الأحد 21 أغسطس 2022 - 21:12

حوار : محمد جمال قندول

برز رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي احمد بلال عثمان بصورة لافتة خلال العقد الاخير حيث تقلد مناصب وزارية عديدة في حقبة البشير ابرزها الإعلام والداخلية كما برز كعضو في الآلية العليا للحوار الوطني الذي انعقد بالعام 2016 ، عرف عنه تصريحاته المصادمة في مواقف سياسية متباينة ، (الإنتباهة) اصطادته في حوار كان التطواف فيه حاضرا على قضايا الراهن السياسي التي تتقدمها الأزمة السياسية والمبادرات الوطنية المقدمة كحلول عوضا عن تقييمه لتجربته بمشاركة الإنقاذ ودواعيها وكان الرجل حاضرا بإجابات اتسمت بالصراحة.

*حسنا نبدأ بظهورك في قاعة الصداقة بالمائدة المستديرة لنداء أهل السودان ؟
ــ هي ليست مبادرة ونحن شكلنا حضورا كنداء اجتماع حول مائدة مستديرة تقدم فيها آراء من مختلف الجهات الحاضرة وتخرج بنتائج مما قدم من الاطراف ونجحت في حشد الكثير من الناس والقبائل وحتى المكونات السياسية ، حضرنا الجلسة الاولى والتي اتسمت بالمداخلات الفردية وكان من المفترض ان تنقسم الي لجان ونحن كاتحاديين لدينا مبادرة تنسيقية أطلقها مولانا محمد عثمان الميرغني وكنا نعتقد ان يقدم الناس آراءهم بنداء اهل السودان ولكن للاسف هذا الشيء لم يحدث ما زال هنالك وقت ونقترح في تشكيل لجان تتمثل في 4 او 5 جهات لتقرب وجهات النظر وايضا العمل على إزالة الانسداد والاحتقان وتعطيل دولاب العمل والعمل على إنهاء الصراع حول السلطة.

*الاتحاديون أنفسهم من خلال بيانات خرجت منقسمون حول المبادرة ؟
ــ لا، هنالك تنسيقية الأحزاب الاتحادية المشتركة وشكلنا لجنة عكفنا على تقريب وجهات النظر ولدينا رؤية واضحة في المخرجات.

*هنالك بيان للحزب الاتحادي الأصل نفى من خلاله مشاركته بنداء أهل السودان ؟
ــ دعك من الأصل نحن الذين شاركنا وحضرنا نعتقد ان ما طرح تمثل وجهة نظر واحدة ولأجل ذلك لم تظهر رؤيتنا ولا رأينا ولابد للاستماع للاتحاديين في الحلول.

*قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ظلت ولا تزال ترفض كل المبادرات المطروحة ؟
ــ أسوأ الظواهر السياسية ان يتجرد ناس في انقسام لا تواصل بينهم هذا حدث في مصر وقاد الى حركة 30 يونيو الذي قام به السيسي كما كان هنالك اعتصام في رابعة وميدان التحرير ويحدث الآن في تونس وفي العراق ونحن نخشي ان يكون السودان مسرحا لهكذا سيناريو وينقسم الشعب ويتشظى الى قوى متنافرة قوى الحرية ترفض كل الناس وتصفهم بالتخوين والفلول وهذا حديث خطأ ونحن حضرنا مبادرة الطيب الجد لأجل المصلحة الوطنية والاطلاع على الأطروحات.

*كيف تتوقع أن يمضي المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة؟
ــ المشهد ما زال محتقنا وأعتقد ان الصراع حول سلطة الفترة الانتقالية يجب ان ينتهي وتمضي الانتقالية بلا صراع وبمعايير مطلوبة كما حدث في اكتوبر 64 وأبريل 85 رئيس وزراء مستقل وزراء ذوو كفاءة عالية وهذا هو الجانب الاساسي وكذلك تشكيل مجلس سيادة مدني بنفس المعايير بالاضافة الى تسيير دولاب الحكومة والعمل على برنامج مثل الاقتصادي بعقد مؤتمر اقتصادي لمعالجة قضايا ومعاش الناس على ان تتفق الأحزاب برؤى مستقبلية.

*تصدرت تصريحات لإبراهيم الشيخ ومريم الصادق عن رفضهما للإقصاء السياسي البعض ذهب الى ان ذلك قد يكون مؤشرا لتسوية سياسية قادمة ألا تتفق مع هذا الرأي ؟
ــ هم أنفسهم يتحدثون في تصريحاتهم عن ما أسموه بالانقلاب ولديهم أمان بعودة عقارب الساعة الى ما قبل 25 اكتوبر ولكن أرى انه لا الحرية والتغيير مجموعة المركزي ولا النظام السابق لهم مكان بالحكم بالفترة الانتقالية.

*بمن تقصد النظام السابق ؟

ــ أعني المؤتمر الوطني لن يكون جزءا بالفترة الانتقالية للحكم واعتقد بان حتى العسكر ابتعدوا عن المشهد السياسي على مستوى السيادة والحكومة.

*أنتم شاركتم المؤتمر الوطني الحكم وظلت أحزاب المركزي تهاجمكم وتصفكم بالفلول؟

ــ أن يحاكم حزب حزبا آخر هذه عملية خاطئة والفاسد يحاكم قضائيا اما ان يكون مجرد المشاركة فهذه محاكمة سياسية ، ودعني اسألك من الذي لم يشارك وهذه ليست سبة وفي تقديري الهجوم علينا لا يتعدى مسألة شيطنة تتخذها قوى الحرية والتغيير للاستقواء على الآخرين ونحن كذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي لا نريد ان نشارك .

*يعني أنت تذهب الى ان تكون الفترة الانتقالية خالية من مشاركة التيار الإسلامي ومجموعة المركزي ؟
ــ ليس هؤلاء فحسب بل خالية من كل السياسيين تماما سواء ان كان على مستوى مجلس السيادة ام مجلس الوزراء وحتى الحركات المسلحة يجب ان تخرج من الحكم والاداء التنفيذي السياسي.

*هل يكون اللجوء لانتخابات مبكرة خيارا حال فشلت كل المساعي للتوافق ؟
ــ الانتخابات المبكرة لو تمت في هذا المناخ لن تؤدي الى استقرار بالسودان ويجب ان تنعقد في جو التراضي الوطني المتكامل وكثير من المسائل يجب ان تحل والعدالة تحتاج الى لجنة مصالحات حقيقية تجبر الضرر وتأخذ العدالة مجراها ، والتحديات كثيرة جدا منها الاقتصادية والأمنية ويجب ان تحل على مسافة واحدة كما ان الانتخابات تحتاج الى قانون إحصاء سكاني وتهيئة الأحزاب واتساءل كيف تجري انتخابات ولديك 145 حزبا و87 حركة و89 منظمات مجتمع مدني تداعي بالقبليات والجهويات واحتقانات بالإمكان ان تجري انتخابات رئاسية وينعقد مؤتمر دستوري واستراتيجي لبرنامج الحكومة يمكن التوافق عليه ثم بعد ذلك لانتخابات برلمانية.

*كيف تقرأ بعض المؤشرات التي تخرج بين الحين والآخر تنادي بعودة حمدوك رئيسا للوزراء ؟
ــ السودان به 40 مليون نسمة أليس هنالك كفاءات وطنية يمكن تدير المرحلة الانتقالية إلا حمدوك ان الامر كذلك فهذه كارثة.

*لا تتوقع عودته ؟
ــ أنا ليست ضد حمدوك بشخصه ولكن بالمعايير والكفاءة وحل مشاكل الوطن الأمر لا يحتاج الى خبير من الامم المتحدة او سوداني مقيم بالخارج >

*هنالك رفض متشدد لقوى الحرية والتغيير لاي تسوية تدخلكم بحوار معهم ويصرون على العودة الى ما قبل إجراءات 25 اكتوبر ؟
ــ هذا مرفوض وقوى الحرية والتغيير فشلت بالأداء التنفيذي ولم تقدم للمواطن اي شيء عودتهم وعودة المؤتمر الوطني الى الحكم مرفوضة وكما ذكرت لك اي مشاركة لسياسيين بالفترة الانتقالية مرفوضة الآن الشارع السياسي السوداني فيه مكون أساسي وهو الشباب مطالبهم حكومة مدنية كاملة ونحن مع هذا الطلب لمجلس السيادة والوزراء.

*التسريبات حملت ان أغسطس الجاري سيكون شهرا حاسما وتشكل فيه حكومة هل يقدم البرهان على خطوة إعلان حكومة بمفرده حال فشلت مساعي المبادرات ؟
ــ بالضرورة ان تشكل حكومة البلاد والتي تدخل شهرها العاشر بلا حكومة ويجب ان تشكل وهذا ما قاله البرهان و المسؤولية الملزمة للقوات المسلحة ان تكون على مسافة بين السياسيين السودانيين ولكن لابد من تسيير دولاب العمل اذا فشل الناس قد تتشكل حكومة مهام مؤقتة بمعايير تختلف التي شكلت بها الحكومة السابقة وان تعد لانتخابات مبكرة ونفضل ان تكون رئاسية.

*مشروع وحدة الاتحاديين لم تبرح مكانها ؟

ــ اليوم اجتمعنا وسنعقد اتصالات ومؤتمر صحفي نعلن فيه تنسيقية الأحزاب المشتركة ويكون هنالك تطواف بالولايات وتتنزل بكل الانحاء والأحزاب والفصائل الاتحادية لا تمانع بالوحدة والتنسيقية ستعمل على التواصل بالولايات وبناء القواعد حتى يتم انعقاد مؤتمر لكسب الاندماج وهذه مرحلة تتم بالتسلسل.

*انشقاقات كثيرة ضربت القوى السياسية ومن ضمنهم الاتحادي والأمة اللذان يعانيان من صراعات داخلية ما تعليقك ؟
ــ عدم الممارسة الديمقراطية داخل هذه الأحزاب وعدم وجود المؤسسة الحزبية الحاسمة بداخلها ونحن بالنسبة للاتحادي الديمقراطي لسنا مختلفين بالممسكات والمرتكزات ومختلفين فقط في ادارة الحزب ونسعى بكل السبل ان تكون الحركة الاتحادية حزب مؤسسة وديمقراطي وبرنامج ونعتقد ان التغول على الوطن بالتجاذب ما بين اليمين واليسار هو سبب الاختلال الموجود في البلد.

*كيف تقيم موقف حزب الأمة في اصطفافه بتشكيلة المجلس المركزي ؟
ــ حزب الأمة مكون وعامل اساسي لاستقرار الوطن واعتقد ان تواجده مع اليسار يأتي في الصراع على السلطة ولكن هو حزب يرجى منه الكثير بالمستقبل.

*على كثرة المبادرات المطروحة حتى الآن لم تظهر مؤشرات للحل السياسي على أرض الواقع ؟
ــ كثرة المبادرات هو مؤشر على حالة التشظي الموجود ، المبادرات كلها 80% مشتركة ويبقى يأخدوا بالمشترك من هذه المبادرات ويتم الحوار فيما اختلف الناس فيه وهذا كان وجهة نظرنا ان يتم في مبادرة نداء السودان لكن لم يتم.

*أنتم كقوى سياسية تتحدثون عن آفاق للحلول ولكن الشباب مؤخرا ظل رافضا لكل أطروحات الأحزاب ؟
ــ الشباب أصيبوا بخيبة أمل ودمار الحلم الكبير الذي كان يدعون ويحلمون به بسودان جديد يساعدون على بنائه وبرز ذلك من خلال شعاراتهم (هنبنيهو) و للأسف فشلت الحكومتان السابقتان بتحقيق هذا الحلم ومظاهراتهم ما زالت مستمرة من اجل تحقيق ما يحملون به و الآن كفروا بالأحزاب يسارا ويمينا وقديمها وجديدها.

*بعيدا عن الانتقال، ما تقييمك لمشاركتكم للإنقاذ بالحكم وكذلك رأيك عن الرئيس السابق البشير ؟
ــ المشاركة السبب الاساسي منها العمل على استرجاع الديمقراطية وحل مشكلة الاحتراب بالبلاد واعتقد ان مشاركتنا نجحت في مناح عديدة وفشلت في نواح اخرى ، والرئيس البشير القوة العالمية التي لا تريد للسودان خيرا اتخذت منه مطية لإيذاء السودان بالجنائية ووضع السودان بقائمة الإرهاب وفصل الجنوب والحروب لتمرير الأجندة الشريرة ، البشير رجل وطني كان يمكن ينساق وراء القوى الكبيرة ويظل بالحكم ولكنه رفض ذلك وله أخطاء وله إيجابيات..

*تجربتك كوزير في أكثر من وزارة خلال حكم البشير هل أنت راض عنها ؟

ــ شاركنا في الإنقاذ باعتبار أننا خدام للشعب وتاريخنا موجود لمن يريد أن يطلع عليه علوا في الأرض ولا إفسادا.