الخميس 1 سبتمبر 2022 - 19:00


(1)

هل يمكن ان ننتج رئيساً للوزراء بالكيفية التى يولد بها (أطفال الأنابيب) ؟ فيكون هناك رئيس وزراء (انابيب) او رئيس وزراء (المبادرات). فشلت حكومة الانقلاب في ان تأتي برئيس وزراء خلفاً لرئيس وزراء الثورة الدكتور عبدالله حمدوك … لعنة حمدوك جعلتهم يفشلون في ان يجدوا خلفاً له – لا اظن ان هناك رئيس وزراء يمكن ان يتفق عليه الشعب كما اتفق على الدكتور عبدالله حمدوك، لذلك سوف يبقى المنصب بعد حمدوك (شاغراً) حتى وان شغل بأحد الاسماء المطروحة الآن.
تعيين رئيس وزراء عن طريق (المبادرات) امر يشبه تماماً (ولادة الانابيب).. لقد ظللنا نعيش في كل عام ازمة مع كوارث الامطار والسيول والفيضانات لأننا ظللنا نتعامل مع فصل الخريف في كل موسم عن طريق (المبادرات).. المبادرات يمكن ان تقودنا الى ان نصلح بين زوجين او نكوّن جمعية تعاونية .. لكن لا يمكن ان ندير الدولة ونحدد رئيس الوزراء عن طريق (المبادرات).
منصب رئيس الوزراء منصب تصادمي يعتمد من يشغله على المواجهة والصراحة والشفافية ويتميز بالقوة والوضوح .. هذه المواصفات لا يمكن ان تتوفر في شخص يأتي عن طريق (المبادرات).
(2)

قولوا لهم ان منصب رئيس الوزراء ليس (صرفة صندوق) خيري ولا هو (دورة رمضانية) او دورة لتأبين احد الراحلين، حتى نسلم امره للشيخ الطيب الجد ومبادراته التى سوف تقودنا الى جزء اخر من مسلسل (ليالي الحلمية).
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا .. الحوار الوطني والوثبة فهل يمكن ان يشفي ما بنا (المبادرات)؟
هل يعقل ان يشغل منصب رئيس الوزراء شخص يأتي بهذا الاسلوب : (سلمت مبادرة “أهل السودان” بقيادة رجل الدين الصوفي الطيب الجد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قائمة من 35 مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء لاختيار واحد منهم. وشكّل البرهان بدوره لجنة لتنقيح الأسماء واختيار واحد من بين المرشحين لتقلد المنصب وإنهاء حالة الفراغ الدستوري الذي يعيشه السودان منذ قرابة العام بعد إطاحة الجيش السوداني برئيس الوزراء عبدالله حمدوك وحكومته في أكتوبر الماضي).
هذا الذي يحدث ما هو إلّا مضيعة للوقت.. وهو استغلال من الحكومة لكسب المزيد من الوقت… لا يمكن ان تكون قائمة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء مثل قائمة (المنتخب الوطني) لكرة القدم السوداني.
(35) مرشحاً لمنصب الوزير.. رغم علمي ان كل هذه الاسماء لا يصلح منها شخص واحد ان يكون رئيساً للوزراء او حتى رئيساً للجنة الشعبية لأحد احياء العاصمة.
هؤلاء المرشحون لمنصب رئيس الوزراء لو اختاروهم لمنتخب كرة السلة لقلنا ان هذا اقرب لهم من ان يترشحوا لمنصب رئيس الوزراء.
العسكر يدسون فشلهم من خلال هذه الاسماء المرشحة لمنصب رئيس الوزراء. انهم يؤكدون من خلال ذلك فشلكم وعدم اتفاقكم وهوانكم وتهافتكم على المنصب.
(3)

اكبر فشل لحكومة الانقلاب هو فشلها في تعيين (رئيس وزراء) رغم ان رئيس مجلس السيادة الذي اعلن عن حالة الطوارئ وحل مجلس الوزراء في 25 اكتوبر وحل كذلك مجلس السيادة بعد ان عطل بعض مواد الوثيقة الدستورية فشل في ان يأتي برئيس وزراء لحكومة الانقلاب التى قامت من اجل تكملة مؤسسات الحكم وتشكيل المجلس التشريعي ومجلس للقضاء ومجلس للنيابة ليفشلوا حتى في تعيين رئيس للوزراء، المنصب الذي كان موجوداً قبل الانقلاب.
في الغالب ان البلاد التى تدار بالمبادرات هي البلاد التى تعاني من التفلتات الامنية وهي التى تهرّب ثرواتها وتعيش في حالة من التصدع والشتات والنزاعات.
ليس هنالك ضعف اكثر من ان تعين رئيس وزراء عن طريق (المبادرات) – هذا الامر لا يفهم فيه رجال الصوفية ولا تحسنه النظارات الاهلية.
لا نستبعد ان تخلص تلك المبادرات الى اختيار رئيس وزراء عن طريق (القرعة) من قائمة هذه الاسماء التى تم ترشيحها وتقديمها لرئيس مجلس السيادة.
هذه امور لا تصلح فيها الترضيات والموازنات.
الذي اعجب منه انهم رفضوا المحاصصات (السياسية) التى تقوم على معايير العلمية وعملية واتجهوا الى المحاصصات (الاجتماعية) التى تقوم على المبادرات والترضيات.
(4)

بغم |
الغريب ان الدكتور عبدالله حمدوك عندما كان رئيساً للوزراء قدم وهو في المنصب ثلاث مبادرات، رفضت جميعها.. واعتبر رئيس الوزراء (رجل مبادرات) لا يصلح في المنصب… الآن نحن نبحث عن (رئيس وزراء) يأتي للمنصب نفسه عن طريق (المبادرات).
رئيس وزراء (الانابيب) القادم لا تنتظروا منه شيئاً اكثر مما قدمه اعضاء مجلس السيادة المدنيين في حكومة الانقلاب.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).