشة الإعلان الدستوري يوم أمس أضافوا يومًا جديدًا في هذه السيرة ، في حين أنه كان يمكن أن يبادلوها الحجة بالحجة أو أن يقيموا فعالية نظيرة أو يلجأوا إلى تدابير نقابية ضد اللجنة التسييرية، لافتًا إلى أن خطورة هذا الأمر “نشر العنف وسط القطاعات المستنيرة” مؤشر مخيف لمستقبل البلاد التي ينتشر فيها خطاب الكراهية والسلاح وتضعف به قبضة سلطة الدولة المركزية كأنما المشهد مرصود صوب انتقال البلاد إلى الحرب الأهلية. وتساءل كيف لا يحدث ذلك ومحامون ورجال قانون يستخدمون العصي والخراطيش والحجارة تجاه رأي مخالف لهم وماذا تركوا لعوام الناس .
أمر مؤسف:
عضو الحرية والتغيير معز حضرة قال لـ)السوداني( إن ما حدث في دار المحامين ليس غريبًا على فلول النظام السابق، لأنهم يمارسون العنف ولا يعرفون الديمقراطية، مشيرًا إلى أن مثل هذا الأمر حدث في عهد عبدالرحمن الخليفة عندما كان نقيبًا للمحامين في إفطار المحامين في دارهم ، اعتدت مجموعة من الإسلاميين عليهم، وتم منعهم من تناول الإفطار، وقال هم الآن يكررون نفس الفعل.
وقال إنهم لا يعرفون النقاش واحترام الدساتير، وأضاف ما حدث هو دليل على أن انقلاب 25أكتوبر يشكل حماية لهم ، وأن ماقاموا به يعتبر عملًا جنائيًا كان يجب على النيابة وعلى الشرطة أن تمنعا هذا الأمر، وهذا أمر مؤسف.