السبت 13 أغسطس 2022 - 5:25
سورة مريم Maryam
آية 77
تفسير ابن كثير - Ibn-Katheer
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا )77(
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن خباب بن الأرت قال : كنت رجلا قينا ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه . فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث . قال : فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد ، فأعطيتك ، فأنزل الله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا (إلى قوله ويأتينا فردا (.
أخرجه صاحبا الصحيح وغيرهما ، من غير وجه ، عن الأعمش به ، وفي لفظ البخاري : كنت قينا بمكة ، فعملت للعاص بن وائل سيفا ، فجئت أتقاضاه . فذكر الحديث وقال أم اتخذ عند الرحمن عهدا (قال : موثقا .
وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : قال خباب بن الأرت ، كنت قينا بمكة ، فكنت أعمل للعاص بن وائل ، قال : فاجتمعت لي عليه دراهم ، فجئت لأتقاضاه ، فقال لي : لا أقضيك حتى تكفر بمحمد . فقلت : لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث . قال : فإذا بعثت كان لي مال وولد . قال : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا (إلى قوله ويأتينا فردا (.
وقال العوفي عن ابن عباس : إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل السهمي بدين ، فأتوه يتقاضونه ، فقال : ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ، ومن كل الثمرات ؟ قالوا : بلى . قال : فإن موعدكم الآخرة ، فوالله لأوتين مالا وولدا ، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به . فضرب الله مثله في القرآن فقال) أفرأيت الذي كفر بآياتنا (إلى قوله ويأتينا فردا (
وهكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وغيرهم : إنها نزلت في العاص بن وائل .
وقوله لأوتين مالا وولدا (قرأ بعضهم بفتح" الواو "من" ولدا "وقرأ آخرون بضمها ، وهو بمعناه ، قال رؤبة :
الحمد لله العزيز فردا لم يتخذ من ولد شيء ولدا
وقال الحارث بن حلزة :
ولقد رأيت معاشرا قد تمروا مالا وولدا
وقال الشاعر :
فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمار
وقيل : إن" الولد "بالضم جمع ،" والولد "بالفتح مفرد ، وهي لغة قيس ، والله أعلم .