الجمعة 12 أغسطس 2022 - 13:26
اخجلوا يا قوم أما كفاكُم..؟ بقلم: زاهر بخيت الفكي


نقف اليوم على بوابات العام الرابع ودفاتر الفعل الموجب خالية، وسلال القُمامة السياسية مملوءة عن آخرها، ورائحة أفعال الساسة الكريهة أزكمت الأنوف، والكُل يسعى بلا خُطط وبلا وعي للجلوس في أعلى هرم السياسة المُضطرِب، وكُل من تهجأ منّا كلمة من كلمات السياسة يطمح في أن يكون رئيساً لبلادٍ أفاض الله عليها بنعمٍ لا تُعد، وبعلماء كُثر لا يُمانعون في المُشاركة )إذا( ما طُلِب منهم، وفيها ما يكفي من أصحاب الخبرات العظيمة، ومن لديهم القُدرة على الانتقال بها من مُربعات البؤس إلى براحاتِ الرفاه، والارتقاء بها بحق إلى أعلى قوائم الدول الفاعلة القوية باقتصادها ومواردها.
بالأمس القريب هاجم بعض عُشّاق السُلطة )الكبار( في أعمارهم، و)الصغار( جداً في عقولهم وطريقة تفكيرهم ورشة لمبادرة شاملة يقودها )السودانيون( يعني لا فيها أجانب ولا سفارات ولا يحزنون، ورشة )مُعلنة( لم يعقدها أهلها في الخفاء، ضمت مجموعة واسعة من الأطراف من أجل دعم التقدم للأمام نحو إطار متفق عليه لحل الأزمة السياسية، أقاموها لدعم إجراء حوار بين مختلف الأحزاب والمجموعات السودانية، وتهدف للتوصل إلى اتفاقٍ سياسي يُؤسِس لحكومة انتقالية ذات مصداقية بقيادة مدنية تُحظى بدعم واسع النطاق، بالإضافة إلى خارطة طريق واضحة للانتخابات، حسب اعلان أصحابها.
دخل عليهم من تشبّهوا بطائرِ البوم الذي لا يهنأ إلّا في مواطن الخراب، دخلوا يحملون هراوتهم وعصيهم لافشال تلك الورشة، حتى لا تصل مُخرجاتها إلى شئٍ يُقصيهم من سلطةٍ ذاق بعضهم حلاوتها، وكرهوا أن يمُسِك بزمامها غيرهم، أما يستحي هؤلاء وفيهم من ملأوا دنيانا بالضجيج، وأصموا اذاننا بالحديث عن الوعي والتحضُر ومقارعةِ الحجة بالحجة، ولكن القلم كما قالوا لن يزيل بلم من قلّ عنده الفهم.
ما زلنا نحلم بالرغم من الازمات وحالة الانسداد التي نعيشها اليوم، بيومٍ تشرق فيه شمس السودان على براحاتِ المدنية، تدفعنا النشوى الكبيرة بانتصارنا ونجاح ثورتنا، والفرح الهستيري بزوال النظامِ الذي ألقينا على شماعته كُل فشل ساستنا مُنذ استقلالنا )عسكر ومدنيين(، وما زلنا نظُن ظنّاً لا تُدانيه الشُكوك بأنّا قاب قوسين أو أدنى من غدٍ آتٍ يحمل في أحشاءه بُشريات النهضة والنماء، ويحمل الأمل بغدٍ نرتقي فيه سُلم التطور ونلحق فيه بمن سبقنا، وبلادنا ولله الحمد فيها ما يكفي أهلها وغيرهم، )إن( قيّض الله لها من يُقيل عثرتها، ويُضمِد جراحاتها.
نقول للشباب بأنّ لا يستجيبوا لاستفزازاتِ المرضى وأصحابِ الأجنداتِ الخاصة، فهؤلاء لا يهُمّهُم ذهاب السودان وأهله إلى جحيم الفقر والجوع والدمار، ما يهمهم فقط هي السُلطة، وكُلما اقتربنا متراً من مدنيتنا المُشتهاة سيُحاول هؤلاء أن يبعدونا أميالاً منها، فمستقبل السودان بين أيديكم، وواجبكم الحفاظ على ثورتكم المتعوب فيها، والتي حملتُم فيها سلاح السلمية وهزمتُم به نظام الانقاذ القوي الذي لم تنفعه دباباته ولا مُجنزراته في الصمود أمامكم.
ونوصيكُم بأن لا تُفرِطوا في ثورتكم وتتركوها للساسة فإنهم لن يُفيدوكُم بشئ.
الجريدة